هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال موجة هجمات مسلحة للمقاومة الفلسطينية منذ بداية العام الجاري، ورغم ما يزعمه جيش الاحتلال عن إحباط أكثر من 380 هجوما، فإنه شهد 2204 عمليات فلسطينية أودت بحياة 25 إسرائيليا، بين جنود ومستوطنين، وهو أعلى رقم في السنوات الأخيرة.
وبدأت المقاومة عملياتها العام الجاري أولاً داخل الخط الأخضر، حيث بئر السبع والخضيرة، لأن المنفذين حملوا بطاقات هوية زرقاء، وصولا إلى بني براك في تل أبيب، ما شكل مفاجأة غير سارة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وبعد أن كانت تستعد لاندلاع توترات أمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب أحداث القدس والأقصى، فقد جاءت المفاجأة بسقوط الضربة في قلب دولة الاحتلال، ومع مرور الوقت تحول الثقل إلى شمال الضفة، حيث جنين ونابلس.
يوسي يهوشاع الخبير العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل عن أوساط أمنية واستخبارية أن "عام 2022 سينتهي بعد شهرين فقط، لكنه يسجل بالفعل بيانات صعبة، تتمثل بسقوط 25 قتيلا في 2204 هجمات فلسطينية منذ بداية العام، وللمقارنة فإن عام 2015 بأكمله الذي اندلعت فيه موجة السكاكين بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 29 قتيلا في 2558 هجوماً، كما أنه تم تجاوز خط الـ20 قتيلاً في 2021، وهو العام الذي شرع فيه الجيش الإسرائيلي في عملية "حارس الأسوار"، وتم فيها تنفيذ 2135 هجوماً".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "لغة الأرقام تكشف عن عمق الاختراق الذي شكلته المقاومة الفلسطينية هذا العام، فقد شهد 2021 مقتل 21 إسرائيليا، وفي 2020 قتل ثلاثة، وفي 2019 قتل 12، وفي 2018 قتل 16، وفي 2017 قتل 18، وفي 2016 قتل 17، وفي 2015 قتل 29، وحتى كتابة هذه السطور من عام 2022 قتل 25 إسرائيليا، والعدد الإجمالي 141 قتيلا خلال الأعوام الماضية، ولولا إحباط الشاباك لأكثر من 380 هجمة كبيرة شملت عبوات ناسفة وعمليات خطف، لوصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 200، وليس 25 فقط".
اقرأ أيضا: الاغتيالات تفشل بإنهاء فكرة المقاومة في الضفة.. لهذه الأسباب
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع المستوى السياسي أوقف عدوانه الهجومي، ولم يدخل مخيم جنين منذ ستة أشهر في محاولة للسماح للأجهزة الأمنية الفلسطينية بالعمل، لكنها لم تنجح، لأنها فقدت السيطرة هناك، ما أجبر الجيش والشاباك على تكثيف الجهود، والشروع بعمليات هجومية ضد البنية التحتية للمقاومة، وأدى الضغط الهجومي المتزايد إلى وقف العمليات مؤقتا، ولم ينتشر في مدن أخرى، لكن ما حصل في اليومين الماضيين كشف أن التفاؤل سابق لأوانه عقب عمليتي الخليل وأريحا".
وتزعم الأوساط الإسرائيلية أنه في هذه الأثناء، تجلس حماس على السياج، تغذي العمليات في الضفة، باستخدام أموال من غزة وشبكات التواصل، وتنتظر فقط الاستيلاء على المنطقة، وتستمتع باشتعال الضفة دون دفع أي ثمن في غزة، فيما تعترف إسرائيل بخطر استخدام الشبكات الاجتماعية التي تحل محل الروابط التي كانت تميز المقاومة المنظمة سابقًا، وبسبب تأثير عدم استقرارها السياسي، ما يزيد الدوافع وراء الهجمات، فضلا عن وجود 400 ألف مستوطن بجوار ثلاثة ملايين فلسطيني".