هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا السياسي الأمريكي والمدير التنفيذي لمنظمة الديمقراطيين التقدميين في الولايات المتحدة، آلان مينسكي، قادة دول العالم إلى "ممارسة ضغوط حقيقية ومتواصلة على النظام المصري من أجل إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين"، مؤكدا أن "السلطات المصرية تسحق العمل المناخي كما تسحق عمل منظمات المجتمع المدني، مثلما تسحق أيضا كل الأصوات المنادية بالتغيير أو حتى تلك التي لا تعلن تأييدها للنظام".
وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لا بد من الإفراج عن جميع السجناء السياسيين في مصر، والذين جرى اعتقالهم طوال 11 عاما منذ اندلاع ثورة يناير وحتى الآن. وأي مشاركة في قمة المناخ قبل تحقيق هذا المطلب الإنساني العادل ستُعد تجميلا قبيحا لصورة نظام السيسي الذي انتهج الديكتاتورية والاستبداد بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد".
اقرأ أيضا: بلينكن يطالب مصر بالإفراج عن مزيد من المعتقلين السياسيين
وأضاف مينسكي: "نحن في منظمة الديمقراطيين التقدميين في أمريكا، نرفض أن ندير ظهورنا للشعب المصري في الوقت الذي أدار فيه العالم ظهره للوضع الحقوقي المزري هناك؛ حيث يوجد عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في هذا البلد"، منوها إلى أنهم سيظلون "داعمين ومساندين لشعب مصر حتى ينال حرياته وديمقراطيته المنشودة".
ولفت الحقوقي الأمريكي إلى أنه "من غير اللائق أو المقبول أن يُعقد واحد من أهم المؤتمرات العالمية مثل قمة المناخ في مصر في الوقت الذي تتواصل فيه انتهاكات حقوق الإنسان يوما بعد الآخر"، موضحا أن "النشاط المناخي بات محظورا ومصحوبا بالمخاطر في مصر".
وحذّر مينسكي من خطورة انخداع البعض بما وصفها بالصورة الزائفة التي "يسعى نظام السيسي لترويجها عن نفسه في الخارج، لأنه في الحقيقة لا يقوم بأي أفعال حقيقية على أرض الواقع لتحسين أوضاع حقوق الإنسان المزرية للغاية، والتي ربما تنذر بتداعيات خطيرة مستقبلا".
وطالب المنظمات غير حكومية بأن "ترهن تسجيل حضورها في قمة المناخ الخاص بضرورة إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في مصر، وإيقاف مختلف الانتهاكات، ولا يجب أن نتخلى عن هذا المطلب الإنساني".
مشاركة مشروطة
من جهته، ذكر منسق حركة "مصريون في الخارج من أجل الديمقراطية"، محمد إسماعيل، أنهم يعملون مع "العديد من المنظمات الحقوقية لجعل زيارة زعماء المجتمع الدولي إلى مصر مشروطة بالإفراج عن المعتقلين، وضمان السماح بالمظاهرات لنشطاء المناخ والمعارضين السياسيين والمواطنين المصريين الذين تتفاقم معاناتهم المعيشية والاقتصادية جراء سياسات السيسي".
وأضاف، في تصريحات لـ"عربي21": "السيسي لم تعد لديه القدرة على مواجهة الشارع المصري كما كان في السابق، وإن قرّر المصريون الخروج للشارع عن بكرة أبيهم رفضا للسيسي فلن يكون لرئيس الانقلاب وجود حينها".
اقرأ أيضا: مكالمة مفبركة للرد على تسريب قصور السيسي.. ماذا فيها؟
وأردف إسماعيل: "يجب على المجتمع الدولي أن يضغط للإفراج عن المعتقلين، وأن يضع عينيه على الشارع المصري إن خرج للتظاهر أثناء مؤتمر المناخ، حتى لا يقوم السيسي بالقمع الممنهج مرة أخرى".
وقبل أيام، أصدرت منظمات وشخصيات مصرية ودولية بيانا أكدوا فيه أن "قمة المناخ تعتبر فرصة نادرة لإعطاء الأمل للشعب المصري، ولإرسال رسالة واضحة إلى السيسي مفادها أنه لن يحصل على الاعتراف الذي يتوق إليه طالما استمرت انتهاكات حقوق الإنسان".
ونوه البيان، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، إلى أن "نظام السيسي الاستبدادي هو من أكثر الأنظمة القمعية في العالم، خاصة أنه يعتقل أكثر من 60 ألف سجين سياسي، وهذه الحقيقة تتعارض مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان وسيادة القانون التي كرّستها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مواثيقها التأسيسية".
جدير بالذكر أنه تم اختيار مصر رسميا لاستضافة النسخة 27 من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ خلال مؤتمر غلاسكو الذي عُقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وسط انتقادات حقوقية كبيرة.
ومن المقرر أن تنطلق أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ (Cop27)، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الفترة من 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وحتى الـ 18 من الشهر نفسه.
ويجمع مؤتمر المناخ الدول الأطراف في "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ"، بالإضافة إلى آلاف الخبراء والصحفيين وممثلي الشركات والمجموعات غير الحكومية، ويُشكّل فرصة مهمة للمجتمع الدولي للالتقاء ومناقشة العمل المناخي الطموح القائم على الحقوق.