عام
1947 قسمت الأمم المحتدة
فلسطين التاريخيّة، حينها رفض الفلسطينيون والعرب التقسيم،
فجرت عمليات طرد للفلسطينيين وارتكبت
المجازر بحقهم، إلى أن جاءت النكبة في عام
1948 وأقيمت "دولة
إسرائيل"، واحتلت وقتها 76 في المئة من أرض فلسطين.
استمر
اعتداء "إسرائيل" رغم وقوف الغرب إلى جانب الاحتلال، فقابل الاحتلال ذلك
بمزيد من التوغل، فحدثت نكسة عام 1967، حيث ضاعفت "إسرائيل" توسعة الأراضي
المحتلة إلى ثلاثة أضعاف، وذلك باحتلالها لقطاع غزة والقدس الشرقية والجولان
والضفة الغربية، وتجددت معها عمليات التهجير للفلسطينيين، واتسعت رقعة الاعتداء
والقتل.
في
عام 1982 اجتاحت "إسرائيل" لبنان، وارتكبت مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا، فكان
عدد الضحايا قرابة الـ3500. المجزرة ارتكبت بإشراف "أريئل شارون".
عام
1987 اندلعت الانتفاضة الأولى، التي اعتبرت مقاومة شعبية، واجهها الاحتلال بسياسة
تكسير العظام، بإشراف مباشر من "إسحاق شامير" و"إسحاق رابين".
بين
عامي 2008 و2009 قصفت "إسرائيل" قطاع غزة بعملية "الرصاص المصبوب"،
استشهد خلالها 1300 فلسطيني. ثم قصفت "إسرائيل" قطاع غزة مرة أخرى عام
2014 في عملية "الجرف الصامد"، ارتقى مئات الشهداء ودمرت آلاف البيوت، وتوافق
الاعتداء على غزة مع خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من سكان حي شعفاط في
القدس.
-
من مسلسل القتل إلى سرقة الأرض و"الاستيطان"، والمجتمع الدولي قدّم بيانات
شجب واستنكار فقط، في المقابل الاحتلال ازداد إمعانا بالجريمة، فسار ليجسد رؤية شارون
في سبعينيات القرن الماضي، عندما وُصف بأنه بطل بناء المستوطنات، حيث قال: "أعتقد
أنه إذا ما قمنا ببناء هذه المستوطنات، سوف نشعر بالأمان اللازم لتقبل مخاطر
السلام".
-
ليس بعيدا عن مركز الصراع (المسجد
الأقصى)، منذ سنوات والمستوطنون يحاولون فرض
معادلة "التوقيت الزماني والمكاني" داخل المسجد الأقصى، وذلك عبر إقامة
الصلوات التلمودية وغيرها داخل باحات الأقصى المبارك، مع الترويج للرواية اليهودية
المزيّفة بوجود "الهيكل المزعوم"، والعمل على تحقيق ما نادى به مئير
كهانا في سبعينيات القرن الماضي، الذي دعا إلى تنفيذ ترانسفير للفلسطينيين، وصولا
للفاشية المتمثلة بالمتطرفين (بن غفير وسموتريتش وغيرهما)، الذين يهدفون إلى عسكرة
المجتمع "الإسرائيلي"، ليصبح الصراع أكثر وضوحا على أنه صراع
"عقائدي" وليس سياسيا أو غيره.
-
ختاما، ما يشهده الصراع اليوم داخل فلسطين وبالنظر لسنوات قد خلت، نرى أن المحتل يتجاهل
مساوئ ما قد تخفيه الأيام، من حالة تهاوٍ جرّاء التطرف المتصاعد وحالة الشر
المعلنة من قادته. ولعلنا نستذكر ما قاله الفيلسوف أفلاطون:
"أغلب الناس عند السلطة يصيرون أشرارا". أعتقد أن لكل أمر نهاية، ونهاية
الاحتلال الزوال.