قالت مساعدة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، شيرين ياسين، إن منظمتهم الدولية تسعى لتلبية احتياجات
منكوبي الزلزال المُدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، لكن "
الكارثة مروّعة للغاية، والاحتياجات كبيرة جدا، وتحتاج إلى تضافر ودعم المجتمع الدولي بلا استثناء".
وعبّرت ياسين، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، عن تفهمها للانتقادات التي وُجهت للأمم المتحدة على خلفية تأخر وصول
المساعدات إلى الداخل السوري، قائلة: "نحن نتفهم مدى الألم والإحباط، وندرك صعوبة الموقف، ونحن لا نلوم الأشخاص على ما يشعرون به".
وأضافت: "هذه الكارثة ضربت المنطقة بشكل مفاجئ، وقد تعرّضت البنى التحتية للأضرار، ما أعاق إدخال المساعدات بشكل سريع إلى المناطق الواقعة شمال غرب سوريا، وبعد التأكد من أن الطرق سالكة، سعينا بكامل طاقتنا وبجهود حثيثة إلى استئناف إدخال المساعدات، وتدفقت فرق
الأمم المتحدة من جميع الوكالات إلى المناطق التي تأثرت بسبب الزلازل، وهي تعمل بشكل يومي على إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن".
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه "بحسب آخر الأرقام، تم جمع 26% تقريبا من المبلغ المطلوب لدعم سوريا، و4% لتركيا حتى الآن، ونحن نناشد المجتمع الدولي أن يظهر التضامن ويقدم الدعم السخي".
وأطلقت الأمم المتحدة نداءً إنسانيا، مؤخرا، من أجل جمع مليار دولار لمساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا، وذلك بعدما أطلقت نداءً آخر لجمع 397 مليون دولار لإغاثة المتضررين في سوريا.
وقبل أيام، وصلت ياسين إلى ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا من أجل دعم الفريق الإعلامي الأممي، ومتابعة الأوضاع على أرض الواقع، وذلك انطلاقا من السياسة التي تتبعها الأمم المتحدة عبر إرسال فرقها المختلفة لمناطق الكوارث في مختلف دول العالم.
اظهار أخبار متعلقة
وفي 6 شباط/ فبراير الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا، بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
كما ضرب زلزال بقوة 6.4 درجات منطقة "دفنة" بولاية هاتاي التركية (جنوبا)، مساء يوم الاثنين الماضي.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، الثلاثاء، تسجيل 90 هزة ارتدادية، أشدها 5.8 درجات على مقياس ريختر، ووفاة 6 أشخاص، وإصابة 294 آخرين، بينهم 18 بحالة خطيرة جراء الزلزال.
وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف تنظرون لتداعيات الزلازل وظروف الشتاء القاسية على المنكوبين في تركيا وسوريا؟
نحن ننظر إلى هذه الأزمة من منظور إنساني، ونعلم أن الأشخاص المتضررين من الزلزال في هذه الظروف القاسية يحتاجون إلى الدعم الكبير. بالنظر إلى ذلك، نحن نركز على شيء واحد، وهو مصلحة الناس، ونعمل على تغليبها، ومساعدة المحتاجين في أسرع وقت ممكن، وهو ما يتطلب دعما وتضامنا دوليا.
ما طبيعة الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في المساهمة في الحد من آثار الزلزال؟
لقد بدأ الدعم بالوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى المساعدة، وذلك عبر تلبية الاحتياجات الأساسية. تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها توسيع نطاق عمليات المساعدة عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا. وفي الواقع هذه الكارثة مروّعة للغاية، وتحتاج إلى تضافر ودعم المجتمع الدولي بلا استثناء.
وما أبرز الصعاب والعقبات التي تواجه عملكم في هذا الصدد؟
ما يعيقنا هو تضرر البنى التحتية، وهناك قلة في الموارد، ونحن نعمل على تذليل العقبات وتخطي الصعوبات. الآن مع إتاحة الدخول من معابر أخرى، نحن نتجاوز المزيد من العقبات عبر تقليل المدة الزمنية التي تستغرق للوصول إلى العديد من المناطق الموجودة في شمال غرب سوريا.
أيضا، طواقم الأمم المتحدة تضررت من جرّاء الزلزال وآثاره؛ فهناك مَن فقد حياته، وهناك مَن تعرّض منزله للدمار أو الضرر، إضافة إلى الأضرار النفسية. ولذلك هناك مشقات وصعوبات، ولكن ينصبّ التركيز على الاستمرار في تقديم المساعدات.
الأمم المتحدة واجهت بعض الانتقادات على خلفية تأخر وصول المساعدات إلى الداخل السوري، فضلا عن أن المساعدات ليست كافية بالمرة.. فكيف كان انعكاس قلة وتأخر وصول المساعدات لسوريا؟ ولماذا "خذلت" الأمم المتحدة الشمال السوري، كما يقول البعض؟
هذه الكارثة ضربت المنطقة بشكل مفاجئ، ولم يكن هناك من إنذار أو علم مسبق بها، وقد تعرّضت البنى التحتية للأضرار، ما أعاق إدخال المساعدات بشكل سريع إلى المناطق الواقعة شمال غرب سوريا، وبعد التأكد من أن الطرق سالكة سعينا بكامل طاقتنا وبجهود حثيثة إلى استئناف إدخال المساعدات، وتدفقت فرق الأمم المتحدة من جميع الوكالات إلى المناطق التي تأثرت بسبب الزلازل، وهي تعمل بشكل يومي على إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن.
نحن نتفهم مدى الألم والإحباط، وندرك صعوبة الموقف، ونحن لا نلوم الأشخاص على ما يشعرون به، لكن الأمم المتحدة تسعى إلى تلبية الاحتياجات إلى الجميع في كل مكان، ونبذل الجهود الحثيثة لدعم جميع الأشخاص المتضررين بالعالم، ووفق إمكانيات وموارد منظمتنا الدولية.
الأمم المتحدة أطلقت سابقا نداءً إنسانيا بقيمة مليار دولار لمساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا، وذلك بعدما أطلقت نداءً آخر من أجل جمع 397 مليون دولار لإغاثة المتضررين في سوريا.. فهل ترون أن تلك الأموال كافية لمساعدة ضحايا الزلزال في البلدين؟
بالطبع الاحتياجات بالغة وكبيرة، فالمصاب جلل. فيما يتعلق بالأموال التي ناشدنا تقديمها لمساعدة تركيا، فهي تأتي بناءً على مشاورات تمت مع الدولة التركية، وبحسب التقييمات تم تحديد مبلغ المليار دولار.
أما فيما يتعلق بسوريا، فهناك استجابة إنسانية مسبقا محددة لتلك المناطق، ولذلك فإن المبالغ الإضافية تأتي مكمّلة لما هو مطلوب. ونحن نناشد المجتمع الدولي أن يظهر التضامن، ويقدم الدعم السخي.
بحسب آخر الأرقام، فقد تم جمع 26% تقريبا من المبلغ المطلوب لسوريا، و4% لتركيا حتى الآن.
ما تقييمكم لمجمل الجهود والمساعدات الدولية التي يجري تقديمها من المانحين والدول الصديقة لمواجهة آثار الزلزال في تركيا وسوريا؟
في الحقيقة هي فرصة لتقديم الشكر لكل الداعمين والمانحين، ومناشدة الدول تقديم المزيد من الدعم. أي مبلغ إضافي ينقذ الحياة، وأي دعم إضافي يصنع فرقا في حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساندة وتضامن المجتمع الدولي معهم. ونود أن نشير في هذا الإطار إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح لخطة الاستجابة الإنسانية لسوريا.
"الأمم المتحدة" خصّصت 25 مليون دولار لمنحة عاجلة لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.. فهل وصلت تلك الأموال إلى المنكوبين بالفعل في البلدين أم لا؟
تم تخصيص 50 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لمساعدة الأشخاص المتضررين من الزلزال. تصل المساعدات إلى المناطق السورية بأشكال متنوعة، وسيتم مواصلة إيصال تلك المساعدات إلى المتضررين والمحتاجين إليها.
كم عدد الشاحنات الأممية التي حملت مساعدات إنسانية إلى شمال غرب سوريا منذ 9 شباط/ فبراير وحتى الآن؟
في وقت سابق من يوم الخميس عبرت 53 شاحنة من جنوب تركيا إلى شمال غرب سوريا، تحمل مساعدات من برنامج الأغذية العالمي والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
لقد قدّم برنامج الأغذية العالمي السلع الغذائية، وأرسلت المنظمة الدولية للهجرة المأوى ومستلزمات النظافة والمستلزمات الأخرى، كما قدمت المنظمة الإمدادات لأكثر من 5 آلاف شخص.
ومن بين الـ 53 شاحنة التي عبرت الخميس، مرت 47 عبر باب الهوى وست شاحنات عبر معبر باب السلام. يقودنا ذلك إلى ما مجموعه 335 شاحنة دخلت إلى شمال غرب سوريا منذ 9 شباط/ فبراير من جنوب تركيا.
إلى أي مدى ترون أن نظام الأسد يسعى إلى الاستفادة سياسيا من كارثة الزلزال، فضلا عن محاولته السيطرة على مساعدات المنكوبين والضحايا؟
نحن ندعو مرارا وتكرارا إلى وضع السياسة جانبا، والتركيز على مصلحة الأشخاص وعدم تسييس هذه الأزمة؛ فهي أزمة إنسانية تتطلب تضامنا دوليا، وتتطلب تكاتف الجهود؛ لمساعدة أكبر عدد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة.
ما أكثر الاحتياجات إلحاحا في الوقت الحالي للمنكوبين في تركيا وسوريا؟ وما خطتكم لتوفير تلك الاحتياجات؟
وجد تقييم سريع أن المأوى والمساعدات الشتوية والنقدية هي الأولويات القصوى للنازحين. كما أن احتياجات الرعاية الصحية ملحة. ما لا يقل عن 20% من 600 من المجتمعات تم إجراء التقييمات عليها لا تحصل على الرعاية الصحية.
كيف تنظرون لوضع القطاع الصحي في شمال سوريا في أعقاب هذا الزلزال المُدمّر؟
هناك مخاوف من انتشار مرض الكوليرا، كما كان للزلازل تأثير مُدمّر على صحة وأمن وسلامة المجتمعات، واطّلعت منظمة الصحة العالمية على الأضرار التي خلّفها الزلزال وتأثيره على حياة السكان. وجد فريق الأمم المتحدة أن قطاع الصحة تضرّر بشكل خاص من الزلازل، حيث تم الإبلاغ عن 47 منشأة صحية تضرّرت في شمال غرب سوريا وحده، وقد تم تعليق 12 منشأة صحية عن العمل، و18 لا تعمل سوى بشكل جزئي.