هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتابع الإسرائيليون عن كثب ما يسمونه "نمط المراقبة الجديد" لحزب الله على الحدود اللبنانية، لجمع المعلومات عن تحركات جيش الاحتلال، مما قد يعرض جنوده لخطر الاستهداف والاختطاف، لاسيما بين منطقتي زرعيت وشتولا، وهي طرق ضيقة، وبالقرب منها تم اختطاف الجنديين في 2006، وعندها بالضبط اندلعت حرب لبنان الثانية.
وتزعم التقارير الإسرائيلية أن الحزب أنجز مشروع بناء آخر على الحدود، وهذه المرة ليس في الخفاء، بل على الحدود الدولية مباشرة، حيث أقيمت نقطة مراقبة ومبنى سكني بجوارها، يعملان 24 ساعة في اليوم من أشخاص يراقبون الحدود، ويقومون بتصوير وتسجيل كل تحركات قوات الجيش في المنطقة، استكمالا لما يدعي الاحتلال أنها خطوة استراتيجية يقوم بها الحزب في الأشهر الأخيرة على الحدود الشمالية، متمثلة بإنشاء 15 موقعا من هذا القبيل حتى الآن في القطاع الغربي من الحدود.
غاي أورون مراسل القناة 12، قام بجولة ميدانية على الحدود، ونشر تقريرا ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن "كل موقع نقطة مراقبة أو برج للحزب، يتضمن ثلاثة مبان سكنية ولوجستية، ولا تصل إليها قوات الجيش اللبناني واليونيفيل".
اقرأ أيضا: جيش الاحتلال: آلاف الأهداف سندمرها خلال حرب لبنان المقبلة
وأضاف أن "قوة الرضوان من نخبة الحزب، هي من تقود استراتيجيته الجديدة لإحداث احتكاك فوري ومستمر على الحدود، ويصورون كل دوريات الجيش الإسرائيلي، وقد أحصى الجيش 15 موقعا على السياج، ويجري العمل حاليا على موقعين آخرين، وجميعها قرب خط الحدود الدولي، وبعضها على الخط نفسه، في الأماكن التي توجد فيها قواعد للأمم المتحدة، وحين يرى الإسرائيليون هذه الأبراج ومقاتلي حزب الله، فإنه يؤثر سلبا من الناحية النفسية، وبعضهم يخافون أكثر مما لا يرونه".
ويتنامى مستوى التوتر الإسرائيلي عند هذه الجبهة التي قد تشهد في أي لحظة اندلاع مواجهة عسكرية ستكون ضارية وقاسية على الجانبين، بالتزامن مع تهديدات أطلقها وزير حرب الاحتلال بيني غانتس قبل يومين ضد حزب الله بالدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية، إن استدعى الأمر، فيما يدرك الاحتلال أن الحزب لديه قدرات وإمكانيات تطال كل أنحاء جبهته الداخلية.
في الوقت ذاته، فإن لدى الجانبين، حسابات واعتبارات، تتجاوزهما، في اتخاذ قرار المواجهة العسكرية الشاملة، فالحزب يرى أن الأوضاع اللبنانية الداخلية السيئة لا تحتمل أي قرار بخوض حرب مع الاحتلال، لأسباب سياسية واقتصادية وإقليمية. أما الاحتلال، فيعلم أكثر من سواه أن جبهته الداخلية غير مهيأة لمثل هذه الجولة القتالية، لاسيما في ضوء إخفاقاته الأخيرة في الحروب مع غزة، مما يجعل الطرفان يديران أزمتهما عبر هذه الإجراءات الأمنية الحدودية، ويجمعان المعلومات بعضهما عن بعض؛ تحضيرا ليوم قادم، لا محالة.