أثارت فكرة إعادة مسرحية "سيدتي الجميلة"
كثيرا من اللغط والإنكار والتوجس والخيفة، وكثيرا من التقريع لفريق الإعادة
الجديد، وذلك قبل إتاحة الفرصة على الأقل لشرف المحاولة، ومشاهدتها، ومن ثم الحكم
عليها سلبا أو إيجابا.
ولكن في خضم هذا السيل من التقريع والتقريظ، وما بين
معارض ومتحفظ، نسي الجميع أو لنقل تناسى البعض أو تجاهل بلفظ أدق، صانع هذا الحدث
المسرحي وقتذاك -إن جاز لنا إطلاق هذا اللفظ- ألا وهو المنتج والمؤلف الكبير سمير خفاجة،
صاحب فرقة الفنانين المتحدين التي كانت شاهدة على ميلاد أجيال متلاحقة من النجوم، بداية
من فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وشويكار، وانتهاء بسعيد صالح وعادل إمام ويونس
شلبي وأحمد زكي. كذلك لم يتوقف سمير خفاجة عند هذا الحد، فانطلق من فرقته كثير من
المخرجين المبدعين، مثل سمير العصفوري وجلال الشرقاوي وحسن عبد السلام وهاني مطاوع
وحسين كمال.
لماذا تم تجاهل اسم منتج المسرحية والشريك الأساسي بالتمصير والكتابة مع الرائع بهجت قمر؟ فهذا خطأ كبير أعتقد أنه يجب تداركه من الجهة المنتجة حديثا لإعادة هذه التحفة الفنية
ومن الكتّاب الظرفاء وألمعهم هو بهجت قمر، وهذا هو بيت
القصيد، فموهبة بهجت قمر لا تحتاج مناقشة، وبالطبع هو شريك سمير خفاجة في التمصير
والاقتباس، ولكن ما فوجئنا به جميعا من ابن الراحل بهجت قمر هو وضع اسم والده
منفردا على مسرحية "سيدتي الجميلة" المأخوذة عن أصل أدبي هو بيجامليون،
متجاهلا اسم الشريك الأكبر والذي لولا جهوده وإصراره ومثابرته وجَلَده لما ظهر
العمل على هذا النحو المشرف المبهج، والذي استمتعنا به وأصبح من علامات المسرح
المصري.
ولكن يظل السؤال: لماذا تم تجاهل اسم منتج المسرحية
والشريك الأساسي بالتمصير والكتابة مع الرائع بهجت قمر؟ فهذا خطأ كبير أعتقد أنه
يجب تداركه من الجهة المنتجة حديثا لإعادة هذه التحفة الفنية.
ولا يجوز بأي حال ولا تحت أي مبرر أن نسمح بهذا
التجاهل يمر مرور الكرام، وإلا سنكون متواطئين بالصمت أمام هذه الجريمة الأدبية
الفنية.
فقديما قالوا: "الجواب بيبان من عنوانه"،
وإذا كانت هذه البداية لفريق إعادة المسرحية قائمة على تجاهل قطب من أقطاب المسرح
المصري وشريك أساسي بهذا المنتج المسرحي الذي لا يُنسى، فأقول إن البداية غير
مبشرة بالمرة.. أليس كذلك؟!