حول العالم

ما هو مقياس ريختر لتحديد شدة الزلازل.. وكيف يعمل؟

الزلزال الذي يفوق الـ7 درجات على مقياس ريختر كالذي ضرب تركيا وسوريا يوصف بأنه كبير- أرشيفية
الزلزال الذي يفوق الـ7 درجات على مقياس ريختر كالذي ضرب تركيا وسوريا يوصف بأنه كبير- أرشيفية
قُتل حوالي 4500 شخص في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا المجاورة، إثر زلزال عنيف بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته 7.5 درجة.. وقد شعر بهما سكان غرينلاند والدنمارك.

وتسبب الزلزال المدمر في صدع يمتد طوله لما يزيد على الـ100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية، حيث كان مركز الزلزال على بعد 26 كيلومترا تقريبا شرقي مدينة نورداي التركية وعلى عمق نحو 18 كيلومترا عند فالق شرق الأناضول. وأطلق الزلزال موجات باتجاه الشمال الشرقي، ما تسبب في حدوث دمار في وسط تركيا وسوريا.

يُعَد مقياس ريختر أحد أدق مقاييس الزلازل في العالم وأكثرها كفاءة وانتشارًا، حيث تعتمده غالبية وكالات رصد الزلازل في دول العالم.

ويقوم هذا المقياس على نظام رقمي لوغاريتمي، ويعتمد في تحديد قوة الزلازل على الجانب الكمي وعلى مقدار الطاقة المنبعثة من مركز الزلزال.

اظهار أخبار متعلقة


وتعود تسمية المقياس بـ"ريختر" إلى العالم الأمريكي تشارليز فرانسيس ريختر الذي اخترعه عام 1935، قبل أن يشهد تطويرات وتحديثات لاحقة.

وتُحدَّد قوة الزلزال على أساس القوة القصوى للموجة الزلزالية التي تسجلها أجهزة الرصد، وبُعد الجهاز عن مركز الزلزال، حيث يتدرج مقياس ريختر من درجة واحدة إلى 10 درجات من الناحية النظرية، لكن لم تُسجَّل 10 درجات على هذا المقياس في تاريخ الزلازل.

ويمكن تقسيم شدة الزلازل إلى 6 مستويات: مجهري (من 1 إلى 3.9 درجة)، أو خفيف (من 4 إلى 4.9 درجة)، أو معتدل (من 5 إلى 5.9 درجة)، أو أو قوي (من 6 إلى 6.9 درجة)، أو كبير (من 7 إلى 7.9 درجة)، أو عظيم (اعتبارا من 8 درجات)، بحسب درجة قياسه.

وعادة لا يشعر البشر بالزلازل المجهرية التي لا تتجاوز شدتها الدرجتين على مقياس ريختر، فيما يبدأ الإحساس بالزلزال اعتبارا من الدرجة 3، فيما يكون مدمرا بصفة مؤكدة إذا تجاوز الـ7 درجات.

وبحسب مقياس ريختر، فإن ما هو أقل من 4 درجات يُعَد زلزالًا ضعيفًا، وعادة لا يكون حدوثه ملحوظا.

في المقابل، يعد الزلزال متوسطا إذا تراوحت شدته من 4 إلى 4.9 درجة، حيث يمكن أن تتحرك الأشياء وقد يتحطم زجاج البنايات بسببه، فيما تكون أضراره محدودة.

أما الزلزال الذي يترواح بين 5 و5.9 درجة، فهو معتدل، لكنه قد يحدث دمارا بالمباني الضعيفة، وقد يتسبب في ظهور في تشققات بالمباني والطرقات.

ومن 6 إلى 6.9 درجة يُعَد زلزالًا قويًّا، وهو قادر على على إحداث دمار كبير وانهيار للمباني على بعد 160 كيلومترا من مركز الزلزال.

في المقابل، يعد الزلزال الذي تبلغ شدته بين 7 و7.9 درجة، كبيرا، وهو مثل الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا الاثنين، وهو قادر على إحداث دمار واسع وانهيار كبير للمباني، وقد يتسبب في زوال مناطق بأكملها.

اظهار أخبار متعلقة


أما الزلازل التي تتجاوز الـ8 درجات، فهي زلازل عظيمة أو هائلة، حيث من الممكن أن يؤدي حدوثها إلى دمار مدينة بأكملها، وتصل أضراره حتى مئات الكيلومترات عن مكان وقوعه.

ووفقًا لموقع “usgs.gov” فإن الزلزال الذي تبلغ قوته 1 (درجة واحدة) على مقياس ريختر يعادل تقريبًا الطاقة المنبعثة من انفجار بنحو 70 كيلوغرامًا من مادة “TNT”، والزلزال بقوة 2 (درجتين) يعادل تفجير طن من مادة “TNT”، أما الزلزال الذي تبلغ قوته 4 درجات فيعادل تقريبًا الطاقة المنبعثة من انفجار 1000 طن من مادة “TNT” (انفجار نووي صغير).

أبرز 10 زلازل

1- زلزال تشيلي عام 1960 - 9.5 درجة

يعد الزلزال الذي وقع في فالديفيا بتشيلي أقوى زلزال تم تسجيله في التاريخ على الإطلاق، حيث أدّى إلى مقتل ما يقرب من 1655 شخصًا في 22 أيار/ مايو 1960.

وجراء الزلزال، أصيب آلاف آخرون وتشرد الملايين. وبلغت قيمة الأضرار التي سُجلت في جنوب تشيلي 550 مليون دولار.

وأدى الزلزال إلى حدوث أمواج مد عاتية أودت بحياة 61 شخصًا في هاواي و13 في اليابان و3 في الفلبين.

2- زلزال ألاسكا عام 1964 - 9.2 درجة

تسبب الزلزال الذي ضرب ألاسكا عام 1964 في مقتل 128 شخصًا، موقعًا خسائر في الممتلكات تقدر بنحو 311 مليون دولار. كانت أضرار الزلزال جسيمة في العديد من البلدات، بما في ذلك أنكوراج، التي كانت على بعد حوالي 120 كم شمال غرب مركز الزلزال.

وقع الزلزال في 27 آذار/ مارس 1964 على طول صدع نشط زلزاليًا بين صفائح أمريكا الشمالية والمحيط الهادئ. واستمر الاهتزاز لحوالي 3 دقائق.

وقتل ما يقرب من 300 ألف شخص ونزح حوالي 1.2 مليون شخص بسبب الزلزال والتسونامي اللاحق في 10 دول في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا.

4- زلزال اليابان عام 2011 - 9.1 درجة

في 11 آذار/ مارس 2011، ضرب زلزال اليابان بقوة 9.1 درجة ما تسبب في حدوث موجات مد عاتية خلفت أكثر من 15,700 قتيل وأكثر من 4,600 مفقود وما يفوق الـ5300 جريح ونزح أكثر من 130,900 شخص، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ولحقت أضرار بأكثر من 332 ألف مبنى و2100 طريق و56 جسرًا و26 سكة حديد نتيجة الزلزال. وقد دمر الزلزال المفاعلات النووية في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، ما أدى إلى واحدة من أكبر الكوارث النووية في التاريخ.

5- زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا-روسيا عام 1952 - 9 درجات


ضرب زلزال بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الروسية كامتشاتكا في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1952، وتسبب الزلزال في حدوث تسونامي بلغ ارتفاعه 13 مترًا، وصل تأثيره إلى كاليفورنيا.

ولم يسفر الزلزال عن وفيات ولكن في هاواي، قدرت الأضرار التي لحقت بالممتلكات بنحو مليون دولار أي نحو 11.12 مليون دولار في القيمة الحالية. وألقت الأمواج القوارب على الشاطئ، وتسببت في تصدّع المنازل ودمرت الأرصفة.

6- زلزال في تشيلي عام 2010 - 8.8 درجة

قُتل ما لا يقل عن 500 شخص وشرد 800 ألف شخص، بسبب زلزال بقوة 8.8 ضرب تشيلي في 27 شباط/ فبراير عام 2010، فيما تأثر أكثر من 1.8 مليون شخص، وقدرت الخسائر الاقتصادية الإجمالية بنحو 30 مليار دولار.

ووقع الزلزال بعد أكثر من شهر بقليل من الزلزال الكارثي الذي بلغت قوته 7 درجات في بورت أو برنس في هايتي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص.

7- زلزال الإكوادور عام 1906 - 8.8 درجة


ضرب زلزال مدمر قوته 8.8 درجة قبالة سواحل الإكوادور وكولومبيا في 31 كانون الثاني/ يناير من العام 1906، ما تسبب في تسونامي قوي قتل 500 إلى 1500 شخص. وصل التسونامي إلى سواحل أمريكا الوسطى، وامتد حتى الشواطئ في سان فرانسيسكو واليابان.

وقع الزلزال على طول الحدود بين صفيحة نازكا ولوحة أمريكا الجنوبية.

8- زلزال ألاسكا عام 1965 - 8.7 درجة


عرفت ألاسكا زلزالا عنيفا بلغت شدته 8.7 درجة، ما تسبب في حدوث تسونامي يزيد ارتفاعه على الـ10 أمتار في 4 شباط/ فبراير 1965، دون تسجيل أضرار كبيرة بسبب موقعه البعيد عند طرف النهر.
وكان الزلزال نتيجة غوص صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أمريكا الشمالية في قعر ألاسكا-أليوتيان الضخم، والذي كان موقعًا للعديد من الزلازل الهائلة.

في المقابل، تسبب الزلزال في تصدع المبانى الخشبية وتقسيم مدرج إسفلتي. وقد تشكلت شقوق في مدارج الطائرات في محطة لوران التابعة لخفر السواحل الأمريكي.

9- زلزال آسام أو التبت عام 1950 - 8.6 درجة


تسبب زلزال بقوة 8.6 درجة ضرب شرق التيبت وآسام بالهند في 15 آب/ أغسطس 1950 في مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص، فيما شعر السكان بالزلزال في مقاطعتي سيتشوان ويوننان في الصين وفي مناطق بعيدة مثل كالكوتا في الهند.

وتسبب الزلزال فى انهيارات أرضية كبيرة سدت الأنهار. وعندما انفجرت الأنهار مجددًا فإن الأمواج غمرت عدة قرى وقتلت مئات الأشخاص.

10- زلزال سومطرة 2012 - 8.6 درجة


في 11 نيسان/ أبريل 2012، ضرب زلزال بقوة 8.6 درجة قبالة ساحل شمال سومطرة، حيث شعر المواطنون بهزة قوية في عدد قليل فقط من المراكز السكانية مثل باندا آتشيه وميولابوه في إندونيسيا، فيما قُتل شخصان بشكل مباشر في الزلزال وتوفي ثمانية بنوبات قلبية وأصيب 12 آخرون.
التعليقات (0)