أكد كاتب
إسرائيلي، أن الأوضاع في المسجد
الأقصى المبارك
ستبقى دوما هي التي تحدد مستوى العلاقة بين الملك الأردني عبدالله الثاني والحكومات الإسرائيلية.
وأوضح جاكي خوجي في مقاله بصحيفة "
معاريف" العبرية،
أن القصر الملكي الأردني "متوتر من تركيبة الحكومة الإسرائيلية، وعمان تتابع عن
كثب ما يجري في السياسة الإسرائيلية وتخشى أن تدوسهم مسيرة التطرف التي تمر بها، وهذه
ستتسبب في اشتعال واسع في المسجد الأقصى، وربما تتدحرج لتدمير السلطة الفلسطينية".
وذكر أنه كان من "المشوق" رؤية رئيس الحكومة الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو وحاشيته الكبيرة، التي طارت معه الثلاثاء الماضي إلى عمان للقاء الملك
عبدالله الثاني، متسائلا: "كيف يختاران (عبدالله ونتنياهو) الكلمات وما الذي يفضلان
روايته أو إخفاءه؟".
ونوه الكاتب إلى أن "الأجواء لا تسمح للملك أن يستقبل نتنياهو
بأذرع مفتوحة، والحكومة الحالية والتي قبلها، لم يوفرا الهدوء في المسجد الأقصى، كما
أن التوتر يتصاعد في المناطق"، موضحا أن "الأردن كان يفضل أن يبقى لقاء الملك
مع نتنياهو سريا، حيث ركز بيان القصر على الحديث عن الموضوع الفلسطيني، ودعا الملك
لوقف العنف في المناطق الفلسطينية، بالمقابل، بيان مكتب نتنياهو لم يذكر الفلسطينيين
حتى ولو بالتلميح، وأثنى على الصداقة الطويلة بين الطرفين".
وأفاد بأن "اللقاء الذي دار في أجواء طيبة بين الملك
ونتنياهو، حرر بعض التوترات التي كانت لا تزال بينهما منذ استعاد الملك جيبي الباقورة
والغمر، لكن
العلاقات الدبلوماسية ولأجواء الطيبة في داخل الغرفة هي حقيقة لساعتها".
واعتبر خوجي، أن غياب صورة حديثه للقاء مع بيان القصر، تلميح
أردني رسمي بأنهم "لا يرون في اللقاء حفلة شاي، بل حديث عمل متكدر الوجه، جاء بعد
أسبوع من منع الشرطة الإسرائيلية السفير الأردني في تل أبيب من دخول المسجد الأقصى،
فضلا عن هذا، فهم ينتظروا أن يروا كيف ستمر الأشهر القريبة القادمة وفي مركزها رمضان،
وفقط إذا مرت بسلام قد نحصل على صور وربما أيضا على عناق ما".
توتر في الأقصى
وبين أن "العرب يشعرون بعدم الارتياح رغم أن إسرائيل
تتحدث لهم عن أنها ستحافظ على الوضع الراهن في الحرم، والسؤال: لماذا لا يجدون الراحة؟
والجواب مشوق، وأكثر مما هو مشوق؛ لأنه يرتبط بقلب الصراع على المكان المقدس، ورغم
أن تفاهمات "الوضع الراهن"، تؤكد أن "المسجد الأقصى للمسلمين فقط"،
إلا أن اليهود درجوا على مدى السنين على اقتحام المسجد الأقصى كي يصلوا فيه".
وأكد الكاتب أن "العرب قلقون من ضم زاحف" يستهدف
المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال، منوها إلى أن أعداد اليهود المتطرفين الذين يقتحمون
المسجد الأقصى في ازدياد، "بل بعضهم يقيم فيه دروسا توراتية وصلاة جماعية، من
يدري، ربما في المستقبل القريب سيرغبون حتى بتقسيمه وبناء كنيس على عجل، والقلق المتزايد
يحرك الاحتجاج الإسلامي سنوات طويلة، وفي ظلها ولد شعار "الأقصى في خطر".
وبين أن "إسرائيل لا تمنع اليهود من الصلاة في المسجد
الأقصى (خلافا لتفاهمات الوضع القائم)، وإسرائيل تحافظ على الغموض هناك، وفي المحيط
تحوم العاصفة".
وفي سياق متصل، أشار خوجي إلى أن تل أبيب تسعى إلى
"إسكات" القضية الخاصة بالجريمة التي ارتكبها حارس أمن السفارة الإسرائيلية
في عمان عام 2017، وقتل فيها مواطنين أردنيين، "وستعمل إسرائيل على دفع مبلغ مالي
لسائق أدرني مصاب، وتأمل أن تحل هذه القضية، مع مليون شيكل من صندوقنا، بل اثنين، نفقات
متواضعة، وليس مبلغا بسببه يستحق تسخين الأجواء غير الهادئة على أي حال".