مقابلات

مفتي ليبيا لـ"عربي21": أدعو إلى ثورة هائلة تطيح بالسيسي

الغرياني: سياسات السيسي تخدم العدو الصهيوني وعملاءه في الداخل ولا تخدم الشعب المصري- عربي21
الغرياني: سياسات السيسي تخدم العدو الصهيوني وعملاءه في الداخل ولا تخدم الشعب المصري- عربي21

دعا المفتي العام لليبيا، الصادق الغرياني، إلى "اندلاع ثورة هائلة في مصر من أجل الإطاحة بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي"، مُشدّدا على أن "مظاهرات 11/11 يجب أن تكون حاشدة وكبيرة كي تنجح في تحقيق أهدافها".

وأكد الغرياني، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "سياسات السيسي تخدم العدو الصهيوني وعملاءه في الداخل ولا تخدم الشعب المصري، لأن النظام صنيعة المشروع الصهيوني، ولا سبيل للشعوب إلى التحرر من الطغيان، إلا بأن تعتمد على قدراتها وتتعاون وتتكاثف لرفع الظلم واسترداد حقوقها".

وأشار مفتي ليبيا إلى أن "تحرّر مصر هو تحرير لكل الدول العربية والإسلامية"، مؤكدا أن "الشعب الليبي تأذى من النظام المصري أذى كبيرا ليس فقط بما يبثه من الفتن وتفريق الصف والانقسام السياسي، بل بمشاركته أيضا في قتل الليبيين بغارات الطيران المصري".

وتشهد مصر حالة من الترقب الحذر جراء الدعوات التي أطلقها نشطاء ومعارضون مصريون في الخارج والداخل لتنظيم احتجاجات واسعة يوم 11/11، وسط توتر ملحوظ في أداء السلطة الحاكمة وإعلامها، واستنفار أمني واسع في القاهرة والمحافظات المختلفة.

 

اقرأ أيضا: رسالة من الإفتاء المصرية قبيل ساعات من احتجاجات 11/11

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

دعوتم، الأربعاء، الشعوب العربية للتظاهر ضمن حراك 11/11 في مصر.. فكيف ترى هذا الحراك المرتقب؟ وما الأسباب التي دفعتكم للتضامن معه؟

الأمة الإسلامية يربطها ويجمعها كلمة التوحيد ومن مقتضياتها الولاء للمسلمين أينما كانوا، يقول الله عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وفي الحديث: "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا".

ونحن نرى ما يقع في ليبيا ومصر وتونس وسوريا واليمن والسودان من الظلم والحرمان والتلاعب بمصير الشعوب طيلة عقود الظلم من الجرائم الكبرى التي يُعاقبُ عليها الله سبحانه وتعالى.

وقد أثبتت الشعوب في القطر العربي في عام 2011 أن همومها واحدة، وعدوها واحد، وهي أنظمة الاستبداد والديكتاتورية والداعمون لهم من الداخل والخارج، ولا سبيل للشعوب إلى التحرر من الطغيان، إلا بأن تعتمد على قدراتها وتتعاون وتتكاثف لرفع الظلم واسترداد حقوقها. ومن هنا كانت الدعوة إلى مناصرة حراك 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقها وترفع صوتها بالإنكار على هذه الأنظمة العميلة، ولكي ينجح هذا الحراك يجب أن تكون المظاهرات حاشدة وكبيرة؛ حيث يجب على المصريين جميعا أن ينتفضوا ويقوموا بثورة هائلة في وجه السيسي ولا يسمحوا له باستمرار حكمه الفاشي؛ فهذا النظام صنيعة المشروع الصهيوني.

البعض أعاد نشر مقطع فيديو سابق لكم قلتم فيه إنه لا يجوز الخروج على الحاكم ما لم يعلن "كفرا بواحا"، ووصفوا دعوتكم الأخيرة للخروج ضد السيسي بأنها تناقض موقفكم السابق.. ما تعقيبكم؟

الدعوة إلى المظاهرات هي دعوة إلى تصحيح الأوضاع ورد الشرعية من المغتصب لها وليس الخروج على نظام شرعي بحيث نشترط عدم الخروج عليه، إلا في حالة "الكفر البواح"، والنظام المصري جاء بالانقلاب على رئيس منتخب، وكان الواجب الوقوف ضده، وهو نظام عميل للصهاينة ولا يخدم الشعب المصري، واستمراره سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في مصر، والصبر على المظاهرات والمطالبة بالحقوق أقل تكلفة من الصبر على هذا النظام.

ما الذي تتوقعه من حراك 11/11 وماذا لو لم يحقق أهدافه المأمولة؟

المجاهرة بالإنكار ورفض هذا النظام هو في حد ذاته مطلب شرعي لقول النبي صلى الله عليه وسلم "مَن رأى منكم منكرا فليغيره"، ثم تحقيق المقصود من الخروج يتوقف على استكمال أسباب النجاح المناسبة في كل قُطر على حدة، ومنها توحيد الكلمة والهدف بين شرائح المجتمع، والإخلاص في العمل على نصرة الحق، ورفع الظلم، وتحرير البلاد من الاستبداد وبطش الظلمة والولاء للعدو.

 

في حال حدوث التغيير في مصر، كيف سينعكس ذلك على الأوضاع في ليبيا وغيرها من الدول العربية؟

عندما نجح انقلاب السيسي في مصر عام 2013 تضررت بسببه الأوضاع في ليبيا، وتحركت الثورة المضادة ولم تهدأ البلاد إلى يومنا هذا، وتوالت الأزمات والحروب؛ فلم يكن الشعب المصري وحده المنكوب بهذا الانقلاب، بل الشعوب العربية المجاورة له مثل ليبيا والسودان، وهو أمر مُشاهد للعيان؛ فلو تخلصنا من هذا الكابوس الجاثم على صدور الشعب المصري فسيكون من السهل التخلص من أتباعه في ليبيا.

 

اقرأ أيضا: 3 مسارات لمواجهة الأمن المصري دعوات النزول في 11/11

ما تقييمكم لسياسات عبد الفتاح السيسي؟ وكيف انعكست تلك السياسات على الوضع الليبي؟

كما ذكرت لك سياسات السيسي تخدم العدو الصهيوني وعملاءه في الداخل ولا تخدم الشعب المصري، وانعكاساته على ليبيا ظاهرة وهو لا يخفي دعمه لحفتر، وبدوره حفتر يتبجح بتبعيته للسيسي، بل إنه قال لو أن مصر عملت ضد مصلحة ليبيا فسأكون في صف مصر، وقد تأذى الشعب الليبي من النظام المصري أذى كبيرا ليس فقط بما يبثه من الفتن وتفريق الصف والانقسام السياسي، بل بمشاركته أيضا في قتل الليبيين بغارات الطيران المصري في العديد من المرات، خاصة في ظل دعمه لحفتر غير المحدود عسكريا. ونحن نؤكد أن تحرّر مصر هو تحرير لكل الدول العربية والإسلامية.

كيف تردون على اتهام البعض لكم بتوظيف الدين في أهداف سياسية؟

أعمال السياسيين من حكام الاستبداد وإن سميتها سياسة فهي ظلم وجور وخلاف العدل، والله تبارك وتعالى يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)؛ فمن قاوم الظلم الواقع من السياسيين على الرعية فإنما يأمر بما أمر الله به ولم يستغل الدين.

منذ نحو عام أطلقت شخصيات سياسية على رأسها الرئيس التونسي الأسبق "منصف المرزوقي" ومؤسس تيار الأمة "محمود فتحي" مشروع "ربيع عربي واحد" للتنسيق بين ثوار الساحات العربية المختلفة؛ ويبدو أن هذا المشروع بدأ يتبلور في التعاون في حراك 11/11.. فهل اطلعتم على هذه الفكرة؟ وما موقفكم منها؟

لم أطلع على الفكرة إلا مؤخرا، وكل تعاون في الخير بين أبناء الأمة لرفع الظلم فهو مطلوب شرعا لقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، أول شخصية عربية تعلن دعمها وتأييدها لحراك 11/11.. فهل حدث تنسيق مسبق بينكما في هذا الإطار؟

لا يوجد تنسيق من قبل، ونحن نتابع ما يجري في تونس ونأسف ونحزن لما أصاب الشعب التونسي من الانقلاب على مؤسساته المنتخبة، والشعب التونسي الشقيق لا ننسى موقفه من دعمه ونصرته للثورة الليبية في أيامها الأولى، وهو يستحق كل خير، ونرجو أن ينجح هذا الحراك، ونحن نُقدّر مواقف كل مناضليه المتمسكين بثوابت ثورتهم أمثال الدكتور منصف المرزوقي.

 

التعليقات (2)
مصري
الجمعة، 11-11-2022 10:21 ص
خالص الشكر لمفتي ليبيا و عار على مفتي الخنزير الصهيوني
الصعيدي المصري
الخميس، 10-11-2022 07:12 م
اوافق مفتي ليبيا في كل حرف مما قاله .. الانقلاب العسكري الدموي الذي قام به نجرن مصر شجع على امادي الثورات المضادة في كل بلاد الربيع العربي .. ليبيا تحديدا عانت الكثير والكثير من سيسي الانقلاب ومن حق اي ليبي وعربي شريف ان يتمنى زوال انقلاب السيسي .. فازدهار الحرية في مصر هو ازدهار الحرية لكل العالم العربي ..