قالت صحيفة
"
إندبندنت" إن الانتخابات
النصفية الأمريكية تعبر عن نهاية شعار "ماغا" أو لنجعل أمريكا عظيمة مرة
أخرى، والذي يمثل قاعدة الرئيس السابق دونالد
ترامب الانتخابية.
وقالت في تقرير ترجمته
"عربي21" إنه "كما في 2020، يعتمد مستقبل الانتخابات في الولايات
المتحدة وفي جزء منه على المزاج الانتخابي، في عدد من الولايات وذات المنافسة
المحتدمة. وفي الوقت الذي قد يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، وبهامش أقل مما
توقعوا، فربما ظل مجلس الشيوخ في يد الديمقراطيين".
وأضافت: "هذا أمر
مفاجئ، فالسباق في نيفادا وويسنكنس واريزونا وجورجيا سيقرر من الحزب الذي سيقود مجلس الشيوخ، ومعه قدرة الرئيس جو بايدن على عمل الكثير فيما تبقى
من رئاسته. وحقيقة أنه وحزبه خرجا بأداء خارج التوقعات ومقارنة مع الفترة الأولى
لكل من باراك أوباما وبيل كلينتون، ستعزز من معنويات بايدن والديمقراطيين".
وكما هو الحال، فمصير
جورجيا سيقرر في انتخابات الإعادة في الشهر المقبل، وهو ما يعني انتظار مدة طويلة
لمعرفة الحزب الفائز. وسيواجه سكان جورجيا، كما في 2021، محلا لحملة دعاية وتضليل
وسلسلة من التظاهرات الحاشدة يحضرها الرؤساء السابقون والحاليون، وكذا الإعلام
العالمي الذي سيهتم بآراء سكان مدن أتلانتا وأوغستا وأثينا الطيبين.
وعليه فسننتظر، إلا أن
أمورا عدة بدت واضحة مع ظهور نتائج
الانتخابات النصفية الحالية. والحقيقة الواضحة
هي أنه كلما خفتت الهيمنة السياسية لدونالد ترامب تراجعت رئاسته إلى كتب
التاريخ، إن لم يكن العار. فحملة انتخابية ناجحة في 2024، إن كانت هناك حملة على
الإطلاق غير محتملة، مثلما كانت قبل أيام. ولدهشة البعض، فقد حقق الجمهوريون
المعتدلون الذي استطاعوا إبعاد أنفسهم عن ترامب نتائج جيدة.
وكانت اختيارات ترامب
المعبرة عن نفسه فاشلة وبشكل سيئ. ومن المدهش أن يحصل رون دي سانتيس على ليلة جيدة
في فلوريدا، وزادت حظوظه لكي يكون مرشح الحزب في المرة القادمة.
ولا تزال قاعدة ترامب
قوية وصارخة وشخصية، لكنه بات يفقد السيطرة قليلا. ولو أجبر أنصار الحزب على
ترشيحه للرئاسة، فإنهم يدفعونه للهزيمة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. ولا يمكن
لترامب العودة مرة ثانية إلا في حالة قام واحد من منكري نتائج 2020، وعلى مستوى
الحاكم أو وزير خارجية الولاية، بسرقة الانتخابات له.
ثم إن هناك أسئلة ملحة تتعلق بالديمقراطيين، فحزب الرئيس بايدن لم يدر حملة
قوية وناجحة في الانتخابات الأخيرة، وسبب
الأداء القوي لهم، رغم التضخم، نابع من معارضة الناس لقوانين الإجهاض، والخوف مما
يمكن أن يفعله ترامب. وصحيح أن دونالد ترامب هو المرشح الجمهوري الوحيد الذي يمكن
لبايدن هزيمته في 2024، وهذه حقيقة غير مريحة للديمقراطيين أيضا، وفي ظل صعود دي
سانتيس والمنافسين الآخرين في مرحلة ما بعد ترامب.
ويجب على الديمقراطيين
حسم مواقفهم بشأن بطاقة انتخابات 2024، ودور الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس لو
كانا سيلعبان دورا. وكان من المحرج لهما
الدور الذي لعبه باراك أوباما بحضوره الجذاب لدفع الناس على التصويت في ويسنكنس
ومناطق أخرى. وربما اقترب عصر ماغا للنهاية، ببطء وصوت عال، حيث نظرت أمريكا نحو
حافة النهاية، ثم تعثرت قليلا، ودفعت نفسها بعيدا عنها.
فالأمريكيون لا يريدون
العودة لوقت ترامب المتهور والفوضوي والعنيف، الذي وصل ذروته بمحاولة السيطرة على الكونغرس ومنع نتائج الانتخابات. وسيخلف ترامب وراءه تراثا
دائما من نظريات المؤامرة (التي تعرف بأنها غير صحيحة) وديمقراطية متصدعة يتم فيها
قمع التصويت وتقويضه. إلا أن الأمريكيين يتعافون من صدمتها، ويجب الثناء على بايدن
لمحاولته رأب الجراح، والسؤال الملح: من سيكون التالي؟