(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3%
نعم و6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)
هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة
الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا
في مجلس "الأمن"، قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية
لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى
مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم
هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء
والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا
الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي
والداعم المستمر للإبادة في
غزة، الإدارة الأمريكية.
إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون
مجلس "أمن"! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ
ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الإنسانية من أجل
شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية
ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الإنسانية منذ عقود من
الزمن!
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.
ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري
للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية
الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن
القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله،
واستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية
والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في
الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.
كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي
السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأمريكية في مصير شعب بأكمله تحت
الإبادة الجماعية المستمرة وترفض إيقاف
الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!
كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني
للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة
العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية
موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193
دولة عضوا الآن في الأمم المتحدة.
وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع
الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:
"الأمم المتحدة: السلام والكرامة
والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.
تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول
العالم أن تجتمع معا، وتناقش المشكلات
الشائعة وتجد حلولا مشتركة".
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ
٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ
١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢
فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١٤﴾ [الفجر ]
*مسؤول مكتب
العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب