تقر أوساط إسرائيلية بالنجاحات التي تحققها حركة المقاطعة في العالم، مشيرة إلى أن ما جرى في مونديال
كأس العالم في قطر نتيجة لحراكها.
وقالت رحيب باتز ريكس رئيسة قسم مكافحة معاداة السامية في المنظمة الصهيونية العالمية في
مقال نشرته على "القناة 13" العبرية، إن "مباريات كأس العالم كشفت الجانب المعادي لإسرائيل، رغم اتفاقيات التطبيع التي أدت لتعزيز التعاون الاقتصادي".
وتابعت بأن "
حركات المقاطعة نجحت في تحويل مونديال قطر لميدان للعداء الصارخ للإسرائيليين.. مما جعل هذا الحدث الرياضي العالمي فرصة جديدة لتقديم صورة قاسية لمعاداة إسرائيل بل تقتصر فقط من العرب والفلسطينيين والمسلمين".
وأضافت أن ما جرى صورة جديدة لتعزيز مقاطعة
الاحتلال، بما في ذلك الدعوة لمصادرة منتجاتها، والمطالبة بتجنب مطبوعاتها على المواقع العالمية، مما قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على أوضاع تل أبيب الاقتصادية والمالية، رغم عدم حدوث تغييرات بعيدة المدى في مستويات الاستثمار لديها.
وحذرت أن "الانتكاسة الاقتصادية الإسرائيلية الأولى من نشاطات المقاطعة بدأت في دول مثل النرويج، حيث سحبت صناديق التقاعد استثماراتها من الشركات المرتبطة بالمستوطنات، وأعلنوا أنهم سيتوقفون عن الاستثمار بشركات البناء والعقارات".
ويتعزز هذا القلق عند تفحص التحركات الإضافية التي يقوم بها نشطاء المقاطعة منذ حرب غزة الأخيرة 2021، حين أرسل 250 موظفا في شركة غوغل خطابا للإدارة يطالبون فيه عملاق التكنولوجيا بفحص إنهاء العقود مع إسرائيل، بسبب وقوع العديد من الضحايا خلال الحرب، وكذلك فعل موظفو شركتي "آبل وأمازون".
وأوضحت أنه "ربما لا تكون هذه الكلمة الأخيرة لنشاطات حركة المقاطعة، فقد سجلت مجموعاتها نجاحات في الولايات المتحدة، عندما تمكنت من منع تفريغ سفينة شحن مملوكة لإسرائيل بميناء أوكلاند، ولم يُسمح للشباب الإسرائيليين الذين يمتلكون شاحنة طعام بالمشاركة في معرض طعام لمجرد أنهم إسرائيليون، وهو ما حصل بصورة مشابهة حين قرر الاتحاد الأوروبي تمييز منتجات المستوطنات، مما يعني ترتب أضرار اقتصادية كبيرة للمزارعين الإسرائيليين".
تكشف هذه المعطيات الإسرائيلية عن مخاوف جدية متصاعدة من نجاحات حركة المقاطعة، وتجاوز أضرارها السياسية والإعلامية لتصل إلى الجوانب الاقتصادية والمالية والسياحية.
ورغم القناعة السائدة في الأوساط الإسرائيلية أن حركة المقاطعة قد لا تشكل خطرا وجوديا في المدى القريب، لكن أضرارها المتراكمة آخذة في التنامي والخطورة، مما يجعل المستوى الاقتصادي يشكل تحديًا أكبر بكثير مما يراه معظم الجمهور الإسرائيلي.
الخلاصة الإسرائيلية أن ما تقوم به حركة المقاطعة حول العالم ضد دولة الاحتلال، يعتبر جرس إنذار لجميع الإسرائيليين، بما في ذلك الهيئات التنظيمية والحكومة والشركات والأفراد، على اعتبار أن حركات المقاطعة يمكن أن تؤذي جيب كل واحد من الإسرائيليين.