هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، عن إطلاق حملة دبلوماسية وسياسية مكثفة، بالتنسيق مع السفراء العرب في بريطانيا من أجل إفشال نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.
وبعث سفراء عرب في لندن، برسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، أكدوا فيها رفضهم نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى مدينة القدس.
وفي الرسالة المشار إليها، حث السفراء العرب في لندن، تراس، على عدم المضي قدما في خطوتها "غير القانونية وسيئة الحكم" حيال نقل السفارة البريطانية إلى القدس.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن بعض الدبلوماسيين العرب أكدوا أن خطة تراس قد تعرض المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة ذات القيمة العالية بين المملكة المتحدة وبين مجلس التعاون الخليجي للخطر، علما بأنه من المقرر أن تكتمل العام الجاري.
وتوقعت الصحيفة، أن تعترض على الخطة البريطانية الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، لكن رفض تلك الخطة حظي أيضا بدول الخليج المطبعة مع الاحتلال والتي وقعت على ما سمي بـ"اتفاقيات أبراهام" عام 2020.
اقرأ أيضا: الجامعة العربية ترفض نقل السفارة البريطانية إلى القدس
وترددت أنباء عن أن تراس أبلغت نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد، خلال لقاء بينهما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنها تدرس نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وفي تعليق وزارة الخارجية الفلسطينية على تلك الرسالة، قال السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: "من خلال سفير دولة فلسطين لدى بريطانيا ومجلس السفراء العرب، نخوض حملة مكثفة في بريطانيا على جميع المستويات، بدءا من رئاسة الوزراء ومرورا بالحكومة وأركان الحزب الحاكم وكذلك الرأي العام ووسائل الإعلام، لممارسة أقسى الضغوط على الحكومة البريطانية وعلى رئيس الوزراء هناك للتراجع عن قرارها نقل سفارة بلادها إلى القدس المحتلة".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذه الحملة مبنية على أساس سياسي ودبلوماسي، باعتبار أن هذه الخطوة مرفوضة وغير قانونية وتتناقض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ويجب وقفها فورها، كما أنه يتم التوضيح للحكومة البريطانية أن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيؤجج الأوضاع في ساحة الصراع، وسيترك أثرا سلبيا على العلاقات العربية البريطانية".
ونبه الديك إلى أن "وضع القدس ليس بحاجة إلى مراجعة من قبل الحكومة البريطانية من الناحية السياسية والقانونية، فالقدس جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وهي عاصمة دولة فلسطين، وهذه قضية لا يمكن لأي حكومة أن تقوم بمراجعتها لأنها تستند إلى الشرعية الدولية وقراراتها".
اقرأ أيضا: رفض فلسطيني رسمي وفصائلي لنية بريطانيا نقل سفارتها للقدس
وأفاد بأن "جزءا كبيرا من هذه الحملة الفلسطينية العربية؛ ستقوم بها أيضا جهات بريطانية مختلفة ومتعددة، سواء من ناحية قيادات حزبية أو قيادات رأي عام وكتاب وصحفيين، وعلى مستوى الجهات الأكاديمية في الجامعات البريطانية، يستعدون لرفع رسائل والوقوف ضد هذا القرار، إضافة إلى مجلس السفراء العرب".
ونبه إلى أن "دولة فلسطين، بدءا من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء والحكومة الفلسطينية، يتابعون هذه القضية على مدار الساعة"، مؤكدا أن هناك "تنسيقا في هذه الحملة مع الأشقاء العرب والدول الإسلامية لحشد أوسع ضغط على الحكومة البريطانية للتراجع عن هذا القرار".
وذكر السفير الفلسطيني، أن "مجلس السفراء العرب في بريطانيا، رفع مثل هذه الرسالة وهو يتحرك بشكل مشترك مع جميع السفراء العرب"، منوها إلى أن "بريطانيا التي أصدرت وعد بلفور وتتحمل المسؤولية التاريخية عن نتائج هذه الوعد، الأحرى بها أن تقوم بمساعدة الشعب الفلسطيني عن رفع الظلم التاريخي الذي حل به جراء هذا الوعد".
وشدد على وجوب أن "تبادر بريطانيا لأخذ خطوات لصالح الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وليس أن تصعد عدوانها على شعبنا الفلسطيني".