هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "واشنطن بوست" تعليقا لهنري أولسين على نجاة رئيس الوزراء البريطاني
من تصويت بسحب الثقة منه، الاثنين، وقال إن المسألة لم تعد إن كان جونسون سيغادر المشهد
ولكن متى.
وقال:
"عادة ما يعبر الساسة عن فرحتهم بانتصار تتناسب فيه النسب ما بين 59- 41% إلا
أن نجاة جونسون بهامش قليل ليلة الاثنين كانت مدمرة وعجلت الحديث عن قرب مغادرته المشهد".
ولا
يمكن نكران هذه النتائج البائسة لرئيس الوزراء البريطاني. فقد نجحت رئيسة الوزراء
السابقة تيريزا مي في عام 2018 بنسبة 63- 37% من الأصوات، ولكنها أجبرت على الاستقالة
بعدما تبين أنها تقود حزب المحافظين للهزيمة. وفازت مارغريت تاتشر بنسبة 54% من أصوات
الحزب، لكن المرأة العظيمة لم تكن تعرف التنازل في حياتها ولكنها قررت الاستقالة بعد
يوم من التوبيخ الذي وجه لها من الحزب.
ولا
يتوقع أن يتحرك جونسون بنفسه ويقدم استقالته، ولكن هناك من سيجبره. فخسارة 148 من نواب
حزبه في عملية اقتراع سري، كما فعل جونسون، تظهر مدى الغضب العميق بين نظرائه ومن المحتمل
ألا يختفي.
وفي
استطلاع سريع جرى صباح الاثنين بين أعضاء حزب المحافظين، كشف عن رغبة 55% من المشاركين
برحيل جونسون. ويوافق الرأي العام وغالبية كبيرة من البريطانيين وقطاع واسع من المحافظين
على استقالته. ويمكن التعجيل بنهاية جونسون لو قررت الحكومة التحرك سريعا. وكما يرى
كل سناتور نفسه رئيسا كل صباح عندما ينظر للمرآة، ولا يصعد أحد إلى عمود الحكومة المشحم
بدون أن يحلم يوما بأن يكون في المنصب الأكبر. وكلما أسرع أحدهم بالتحرك، فسيكون تحركه
مفيدا والقشة التي قصمت ظهر جونسون بشكل يعجل من نهاية رئيس الوزراء الحالي في أسبوعين.
ويمكن
لمن أثار التمرد الزعم بأنه الزعيم، لكن الطريقة التي يجب أن يغادر فيها جونسون بدون
معركة بين النواب الزرق هي استبداله لأنه كان سبب المشاكل. وربما سكب الحزب دموع التماسيح
على جونسون لكن هذه هي السياسة في النهاية.
وربما
حاول جونسون إجراء تعديل في حكومته لوقف التمرد، لكن أي شخص يقبل منصبا في الحكومة
الجديدة يعرف أن التمرد سيظل مستمرا. كل هذا قد يمنح البعض خارج الحكومة الفرصة لأن
يكونوا محركا للتغيير. فالسؤال هنا لماذا تريد الانضمام إلى سفينة غارقة مع أن القفز
منها قد يعطيك الفرصة لقيادة كامل الأسطول.
اقرأ ايضا: جونسون ينجو من تصويت حجب الثقة داخل حزبه الحاكم
كما
أن الانتخابات التكميلية في منطقتين قد تدفع جونسون للاستقالة حتى لو ظل متمسكا بمنصبه
في الأيام المقبلة. في عام 2019 سيطر المحافظون على منطقة ويكفيلد، التي ظلت مقعدا
آمنا للعمال. وتظهر استطلاعات الرأي أن المحافظين سيخسرونها في 23 حزيران/ يونيو وبـ
23 نقطة. ويخشى المحافظون خسارة مقعد آمن في جنوب إنكلترا، وهي منطقة تيفرتون أند هونيتون
وفي نفس اليوم.
وستعطي
الخسارة مصداقية لاستطلاع "يوغوف" الذي توقع خسارة المحافظين 85 مقعدا من
88 مقعدا في مناطق تنافس كبيرة بما فيها منطقة جونسون لو عقدت الانتخابات اليوم. ويجب
ألا يلوم جونسون إلا نفسه، فقد حاول التخلص من فضيحة "بارتي غيت" من خلال
التكميم وتوجيه التحقيق بطريقة مضللة، بدلا من الاعتراف بأخطائه وطلب المغفرة.
وطعن
موالون للحزب في الظهر، مثل المؤرخ والنائب جيسي نورمان، الذي شرح في رسالة لجونسون
السبب الذي دفعه للتصويت ضده بعد عقود من الدعم، فقد رمى جونسون الذي لم يكن مواليا
أو ثابتا كل ما بناه. ويرغب حزب المحافظين بالحفاظ على شيء واحد وهو السلطة، ويرى أنها
تفلت من يديه وعليه التحرك لرأب الجراح التي جلبها على نفسه بنفسه.
ويتذكر
الحزب أنه تمسك بجون ميجر في عام 1995 مع أن كل الاستطلاعات توقعت أن الحزب سيسحق بطريقة
لم تحصل له خلال قرن وقاد لفوز العمال الجدد في عام 1997 بزعامة توني بلير. وتبع ذلك
13 عاما من العيش بالبرية، ولا يريد حزب المحافظين تكرار هذه التجربة.
ولا
يوجد هناك من سيخلفه، وربما كان هذا هو سبب اختيار البعض دعمه يوم الاثنين. ولكن بعد
الكارثة فالكثيرون يتصلون ويبدأون بالإعلان عن أنفسهم. وسيتبعهم آخرون عملا بمقولة
"مواجهة الفيضان تقود إلى الحظ".
وسنرى
قريبا من هو الداهية والجذاب والماهر المرشح لقيادة الحزب وتوحيده بعدما تحطم. ولا
حاجة للبكاء على جونسون، فقد خدم حزبه وبلده بشكل جيد، وقاد المحافظين للنصر وبريطانيا
للخروج من البريكسيت. ولكن الحزب والبلد بحاجة إلى شخص جديد وسنحصل على ذلك الشخص وكلما
عجل به كان أفضل.