قالت
صحيفة "
الإندبندت" البريطانية إن
المعارضة الإيرانية المشتتة بدأت في
توحيد صفوفها لمواجهة النظام في ظل تواصل حركة الاحتجاج التي بدأت منذ وفاة الشابة
مهسا أميني.
وأضافت
الصحيفة في تقرير لمراسلها بورزو دراغي، أن "ما يصل إلى 100 ألف إيراني من مختلف
الميول السياسية والأصول العرقية تجمعوا، السبت، في وسط برلين، في عرض نادر للوحدة
ضد حكم نظام طهران".
وأشار
التقرير إلى أن هذا جاء عقب مؤتمر صحفي عقده في واشنطن في 20 تشرين الأول/ أكتوبر،
رضا بهلوي، نجل آخر شاه في إيران، محمد رضا بهلوي. ودعا بهلوي خلال المؤتمر إلى الوحدة،
وإلى إسقاط النظام الحالي وتشكيل حكومة انتقالية.
وفي
وقت سابق أصدرت مجموعة من النشطاء في إيران ميثاقًا مقترحاً، من شأنه أن يوجه إيران
ما بعد النظام القائم نحو الانتخابات.
ورأت
الصحيفة أن الانقسامات "لا تزال عميقة بين الملكيين (أنصار الشاه) واليساريين
والليبراليين في إيران، وبين القوميين والأقليات العرقية الذين تحملوا وطأة قمع النظام
لعقود". وذلك يشمل أيضاً الإيرانيين داخل البلاد، الذين عانوا من صدمات الحرب
الإيرانية العراقية خلال العقد الأول لحكم الجمهورية الإسلامية.
وقال
التقرير إنّ "أولئك الأكثر صخباً في الشتات، ومعظمهم في الغرب، بعضهم لم تدس أقدامه
أرض البلد الذي يدّعون تمثيله"، لكن الحركة الاحتجاجية التي اندلعت بعد وفاة مهسا
أميني بشرت بوحدة غير مسبوقة.
ووصفت
الصحيفة الاحتجاج بأنه من "أخطر التحديات التي يواجهها النظام منذ تأسيسه عام
1979".
وأشارت
إلى خروج المتظاهرين إلى الشوارع يوميًا. وإلى تحوّل الجامعات إلى بؤر للنشاط المناهض
للنظام.
ونقل
التقرير عن خبراء قولهم إنه في هذا الجو الذي "يرى فيه العديد من الإيرانيين داخل
وخارج البلاد بداية سقوط النظام، فإن هناك محاولة لتجنب الأخطاء التي شاعت في الفترة التي
سبقت الإطاحة بالشاه، وما تلاها من قيام الخميني بتأسيس أول دولة ثيوقراطية (ذات حكم
ديني) في العالم الحديث عام 1979".
وقال
دراغي إنه "حتى الأسابيع الأخيرة، لم يكن لدى أجهزة المخابرات والدبلوماسية الغربية
ثقة كبيرة في أن أي تحد داخلي يمكن أن ينهي النظام الإيراني". وأضاف قائلاً
إنه "حتى الآن، هناك القليل من المؤشرات على انهيار وشيك".
لكنه
أشار إلى أن الخبراء يقولون إن "ركائز دعم النظام تتآكل بشكل مستمر، مع تغير البلد
ديموغرافيًا وتعثر اقتصاده".