ملفات وتقارير

"عربي21" تستعرض أكثر الزلازل تدميرا في تاريخ تركيا (تسلسل زمني)

عناصر من الجيش التركي خلال نقل طفل مصاب في زلزال أرضروم عام 1983- بيلجيبيديا تركيا
عناصر من الجيش التركي خلال نقل طفل مصاب في زلزال أرضروم عام 1983- بيلجيبيديا تركيا
تظهر أبحاث في تاريخ الكوارث بتركيا، أن الزلازل هي أكثر الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها البلاد منذ قرون، بسبب الموقع الجغرافي للبلاد.

وتقع تركيا في واحدة من أكثر مناطق العالم التي تشهد نشاطا زلزاليا، وتتأثر بصورة كبيرة، بحركة صفائح كل من أفريقيا وبحر إيجه والعربية، والأناضول والبحر الأسود والصفيحة الأوراسية، وفقا لدراسة تعود لجامعة "نيشان تاشه" التركية.

وتكشف الدراسة أن 61 بالمئة من الكوارث الطبيعية التي تضرب تركيا هي الزلازل، تليها الانهيارات الأرضية والفيضانات وتساقط الصخور والحرائق والعواصف، وما بين أعوام 1903-2000 كان سجل 150 زلزالا، أدت إلى أضرار وخسائر متفاوتة، وبعضها كان مدمرا بشدة.

وتستعرض "عربي21" تاريخ الزلازل المدمرة التي سجلت في تاريخ تركيا، بحسب نشرات علمية، وكان أكبرها يقدر بـ 8 درجات على مقياس ريختر:

زلزال أنطاكيا 115 للميلاد:

واحد من أكثر الزلازل تدميرا في تاريخ تركيا، وقع في 13 كانون أول/ديسمبر، عام 115 للميلاد، وقدر عدد القتلى جراءه بنحو 260 ألف قتيل، ووفقا للتقديرات الحديثة، تبعا لحجم دماره، فقد كان بنحو 7.5 درجة على مقياس ريختر، وضرب حينها واحدة من مدن الإمبراطورية الرومانية، ودمر المناطق المحيطة بها، وشعر به سكان شرق البحر المتوسط.

زلزال أنطاكيا 526 للميلاد:

الزلزال الثاني المدمر لمدينة أنطاكيا إبان الإمبراطورية الرومانية، يقدر وفقا لحسابات اليوم بنحو 7 درجات على مقياس ريختر، وتسبب في حجم دمار كبير، لتزامن وقوعه مع ازدحام المدينة بتاريخ 29 آذار/مارس بأحد الأعياد الرومانية، وقدر عدد القتلى في حينه بنحو 250 ألف قتيل ودمار شبه كامل للمدينة، تبعه حريق كبير في المنطقة أتى على الكنيسة العظيمة في المنطقة بالكامل.

ويعد زلزالا أنطاكيا جزءا من أسوأ كوارث تلك الحقبة الزمنية، بسبب العدد الكبير للقتلى مقارنة مع عدد السكان آنذاك، وسجل استمرار الهزات ووثق حدوث 18هزة، وعدم استقرار في المنطقة لمدة 18 شهرا بعد الهزة الكبرى.

زلازل إسطنبول 554- 869 للميلاد:

سلسلة من الزلازل التي ضربت مدينة إسطنبول في العصور الوسطى، ما بين أعوام 554 – 869 للميلاد، تعرضت فيه كنائس المدينة والمنازل لأضرار كبيرة، وأضرار بالغة في قبة آياصوفيا التي كانت كاتدرائية آنذاك. ومقتل المئات تحت ركام المنازل.

وفي عام 869 تعرضت إسطنبول لسلسلة هزات عنيفة، تكررت على مدى 40 يوما، وساد الاعتقاد لدى البيزنطيين أن الخطايا كانت سببا للزلزال، ولأجل ذلك أقيمت احتفالات دينية خاصة، وباتت جزءا من التقويم الليوتيرجي الديني للبيزنطيين.

زلزال حلب- الأناضول 1138 للميلاد:

واحد من أكبر الكوارث الزلزالية التي ضرب مدينة حلب ومناطق الأناضول التي أصيبت بزلزال كهرمان مرعش اليوم، من ناحية عدد الضحايا، الذين قدروا بنحو 230 ألف شخص، وكان مركزه حلب وامتد إلى مناطق الأناضول، ويعد من أسوأ الزلازل في تاريخ العالم.

الصدمة الأولى من الزلزال لم تكن كبيرة، ووقعت الهزة المدمرة في اليوم الذي يليها، بعد فرار السكان إلى المناطق المجاورة لحلب على امتداد الأناضول، ما تسبب في دمار كبير، طال أسوار المدينة التي انهارت، كما انهارت معها أجزاء من قلعة حلب.

كما تعرضت قلعة حارم التي شيدها الصليبيون لدمار كبير، إضافة إلى دمار حصن إسلامي في الأتارب، ومسحت العديد من البلدات الصغيرة وقتل سكانها، وشعر سكان مناطق بعيدة مثل دمشق بالزلزال على بعد 350 كيلومترا. وامتدت الهزات الارتدادية وفق مصادر تاريخية إلى قرابة 12 شهرا بعد الهزة الكبرى.

زلزال إسطنبول 1509 للميلاد:

النشاط الزلزالي لم يهدأ في إسطنبول، وتكرر في العام 1509، بهزة تقدر بنحو 7.5 تبعا لحجم الدمار الذي وقع، في 22 آب/أغسطس، وتسبب في دمار بمناطق إزميت شرق إسطنبول وحتى تكيرداغ غربا، على امتداد بحر مرمرة مركز الهزة، ووصلت امتداداته إلى مناطق الأناضول ومصر واليونان.

لكن سلسلة الزلازل في إسطنبول لم تتوقف بعدها، وعادت هزات أقل تأثيرا، في أعوام و 1768 و 1769 و 1771 و 1790 و 1802 و 1804 و 1837 و 1841، لكن الأضرار كانت طفيفة في الأوراح والمباني.

زلزال إسطنبول 1894:

وقع هذا الزلزال في 12 تموز/يوليو 1894، وبلغت قوته وفقا لتقديرات الدمار، بنحو 7 درجات على مقياس ريختر، وتسبب في مقتل 1349 شخصا فضلا عن دمار عدد كبير من منازل عاصمة الدولة العثمانية آنذاك.

دفع الزلزال السلطان عبد الحميد الثاني، إلى إنشاء أول مرصد زلزالي بالدولة العثمانية، وشارك في إدارته البروفيسور أجاممنوني أحد خبراء الجيولوجيا الإيطاليين من روما، وقدر دراسات في علم الزلازل، ووفقا لأبحاث اعتبر هذا الزلزال واحدا من أشد 30 زلزالا مدمرا بتركيا.

زلزال أرزينجان 1939:

تعد كارثة زلزال أرزينجان، واحدة من أسوأ كوارث الزلازل التي ضربت تركيا، في العصر الحديث، واعتبر الزلزال الأخير في كهرمان مرعش، ثاني أسوأ الزلازل بعد كارثة أرزينجان منذ قرابة 100 عام.

وبلغ عدد القتلى 33 ألف قتيل، ولم يقتصر تأثيره على أرزينجان، بل طال 11 ولاية أخرى في مناطق الأناضول، ودمرت خطوط السكك الحديدية، وخطوط اتصالات التلغراف، وانقطع الاتصال بالولاية كاملة، بعد تدمير الجسور والطرق.

لم تتمكن فرق الإغاثة المتوفرة في ذلك الوقت من دخول المدينة سوى بعد يومين من الكارثة، التي قدرت فيه حينه بنحو 8 درجات على مقياس ريختر.

زلزال أرضروم 1983:

واحد من الزلازل المدمرة في تركيا، وقع في 30 تشرين أول/أكتوبر 1983، وتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح، وبلغ عدد القتلى 1155 قتيلا في حين وثق إصابة 537 شخصا.

وبلغت قوة هذا الزلزال 6.9 درجات على مقياس ريختر، وسجلت دمار 3 آلاف منزل، وتصدق 4 آلاف أخرى.

زلزالا عام 1999

تعرضت تركيا لزلزالين كبيرين عام 1999، الأول في منطقة دوزجه، شمال غرب البلاد، في 12تشرين ثاني/نوفمبر 1999، والثاني في منطقة جول جوك، في 17 آب/ أغسطس 1999.

تسبب زلزال دوزجه وبلغت قوته 7.2 على مقياس ريختر، بخسائر كبيرة في الأرواح، بلغت 845 قتيلا، و 4948 جريحا، ودمار كبير في الأبنية والمساكن.

أما الزلزال الآخر، فوقع في منطقة جول جوك وولاية كوجا إيلي، وبلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر، وراح ضحيته 18373 قتيلا، فضلا عن 48901 جريحا، إضافة إلى دمار آلاف المنازل وتشريد السكان، وتشكيل موجات تسونامي في بحر مرمرة بارتفاع مترين ونصف المتر.

زلزال وان 2011:

واحد من الزلازل المدمرة في تركيا، وقع في 23 تشرين أول/أكتوبر 2011، وبلغت قوته 6.7 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في خسائر كبيرة بالأوراح والممتلكات.

بلغ عدد قتلى الزلزال، 604 قتلى، وأصيب نتيجته 4152 جريحا، وخلص دمارا في 2262 منزلا.

زلزال إزمير 2020:

زلزال مركزه بحر إيجه، وكان التأثير الأكبر له في مدينة إزمير غرب تركيا، في 30 تشرين أول/أكتوبر 2020 الذي خلف قتلى وإصابات، وموجة تسونامي طفيفة.

تسبب زلزال إزمير، الذي قدرت قوته بـ 7 درجات على مقياس ريختر، في مقتل 105 أشخاص، وإصابة 1027، كما امتدت الهزة إلى اليونان التي قتل فيها شخصان وأصيب 19 آخرون.

وتعرضت أحياء كاملة للهدم والتصدع في إزمير، وانهارت كنيسة في جزيرة ساموس اليونانية.
التعليقات (0)

خبر عاجل