نشرت صحيفة
"
الغارديان" البريطانية افتتاحية قالت فيها إن التصعيد في الأراضي
المحتلة بات ينذر بانتفاضة ثالثة. وقالت أيضا إن الفشل السياسي المحلي يدعو الآخرين
للتدخل إلا أن دعوات التهدئة الخجولة من الولايات المتحدة لا تكفي.
وأضافت:
"لم يعد السؤال إن كانت هناك انتفاضة ثالثة ستحدث أم لا ولكن ما الذي يمكن
عمله لتجنبها. ففي استطلاع أخير قالت نسبة 61% من الفلسطينيين و65% من
الإسرائيليين إنها تلوح بالأفق. فمع تصاعد العنف، فإن أزمة القيادة المحلية تظهر
السبب الداعي لتدخل الآخرين، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن كشف عن
السبب الذي يدعو لعدم توقع أحد شيئا من الولايات المتحدة".
لقد غادر وزير
الخارجية الأمريكي إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع للحديث مع بنيامين
نتنياهو، ورئيس
السلطة الفلسطينية، محمود
عباس ورئيس وزرائه محمد اشتية، إلا أن الدعوات الغامضة
للتهدئة لن توقف الأزمة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت
الصحيفة أن هناك من تحدث عن انتفاضة ثالثة جارية في الواقع. وكان العام الماضي هو
الأكثر دموية في الأراضي المحتلة منذ نهاية الانتفاضة الثانية عام 2005، حيث استشهد
حوالي 150 فلسطينيا وقتل 30 إسرائيليا.
وفي آخر حرب
إسرائيلية على غزة، قضى 29 فلسطينيا في غارات إسرائيلية في آب/ أغسطس الماضي. ثم
جاءت أكثر الغارات الإسرائيلية دموية في الضفة الغربية، حيث قتل الجيش الإسرائيلي
يوم الخميس الماضي 10 فلسطينيين، ثم قتل فلسطيني سبعة إسرائيليين في القدس المحتلة،
تبع ذلك هجمات أخرى.
وتابعت
الصحيفة بأن القضية الأساسية هي بعد احتمال تحقيق حل الدولتين الذي تدعمه الولايات
المتحدة دون العمل على إنجاحه.
وتضيف أن دعم
حل الدولتين قد تراجع بشكل كبير بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولأدنى المستويات
منذ بداية الاستطلاعات قبل عقدين.
وبدون طريق
حقيقي لدولتهم، يرى الفلسطينيون المستوطنات وهي تقضم المزيد من الأراضي وبدون
منظور لتغير الظروف التي تصفها منظمة "أمنستي إنترناشونال" و"هيومن
رايتس ووتش" ومقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وكذا منظمة "بتسليم"
الإسرائيلية الحقوقية، بأنها شكل من الفصل العنصري "أبارتيد" وإن كان
مختلفا عن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
اظهار أخبار متعلقة
وتقول الصحيفة
إن تطورين مثيرين للقلق حصلا، أولهما هو انتشار السلاح في الضفة الغربية المحتلة.
أما الثاني، فهو الوضع السياسي، فهناك حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل ووزير الأمن
العام فيها هو إيتمار بن غفير، المدان السابق بالعنصرية، ولا يمكنك المجيء بمخرب
لكي يطفئ النار.
وفي يوم
الأحد، تعهد بن غفير بأن يسهل حصول الإسرائيليين على السلاح. وركزت الحكومة نظرها
على الإطار القضائي بحيث تخفف القيود على الاستيطان وتسهل العقوبات الجماعية- غير
القانونية حسب القانون الدولي، وربما بحماسة أكثر من السابق.
وفي الوقت
نفسه، لم يعقد رئيس السلطة الفلسطينية انتخابات منذ 16 عاما وينظر إليه كمتعهد لدى
إسرائيل. وبات المقاومون الجدد يخرجون من تحت عباءة الفصائل المعروفة، حماس وفتح.
وقدم الرئيس
جو بايدن الدعم المطلق لإسرائيل خلال مسيرته السياسية وشاهد عندما كان نائبا
للرئيس باراك أوباما كيف انطفأت آخر محاولة أمريكية لإحياء العملية السلمية.
فالتعامل مع إيران ومواجهة روسيا هما أكبر الأولويات الآن.
وبدلا من
الضرب على يد إسرائيل، تشجب الولايات المتحدة وبريطانيا الفلسطينيين لأنهم يريدون
ملاحقتها أمام المنظمات الدولية. واقتربت الدول العربية غير الديمقراطية أقرب من
إسرائيل. والتصعيد هو إشارة تشير إلى الطريق الخطأ بدون محاولة أي أحد لإبعاد الأمور
عن الهاوية.