بدأت الجماعات
الاستيطانية المتطرفة، عمليات حشد مبكرة، لتنفيذ اقتحامات للمسجد
الأقصى بمناسبة
عيد الفصح اليهودي، الذي يتزامن مع نهايات شهر
رمضان المبارك المقبل،
بما يؤشر إلى احتمالية تفجر الأوضاع في الساحة
الفلسطينية.
وأعلنت ما تسمى
بجماعات "الهيكل"، عن خطط لتنفيذ الاقتحامات خلال شهر رمضان، في الفترة
ما بين 6-12 نيسان/ أبريل المقبل، وقدمت العديد من الإغراءات من أجل حشد أكبر عدد
ممكن من المقتحمين، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في المكان، في ظل الحكومة
اليمينية المتطرفة، التي أطلقت العديد من التصريحات بشأن زيادة عدد المقتحمين
للأقصى.
وتقوم جماعات
"الهيكل" على ترتيب عمليات نقل مجاني ومرشدين مجانيين، وتسهيلات
للراغبين في المشاركة بالاقتحامات، والتأكيد على الحماية الأمنية المقدمة لهم من
قبل قوات الاحتلال، في ظل تصدي المقدسيين للاقتحامات.
ويسعى الاحتلال من
خلال رفع وتيرة الاقتحامات، إلى فرض واقع زماني ومكاني، للتواجد اليهودي في
الأقصى، ما يسبب في اشتعال الأوضاع بصورة دائمة، ويدفع الفلسطينيين لكبح محاولات
الاحتلال إحداث أي تغيير في تبعية المكان الذي يعد من أقدس الأماكن لدى المسلمين.
اظهار أخبار متعلقة
وخلال عام 2022، تصاعد عدد المتقحمين للأقصى
خلال عيد الفصح اليهودي، ووصل إلى 3670 مستوطنا، في حين كان العدد عام
2021، خلال عيد الفصح 2249 مقتحما.
في المقابل، يعد
التلويح بالاقتحام في عيد الفصح نذير إشعال للأوضاع، فخلال العام الماضي، حذرت الفصائل الفلسطينية قاطبة، ما تسمى بـ"جماعات الهيكل" من مجرد الإقدام
على اقتحام الأقصى، وتنفيذ طقوس أبرزها ذبح القرابين، ونثر الدماء في المسجد
الأقصى.
وحذرت الفصائل في
بيانات، من الاقتحام، واعتبرته تجاوزا لكل الخطوط الحمر، وكاد التصعيد يصل إلى حد
إطلاق صواريخ على مناطق الاحتلال، لردع المستوطنين، بعد تدخل العديد من الأطراف
الدولية للضغط على الاحتلال.
لعب بالنار
الأمين العام للهيئة
الإسلامية المسيحية، ورئيس مركز القدس الدولي، الدكتور حسن خاطر، قال إن قادة
الاحتلال المتطرفين اليوم في الحكومة، وخاصة إيتمار بن غفير، يعتقدون أنه كلما
حققت أكبر قدر من القمع ساد الأمان لهم بصورة أكبر، وهناك شعور لديهم بنشوة النصر، لذلك يسعون للتصعيد في الأقصى.
وأوضح خاطر
لـ"عربي21" أن بن غفير والمتطرفين لا يدركون عواقب سياساتهم، وخاصة
الضغط على الشارع الفلسطيني في مقدساته وتحديدا في شهر رمضان المبارك، وهو لعب
بالنار ومحاولة تجريب ما لا يمكن تجريبه، ومن تجارب عقود من الاحتلال.
ولفت إلى أن العديد من
المواقف والمحطات، التي أقدم الاحتلال فيها على انتهاكات في الأقصى، وفي أكثر
الأوقات قدسية، كانت ردود الفعل ليست عادية، وواحدة من أبرز وأطول انتفاضات
الفلسطينيين على الاحتلال، كانت بعد اقتحام شارون للأقصى، وقبلها هبة النفق التي
حدثت فيها عمليات وسقط فيها شهداء، وحتى في عام 1920 حدثت ثورة البراق بسبب
الانتهاكات في القدس.
وتابع خاطر: "ما
الذي أدى لانفجار كل الأراضي الفلسطينية حينها، رغم عدم وجود وسائل تواصل اجتماعي
كما هو اليوم، وغياب الصورة والمعلومة سابقا؟.. لأن المسألة المرتبطة بالأقصى خط أحمر، فكيف سيكون أي اقتحام أحمق الآن وخاصة في شهر رمضان؟".
وقال رئيس مركز القدس
الدولي، إن مفهوم الشبان الفلسطينيين للمقاومة اليوم، أصبح أكثر بساطة، ولم يعد
معقدا لديهم، وباتوا يفكرون بمنطق أنه ما لا يحقق بالسياسة، يمكن تحقيقه بوسائل
أخرى، الاحتلال يعرفها جيدا، ويجد صعوبة بالغة في مواجهتها.
ورأى أن الأراضي
الفلسطينية مقبلة على انتفاضة، غير مسبوقة، لأن مستوى التصعيد تجاوز الخطوط
الحمر، ولم يعد لدى الفلسطيني ما يخسره"، محذرا من ارتكاب الاحتلال
"حماقة خلال رمضان المقبل، بالانجرار وراء المتطرفين في حكومة نتنياهو،
والاقتراب من الأقصى".
دخول غزة بمواجهة
من جانبه قال الباحث
والخبير الأمني الفلسطيني الدكتور رامي أبو زبيدة، إن التوقعات تشير من الآن إلى أن
رمضان المقبل سيكون الأكثر سخونة في الساحة الفلسطينية، بسبب وجود حكومة يمينية
متطرفة، وكذلك تزامن عيد الفصح اليهودي، مع العشر الأواخر من شهر رمضان، الذي يشهد
تواجدا كثيفا للفلسطينيين في الأقصى.
وأوضح أبو زبيدة،
لـ"عربي21"، أننا نعيش أجواء تصعيد غير مسبوقة، على عدة صعد، الأسرى
والأقصى والأوضاع في الضفة الغربية، وحتى في قطاع غزة، وهذا كله ينذر باشتعال
الأوضاع مرة واحدة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "هناك حرب
استنزاف يخوضها الاحتلال، بحق المقاومين في جنين ونابلس، وهناك عصيان مدني في
القدس، وبالتأكيد غزة لن تقف مكتوفة الأيدي، أمام هذا التصعيد الخطير، وربما يكون
هناك تدخل بشكل ما من فصائل المقاومة في القطاع".
وكشف عن رسائل كثيرة
وجهتها فصائل المقاومة في غزة، عبر المصريين والعديد من الأطراف للإدارة
الأمريكيية وللاحتلال، أن استمرار إفساح المجال للاحتلال، ليمارس الانتهاكات، لن تكون عواقبه محمودة، وسيشعل الأوضاع".
وشدد على أن غزة "رسخت
قاعدة مهمة، خلال حرب "سيف القدس" أنه لا يمكن فصل الساحة الفلسطينية،
عن بعضها، وبالمحصلة، أي اعتداء خطير على الأقصى، يعني أننا أمام حرب جديدة،
والاحتلال يعي هذه المعادلة".
وقال إن الفلسطينيين
أمام "مجموعة وزراء متطرفين شعبويين، يريدون زيادة غلتهم من الحالة اليمينية
الإسرائيلية، على حساب الشعب الفلسطيني، ومقدساته، وهو سيشعل الأوضاع
بالضرورة".