هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "التايمز" مقالا لريتشارد سبنسر، تساءل فيه ما إن كان مقتل زعيم القاعدة أيمن
الظواهري مهما؟ وهو سؤال غريب، لكن تنظيم القاعدة لم يعد مهما للأخبار منذ مقتل أسامة
بن لادن وصعود تنظيم الدولة.
وكان
الظواهري في سن متقدمة، وحذرا أكثر من رئيسه السابق، ويعتقد أنه كان مريضا.
وتداعت
حركته في السنوات الأخيرة، بحيث لم يعد أمامه أي عمل سوى إصدار البيانات وأشرطة فيديو
يقدم فيها التبرير العقدي لحربه الدينية، والتي لم يكن يهتم بها إلا القلة.
ومع
ذلك، فمن الخطأ التغاضي عن الرمزية القوية لمقتله، والأهم من كل هذا ظروف مقتله المهمة
لاتجاه القاعدة، بل وللمجموعات الجهادية في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. والمثير للدهشة
أنه قتل في بيت بالعاصمة كابول يعود لفصيل حقاني في طالبان.
وترى
المخابرات الأمريكية أنه شعر بالطمأنينة من تعاونه مع طالبان، التي بدأ علاقته معها
منذ التسعينات، بل وانضمت إليه عائلته.
ويقول
سبنسر إن واشنطن عولت على قدرتها لفصل طالبان عن القاعدة، وكان هذا هو هدف دونالد ترامب
الذي تفاوض مع الحركة في قطر بالسنوات الماضية. وكان هذا مجرد أمان، فلم تجد القاعدة
المركزية ملجأ آمنا في أفغانستان منذ سيطرة طالبان، بل وعدد آخر من الجماعات الجهادية،
مثل حركتي طالبان باكستان، والحركة الإسلامية في أوزبكستان، كبرى الحركات الجهادية في
وسط آسيا.
وقالت
ويدا مهران، الأكاديمية الأفغانية بجامعة إكستر: "لا أعتقد أن طالبان لديها القدرة
أو الإرادة السياسية لاحتواء تأثيرات كل هذه الجماعات داخل البلاد" و"هذا
تهديد أمني دولي لو تحولت أفغانستان مرة أخرى إلى ملجأ آمن لهذه المنظمات".
اقرأ أيضا: اغتيال الظواهري.. "حرب على الإرهاب" أم "دعاية انتخابية"؟
ويقول
سبنسر إن الكثير كتب في السنوات الأخيرة عن الاقتتال بين الجهاديين، وبالتحديد بين
تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في الفترة ما بين 2014- 2015،
لكن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وخليفته أبو إبراهيم القرشي قتلا بمناطق تابعة لهيئة
تحرير الشام. وتعتبر الفوضى في سوريا جزءا من تفكير الظواهري، وهي تشير إلى دور سيف
العدل، الخليفة المحتمل الذي لعب دورا مهما في سوريا، وتعلم كيفية استخدام الفوضى لنشر
رسالة القاعدة المخربة.
وتكهن
محللون، ومنهم مهران، بأن طالبان هي التي قادت الولايات المتحدة إلى مكان الظواهري مقابل
جائزة، إلا أن الحركة مصممة على تبني سياسة متشددة ومعادية للغرب ونظام حكم إسلامي
ثوري. ولا تزال أمريكا مصممة أيضا على قطع رأس الأفعى أينما ظهر، ومقتل الظواهري يخدم
هذا الهدف، إلا في حالة ظهر أن للأفعى عدة رؤوس "هيدرا".
وسيكون
الزعيم الجديد للقاعدة شابا وحركيا أكثر من الزعيم الضعيف الذي قتل، لكن القاعدة ليس
لديها تنافس على الخلافة، ومن هنا فقد يكون سيف العدل الأكثر حظا، واسمه الحقيقي هو
محمد صلاح الدين، 62 عاما، وكان عقيدا سابقا في الجيش المصري، وتدرب في روسيا. وانشق
عن الجيش، وانضم بخبراته في المتفجرات إلى أسامة بن لادن في ثمانينات القرن الماضي.
لكنه لا يزال يعيش في إيران منذ انهيار دولة طالبان الأولى عام 2001.