هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نقلت وكالة رويترز عن مصادر،
أن الحريق الذي اندلع داخل سجن إيفين بإيران، وقتل فيه ما لا يقل عن 8 أشخاص، بدأ
بعد وصول دورية لشرطة مكافحة الشغب إلى المكان، وتنفيذها حملة أثارت السجناء.
وقالت إن 6 مصادر روت
تفاصيل ما جرى، وأوضحت أن الوحدة الأمنية وصلت إلى المكان، وبدأت بالضرب بالهراوات على
أبواب الزنازين، وهي تهتف "الله أكبر"، قبل أن يرد بعض السجناء بالهتاف
ضد المرشد الإيراني علي خامنئي.
وقال أحد السجناء داخل
العنبر 8 الذي يضم في الغالب سجناء مدانين بجرائم مالية: "ثم سمعنا طلقات
وهتافات الموت لخامنئي من قبل سجناء في أجنحة أخرى".
وتشير مقابلات "رويترز"
مع سجين عنبر 8، وكذلك مع قريب لنزيل وأربعة نشطاء حقوقيين لهم صلات في السجن، إلى أن
هتافات السجناء المناهضة للحكومة كانت رد فعل لدوريات الشرطة وأن الشرطة ردت بعد
ذلك بقوة لقمعهم.
وكان السجن الواقع في
حي إيفين بطهران الموقع الرئيسي لاحتجاز السجناء السياسيين الإيرانيين البارزين،
حتى قبل الثورة عام 1979، وكذلك الأجانب ومزدوجي الجنسية. وتقول السلطات الإيرانية
وعائلات السجناء والمحامين إنها تحتجز أيضا سجناء مدانين بجرائم عادية، وتستقبل
الآن سيلا من المعارضين المعتقلين في موجة الاضطرابات المستمرة التي تجتاح البلاد.
ويعرف السجن باسم
"جامعة إيفين" بسبب وجود العديد من المثقفين والأكاديميين المناهضين
للحكومة هناك.
وقالت السلطة القضائية
إن ثمانية سجناء لقوا حتفهم جراء استنشاق الدخان نتيجة الحريق. وأشارت الوكالة إلى
أن العدد مرشح للارتفاع، واستند التقييم إلى عشرات الجرحى، كثير منهم إصابتهم
خطيرة، وقد شاهدهم النزيل وسجناء كانوا على اتصال بالنشطاء الذين قابلتهم
"رويترز".
ونقلت عن أحد
المسؤولين، ان قد رفض ذكر اسمه أو المؤسسة التي يعمل فيها، قوله إنه لا يعرف سبب
إرسال شرطة مكافحة الشغب إلى السجن، وأعرب عن دهشته من أن السلطات بدت وكأنها فقدت
السيطرة على السجن لبعض الوقت مساء السبت.
اقرأ أيضا: إيران تعلن "السيطرة" على الاحتجاجات.. وناشطون يكذّبون
وقال ناشط مناهض
للحكومة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف على سلامته، إن الحكومة ربما
خططت لحملة السجن من أجل أن تظهر للمحتجين الشكل القاسي للاحتجاز الذي ينتظرهم في
"إيفين" إذا استمروا في تحدي الحكومة.
وقالت منظمة العفو
الدولية إن لديها أدلة، لم تكشف عنها، على أن السلطات سعت إلى تبرير حملتها
الدموية بحجة مكافحة الحريق ومنع هروب السجناء.
وذكرت المنظمة أيضا أن
مسؤولي السجون وشرطة مكافحة الشغب ضربوا مرارا العديد من السجناء بوحشية
بالهراوات، لا سيما على رؤوسهم ووجوههم.
وساد التوتر البلاد
بالفعل مساء 15 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل
الاجتماعي حريقا وأعمدة دخان تتصاعد من السجن مع دوي أعيرة نارية، وشوهدت أشياء
تُلقى في المجمع.
وفي جميع أنحاء
البلاد، تكافح قوات الأمن لاحتواء المظاهرات التي عمت أرجاء البلاد والتي اندلعت
بسبب مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، الشهر الماضي
أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية.
وفي ليلة الحريق،
أفادت وسائل الإعلام الرسمية، بأن مجموعة من السجناء كانوا يحاولون الفرار، وأنهم
داسوا على ألغام في حقل ألغام خارج المجمع.
ونفى القضاء هذه
الرواية يوم الأحد، قائلا إن النيران أضرمت في ورشة في السجن منتصف مساء يوم السبت
"بعد شجار بين عدد من السجناء".
وقال السجين ونشطاء
إنه لم يكن من الممكن أن يكون أي نزيل في الورشة في منتصف المساء، لأنهم يكونون
محبوسين في الزنازين في هذا الوقت. وتغلق زنازين سجن إيفين بين الخامسة والسادسة
مساء وفقا لوقت الصلاة.
تصاعد التوتر عندما
ردد السجناء، الذين استفزتهم شرطة مكافحة الشغب وهي تردد شعارات دينية وتدق
بالهراوات على أبواب الزنازين، "الموت لخامنئي". وقالت المصادر إن شرطة
مكافحة الشغب أطلقت أعيرة نارية عند حوالي الساعة الثامنة مساء.
وقال السجين: "عندما
سمعنا طلقات وهتافات، حاولنا كسر الباب والوصول إلى الممر لمساعدة سجناء آخرين من
العنبر 7 الذين كسروا الباب واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب وحراس السجن في الممر.
كان الجميع خائفين".
ويوجد في عنبر 7 سجناء
مدانين بجرائم عامة وسجناء سياسيون، ويقع في نفس المبنى عنبر 8. وأطلقت شرطة
مكافحة الشغب وحراس السجن الغاز المسيل للدموع والكريات المعدنية على مئات السجناء
وضربوا الأشخاص بالهراوات، بحسب مقابلات "رويترز".
وقال السجين:
"فتحوا باب عنبرنا (8) وأطلقوا النار علينا بالبنادق. أطلقوا الغاز المسيل
للدموع. كان هناك العشرات منهم. أصيب كثير من الناس في جناحنا ولم يتمكنوا من
التنفس".
وأضاف: "كنا نسمع
طلقات نارية، كان السجناء يصرخون وكان الحراس يصرخون، فتحوا الباب وألقوا الكثير
من الغاز المسيل للدموع في الداخل واستخدموا مدافع الحبيبات. فقد العديد من
النزلاء وعيهم، وأصيب العشرات. كان الأمر أشبه بمنطقة حرب".
ظلت الناشطة الحقوقية
أتينا دائمي، التي سُجنت في إيفين لمدة 5 سنوات ونصف وأُطلق سراحها قبل تسعة أشهر،
على اتصال بالمعتقلين هناك.
وأضافت أن "سجناء
عنبر 7 حاولوا كسر باب العنبر 8 لإخراجهم بدورهم. كان ذلك عندما بدأت القوات في
إطلاق النار على السجناء حوالي الساعة الـ20:30 بالذخيرة الحية".
لم تكشف وسائل الإعلام
الرسمية ولا القضاء عن الأساليب التي استخدمتها الشرطة لاستعادة السيطرة على
إيفين.
ويقضي مهدي رفسنجاني،
وهو نجل رئيس سابق، عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة الفساد المالي في "إيفين"،
وعادة ما يكون لديه إجازة أسبوعية من الأربعاء إلى الجمعة. وتم إخباره يوم
الأربعاء 12 تشرين الثاني/ أكتوبر بأنه يجب أن يعود إلى السجن بعد يوم السبت، وفقا
لما ذكره شقيقه ياسر هاشمي رفسنجاني على إحدى منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف: "طلب من
أخي مهدي ألا يعود إلا بعد يوم السبت"، مشيرا إلى أن شقيقه لم يتلق أي تفسير
وعاد الآن إلى السجن.