كثفت
بعثة
الأمم المتحدة لدعم اتفاق
الحديدة في
اليمن نشاطها وتحركاتها الميدانية في المديريات
والبلدات الخاضعة لجماعة الحوثيين والقوات المشتركة الموالية للحكومة المعترف بها،
جنوب المحافظة الساحلية على البحر الأحمر، غرب البلاد.
وفي
الشهر الحالي، أجرت بعثة "أونمها" زياراتٍ إلى مديريات محافظة الحُديدة الجنوبية
الكائنة على جانبي خط المواجهة، وفق ما أعلنت السبت، وهو ما يثير أسئلة عدة عن سياقات
هذا الحراك للبعثة الأممية بعد جمود خلال الفترة الماضية.
وقالت
البعثة الأممية عبر حسابها على موقع "تويتر" إن زيارتها لتلك المديريات هي بغية
رصد وتقييم الوضع والاستماع إلى الناس والمجتمعات على الأرض، الذين ما برحت حياتهم
وسبل عيشهم هي الأكثر تأثراً بالصراع.
وكان
لافتا، أن نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، فان دي بيري، زارت في
اليومين الماضيين أسرة العقيد محمد الصليحي، وهو ضابط في الفريق الحكومي بلجنة إعادة
الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار، بعد مقتله بعامين برصاص قناص تابع لجماعة الحوثي
في أحد مراكز المراقبة في آذار/ مارس 2020.
وقد
تسبب مقتل العقيد الصليحي، في إعلان الحكومة اليمنية وقف مشاركتها في لجنة تنسيق إعادة
الانتشار وآلياتها.
"تجديد
العلاقة"
وفي
هذا السياق، قال وكيل محافظة الحديدة التابع للحكومة المعترف بها، وليد القديمي إن
زيارة دي بيري للمناطق المحررة لأول مرة منذ إعلان اتفاق السويد ( 2018) تأتي لتجديد
العلاقة مع الحكومة الشرعية والفريق الحكومي الذي أوقف لقاءاته بهم بعد مقتل العقيد
محمد الصليحي تحت راية الأمم المتحدة في نقطة المراقبة الخامسة، دون أن تحرك البعثة
ساكنا في إسعافه أو إعلان المتسبب في استشهاده.
وأضاف
القديمي في تصريح لـ"عربي21" أن نائبة رئيس البعثة الأممية، اطلعت على أوضاع
المواطنين والنازحين وضحايا ألغام الحوثي التي زرعت في المنازل والمزارع والمدارس والطرقات.
وأشار
إلى أن المسؤولة الأممية زارت عددا من المرافق الحكومية والبنى التحتية التي فجرتها
"مليشيات الإرهاب الحوثي" من مدارس ومراكز صحية ومشاريع مياه.
واستمعت، وفق وكيل محافظة الحديدة، من المزارعين عن كيفية نزع الألغام التي زرعت في
مزارعهم وتم تطهيرها وإعادة زراعتها، مؤكدا أن نائبة رئيس البعثة الأممية وعدت بفتح
مكتب للبعثة في مدينتي المخا والخوخة، لمراقبة خروقات الحوثي والعمل على رفع تقارير
من الواقع الذي يعيشه المواطنون هناك.
وقال
إن فريق البعثة محصورون في مناطق الحوثي داخل مبنى، ومقيدون من الحركة من قبل المليشيا
الحوثية.
وأوضح
المسؤول الحكومي أن زيارة المسؤولة الأممية لأسرة الصليحي، جاء بناء على اشتراط ذلك
من قبل الفريق الحكومي، وذلك للاعتذار عن موقفهم السلبي السابق تجاه مقتله.
ونص اتفاق الحديدة الموقع في ستوكهولم بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في كانون الأول/
ديسمبر 2018، على إنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة
وتتألف من أعضاء من الأطراف للإشراف على وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار وعمليات إزالة
الألغام في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
"بحث
عن مهام للبعثة"
من جانبه،
قال رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات عادل الأحمدي إنه يمكن النظر إلى التحركات واللقاءات
من قبل البعثة الأممية في الحديدة من عدة زوايا، أولها أن هناك من يعتبر أن وجود البعثة
بات كعدمه، باعتبار أن اتفاق الحديدة قد تحول إلى حصيلة في مصلحة مليشيات الحوثي المدعومة
من إيران.
وتابع
متسائلا لـ"عربي21": "فأي اتفاق تراقبه البعثة، فيما مسلحو الحوثي يسرحون
ويمرحون منذ الأيام الأولى للاتفاق الذي أسهم في إطالة أمد الحرب في اليمن".
ومن
هذه الزاوية، يضيف رئيس مركز نشوان للدراسات، أنه يمكن النظر إلى نشاط البعثة، بوصفها
محاولة لإيجاد مهام تمدد عملها، وقد أصبحت ليس أكثر من شاهد زور يعطي جماعة الحوثي غطاء الاستمرار
في هذه المحافظة.
وأشار
إلى أن هذه التحركات، قد لا تكون بمعزل عن الجهود التي يجري الحديث عنها من طرح أفكار
جديدة للحل يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ وغيرهم، مؤكدا أنه سيبقى ما سينفذ
على أرض الواقع هو الأمر الحاسم.
والجمعة،
حذر زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثي) عبدالملك الحوثي، دول التحالف الذي
تقوده السعودية من "نفاد صبره"، داعيا جماعته للجهوزية لكل الاحتمالات ومنها
عودة الحرب.