هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اقتحم مستوطنون إسرائيليون وقوات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع تواجد كثيف لتلك القوات خارج المسجد وعلى مداخل مدينة القدس المحتلة.
وبمناسبة عيد رأس السنة العبرية، كثفت المنظمات والجماعات اليهودية المتطرفة دعواتها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك اليوم، بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية، وذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
وأكد الناشط المقدسي فخري أبو دياب، أن هناك "تواجدا كثيفا لقوات الاحتلال المدججة بالسلاح داخل وخارج المسجد، إضافة إلى عناصر من مخابرات الاحتلال ومكافحة الشغب".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "مجموعات المتطرفين بدأت صباح اليوم باقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة بحماية قوات الاحتلال الخاصة، وسط تكبير المصلين"، مؤكدا أن "حالة من التوتر الشديد تسود الأجواء داخل المسجد الأقصى".
اقرأ أيضا: شهيد وإصابات في نابلس.. ومتطرفون يقتحمون الأقصى (شاهد)
ولفت في حديثه لـ"عربي21" أن "هناك أعدادا كبيرة من المصلين الذين يرابطون في المسجد الأقصى من أجل الدفاع عنه، رغم أن قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الأقصى، تعيق دخول المصلين وتمنع من هم دون سن الـ 40 عاما".
وقال أبو دياب: "هذا يوم حاسم على القدس والمسجد الأقصى نتيجة هذه الاقتحامات وانتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، بالتزامن مع استفزازات المقتحمين"، منوها إلى أن "قوات الاحتلال تحاصر كل مجموعة من المصلين تقوم بالصلاة داخل المسجد الأقصى".
من جهته، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن "الموقف العرب والإسلامي لا يرتقي إلى المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى".
وقال في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذا المسجد، هو بيت الله، وربنا لن يترك بيته ولن يخذل المرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى، الذين يفتدونه بالمهج والأرواح من أبناء شعبنا الفلسطيني".
من جانبه، اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن "الموقف العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى، ليس في مستوى التحدي".
وطالب صبري في تصريح خاص لـ"عربي21"، كافة الدول العربية والإسلامية بـ"رفع مستوى التحدي والرفض، وأن يقفوا مع المملكة الأردنية صاحبة الوصاية الهاشمية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي".
وعن تقييمه للموقف العربي والإسلامي تجاه انتهاكات الاحتلال في الأقصى والقدس، قال الباحث البارز في شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص: "في الحديث عن الموقف العربي والإسلامي: هناك شقان؛ رسمي وشعبي، أما الرسمي فمن الواضح أننا أمام نظام عربي منهار، جزء منه يهرول نحو التطبيع مع الاحتلال ويرى أن ما يحافظ على وجوده هو محاولة الاستقواء بالمظلة الأمريكية الآخذة بالتراجع عبر البوابة الصهيونية..".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "أما الجزء الآخر من النظام العربي؛ فإما مأزوم أو متهالك في حالة الدولة الفاشلة، كما أن حالة العالم الإسلامي ليست أفضل كثيرا، خصوصا أن العالم العربي هو المركز، فإنه إن لم يتحرك، فمن الصعب أن تجد تحركا إسلاميا".
وأما من الناحية الشعبية، فذكر ابحيص، أن "العمق الشعبي يقوم بدوره ويفعل ما يريد، فهذه أمة مكلومة، هناك حرب على إرادتها من أجل منعها من التجلي والوحدة والنهوض، والأمة أمام منافسة تاريخية مع المركز الاستعماري في العالم، وهو الغرب ومركزه الولايات المتحدة، وهذا المركز ما زال ينظر إلى العالم العربي بعين العداء".
وعن كيفية تطوير هذا الموقف، نبه الباحث إلى أهمية "استعادة حالة الأولوية في ظل كثرة الجراح والصراعات، وهذا وضع فلسطين بأن تكون إحدى هذه القضايا وليست هي أرض المعركة الأساسية مع الإرادة الاستعمارية الغربية والصهيونية".
وأكد أنه "دون حسم معركة فلسطين فإنه لا يمكن الدخول لحسم المعارك الأخرى، لأن الاحتلال الذي زرع في فلسطين، غايته استدامة الهيمنة والفرقة والتبيعة، وبالتالي فإن غايته العالم الإسلامي والعربي وليست غايته فلسطين والفلسطينيين وحدهم، وعليه فإنه يجب النظر إلى فلسطين على أنها حالة الصراع المعياري المركزي".
وشدد على أهمية "الحفاظ على الوعي بمركزية الصراع على فلسطين وعنوانها المسجد الأقصى المبارك"، محذرا من خطورة أن "يدفعنا ما بحصل حاليا إلى اليأس من مفهوم الأمة ومن هذه الرابطة الأممية التي تجمعنا، والمطلوب هنا المحافظة على إيماننا بهذه الرابطة، وعلينا أن نستثمر فيها ونفعلها أكثر، وهذا أحد أبوابه الأساسية؛ دعوتها للمساهمة في الدفاع عن المسجد الأقصى عندما يتعرض للخطر".
وبين ابحيص، أن "التجربة أثبتت أن الفلسطينيين يدافعون عن المسجد الأقصى بإرادة شعبية، فهناك خمس هبات منذ 2104 وحتى الآن، ومتوسط الفارق بين الهبة والأخرى 17 شهرا، وهي تبدأ باندفاع عفوي وهناك من يستثمر ظروفها، ولكن يمكننا المراهنة على استمرارها، طالما أن سببها الدفاع عن المسجد الأقصى وصد العدوان الأقصى، وهذا ما زال قائما".
ولفت إلى أن "الواجب الأول؛ هو الوقوف إلى جانب هذه الإرادة الشعبية التي تدافع عن الأقصى، أولا؛ بالوعي والتعبئة وبأن يكون العدوان على الأقصى محل وعي عند أصغر طفل في أضيق زقاق في العالم العربي.. وثانيا؛ بالخروج إلى الشارع، كي تصبح ساحات الدفاع عن الأقصى ليست ساحات الأقصى في داخل أسواره ولا ساحات فلسطين فقط بل ساحات العالم العربي والإسلامي، وهذا سيغير من قيمة الردع غير المباشر للاحتلال، وأيضا الدول العربية من منظار رسمي بشكل أيضا غير مباشر".