بتوقيت
متزامن، صدرت تحذيرات إسرائيلية مما أسمته أطماع
إيرانية في السيطرة على الأردن للاقتراب
أكثر من فلسطين المحتلة.
آخر
هذه التحذيرات صدرت عن الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للقسم الأمني والسياسي بوزارة
الحرب، الذي زعم أن "الإيرانيين يغمزون بالأردن، وحلمهم بالسيطرة عليه، وهذا تحذير
استراتيجي لإسرائيل، فالأردن أصل أمني استراتيجي من الدرجة الأولى، ويوفر علينا الكثير
من الدماء، والكثير من الموارد، وحدود إسرائيل الشرقية بين العراق والأردن تعتبر بالنسبة
لنا عمقا استراتيجيا ضخما يمنحنا قدرات تشغيلية لا تصدق، تصل إلى حقيقة أن العديد من
الأرواح الإسرائيلية أنقذت، وأمننا ممتاز".
وأضاف
في مقابلة إذاعية نشرتها صحيفة "
معاريف"، وترجمتها "عربي21":
"أنصح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالاتصال بملك الأردن، ويطلب منه ألا يخاف
من أي شيء، لأنه ليس لدينا بديل عن الأردن، وإلا فسيكون الأمر خطرًا على دولة إسرائيل،
والمنظومة الأمنية والجيش الإسرائيلي يعترفان بالأهمية القصوى لذلك".
من جهته،
زعم دوري غولد السفير السابق في الأمم المتحدة، ومدير عام وزارة الخارجية، والرئيس
السابق لمركز القدس للشؤون العامة والدولة، أن "هدف إيران التالي هو إنشاء طريق
التفافي عبر الأردن، عقب مهاجمته قبل سنوات بطائرات بدون طيار بأعداد متزايدة، وأقامت
وجودًا عسكريًا في لبنان وسوريا، والآن تحاول إبداء الاهتمام، وبسط نفوذها نحو الأردن
أيضاً، لأنه مكان لعدد من الأماكن المقدسة للمسلمين، وتسعى إيران للتوسع في السياحة
الدينية نحو هذه الأماكن التي تدعي أنها شيعية".
وأضاف
في مقال نشره موقع "
القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "التقديرات
الإسرائيلية تدرك أهمية الحدود الأردنية مع السعودية لإيران، مما يتعين على إسرائيل
أن تتجه شرقًا نحو جيرانها في الأردن والعراق، بجانب تحركها الجاري ضد قوافل أسلحة
قادمة من إيران باتجاه سوريا ولبنان، ومن المنطقي أن تعيد طهران توجيه جهودها لخلق
طريق بديل عبر الأردن، مما يتطلب من دول الشرق الأوسط، وإسرائيل على رأسها، سدّ هذا
المحور أيضًا، وضمان إغلاقه نهائياً، لحفظ أمن المنطقة".
وأشار
إلى أن "المحافل الأمنية الإسرائيلية تدرك خطورة الطموحات الإيرانية وخطط نفوذها
المستقبلية عبر الأردن، مما يستدعي في البداية إنقاذ العراق من النفوذ الإيراني، ولعل
الأمر يستدعي آلية جديدة على صيغة نموذج "اتفاقيات هلسنكي" بين حلفي الناتو
ووارسو في ذروة الحرب الباردة، لكن إيران ما تزال ملتزمة بسياستها التوسعية عبر الحرس
الثوري، متجاهلة الآليات المتعددة الأطراف، وفي السنوات الأخيرة استخدمت حليفها الحوثي
في اليمن، لضرب قلب السعودية، وأغلقت لفترة معينة نسبة كبيرة من إنتاجها النفطي نهاية
2019".
وتعليقا
على تلك التقارير يرى خبراء أن دولة تمارس سياستها المفضلة وهي تحريض دول المنطقة على
بعضها البعض، لأنها جسم غريب عن المنطقة، وتعتقد أن أحد أسباب بقائها هو إيقاع الخلافات
الداخلية بين عواصمها، والترويج بأنها حليفتها ضد طهران، مما يعني استمرارا لحالة الاستنزاف
السياسي والعسكري، وعدم الاستقرار الأمني.