صدر
حديثا عن دار صفصافة في القاهرة كتاب بعنوان "
في ظلال الغد... تشريح لتعاسة العصر
الحديث"، للمؤرخ الهولندي المعاصر
يوهان هويزنجا، بترجمة مصطفى عبد الظاهر.
جاء
في كلمة الغلاف: "إننا نحيا في عالم فقد عقله، ونحن نعلم ذلك. لن يكون من المفاجئ
لأي أحد إذا ما أفسح الجنون غدا الطريق لشعار قد يترك عالمنا مشدوها مذهولا. ثمة شكوك
في كل مكان حول تماسك بنياننا الاجتماعي، ومخاوف مستترة حول مستقبلنا القريب؛ ثمة شعور
بأن حضارتنا على حافة الهلاك...
كيف
ننكر أن جل الأشياء التي بدت مقدسة وغير قابلة للتغيير يوما ما، باتت محلا للتنازع؛
الحقيقة والإنسانية والعدالة والعقل؟ إننا نرى أشكالا من الحكومات عاجزة عن أداء وظائفها،
وأنظمة إنتاج على شفير الهاوية، وقوى اجتماعية جن جنونها بالسلطة...
لكن
القوى المناقضة لذلك تفرض ذاتها على أذهاننا فورا، فلم يكن ثم وقت سبق كان فيه البشر
أكثر وعيا وأوضح رؤية بضرورة التعاون في مهمة الحفاظ على العالم والحضارة الإنسانية.
لم يكن الإنسان أبدا في أي وقت سبق مستعدا لتكريس كل جسارته وقواه من أجل قضية مشتركة؛
على الأقل، لم ينعدم الأمل بعد".
يوهان
هويزنجا هو مؤرخ هولندي وأحد مؤسسي التاريخ الثقافي الحديث توفي عام 1945 عن عمر
73 عاما. كان لدى هويزنجا مقاربة جمالية للتاريخ، حيث لعب الفن والمشهد دورا مهما في
طرحه. أشهر أعماله هو "خريف العصور الوسطى"، كما نشر أيضا كتبا عن التاريخ
الأمريكي والتاريخ الهولندي في القرن السابع عشر.