هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تستمر المواجهات في إقليم الدونباس شرقي أوكرانيا، حيث تتضارب الأنباء حول سيطرة القوات الروسية على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، بينما تعترف القوات الموالية لكييف بتحقيق الجيش الروسي تقدما على الأرض.
وفي مدينة خيرسون تداولت وسائل إعلام محلية وغربية أنباء عن استمرار المناوشات في الوقت الذي تسعى فيه قوات الكريملين لـ"روسنة" المنطقة قبل ضمها للاتحاد الروسي، فيما قضت محكمة أوكرانية بالسجن 11 عاما على جنديين روسيين ارتكبا جرائم حرب، بينما تستعد موسكو لتقديم 2500 جندي أوكراني للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب.
خيرسون.. قتال و"روسنة"
قال مسؤولون أوكرانيون، الثلاثاء، إن "حصارًا كاملاً للمعلومات" يُفرض في العديد من المدن التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا، وتقوم القوات الروسية الآن ببيع بطاقات الهواتف للسكان.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون، هنادي لاهوتا، "لا يوجد إنترنت ولا اتصال محمول في منطقة خيرسون منذ ما يقرب من 24 ساعة". يبيع المحتلون شرائح الاتصال الروسية في المدينة.
وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إن القتال والقصف مستمران في منطقة خيرسون بأكملها. وأوضحت: "العديد من المستوطنات بدون كهرباء ومياه وغاز.. المنطقة بحاجة إلى دواء ومساعدات إنسانية."
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي، الثلاثاء، أن منطقة خيرسون ستصبح جزءًا من الاتحاد الروسي في المستقبل القريب، وفقًا للمسؤول المحلي المعين من قبل روسيا كيريل ستريموسوف.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن ستريموسوف قوله إن "الروبل الروسي قد تم تداوله بالكامل كعملة في خيرسون اعتبارًا من يوم الاثنين المقبل، إلى جانب الهريفنيا الأوكرانية".
استمرار القتال بدونباس
ويستمر القتال في إقليم دونباس، حيث تقترب القوات الروسية من مدينة سيفيرودونيتسك، وتحقق تقدمًا تدريجيًا في بعض أجزاء المنطقة.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأبناء عن ليونيد باشنيك زعيم "جمهورية لوغانسك الشعبية" الموالية لموسكو قوله: "يمكننا القول إن ثلث منطقة سيفيرودونيتسك تحت سيطرتنا بالفعل".
وأضاف باشنيك أن القتال يحتدم في المدينة، لكن القوات الروسية لا تتقدم بالسرعة المأمولة، قائلا إن القوات الموالية لموسكو تريد "الحفاظ على البنية التحتية للمدينة" وتتحرك ببطء بسبب توخي الحذر حول المصانع الكيماوية.
وقال عمدة المدينة الأوكراني أولكسندر ستريوك، إن الروس يسيطرون الآن على نصف المدينة.
وأضاف: "للأسف.. انقسمت المدينة إلى نصفين. لكن في نفس الوقت لا تزال المدينة تدافع عن نفسها. ما زالت أوكرانية"، ونصح من لا يزالون محاصرين بالداخل بالبقاء في الأقبية.
اقرأ أيضا: روسيا قد تقطع الغاز عن الدنمارك بسبب رفضها الدفع بالروبل
اكتشاف جثث
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن الجيش الروسي اكتشف جثث 152 مقاتلاً أوكرانياً في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا، وهو مستعد لتسليمها إلى كييف.
وأفادت الوزارة بأن "الجنود الروس اكتشفوا شاحنة تبريد"، أثناء عمليات البحث في مصنع الصلب، حيث تحصن أكثر من 2000 مقاتل أوكراني، لا سيما من فوج آزوف، لعدة أسابيع قبل استسلامهم للقوات الروسية في منتصف أيار/مايو.
وأضافت أن "الجانب الروسي يخطط لإعادة الجثث التي عثر عليها في مصنع الصلب إلى المسؤولين الأوكرانيين"، لافتةً إلى أن موسكو لم تتلق أي طلب من كييف لاستعادة هذه الرفات.
واستسلم آخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول، المتحصنين في مصنع الصلب الضخم في آزوفستال، للقوات الروسية بين 16 و20 أيار/مايو، بعد قتال عنيف استمر ثلاثة أشهر.
وأسرت القوات الروسية نحو 2500 مقاتل أوكراني، حيث يعتزمون محاكمتهم كمجرمي حرب.
محاكمة جنديين روسيين
من جانبها، قضت محكمة أوكرانية الثلاثاء بالسجن 11 عامًا ونصف على جنديين روسيين متّهمين بقصف بواسطة قاذفة صواريخ متعددة بلدتين أوكرانيتَين في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، في اليوم الأول من الغزو.
وأفادت النيابة العامة في أوكرانيا على تلغرام أن ألكسندر بوبيكين وألكسندر إيفانوف، أُدينا بـ"انتهاك قوانين الحرب وأعرافها"، في ختام محاكمة بدأت منتصف أيار/مايو قرب مدينة بولتافا.
وأشارت النيابة العامة إلى أن المتّهمين "أقرّا بذنبهما بالكامل".
واتُهم الجنديان بإطلاق النار في 24 شباط/فبراير باستخدام قاذفة صواريخ متعددة من طراز "غراد" من منطقة بيلغورود في روسيا، على "بنى تحتية حيوية ومبان سكنية" في قريتي كوزاتشيا لوبان ومدرسة في فيتيرينارني، في منطقة خاركيف.
وفي 23 أيار/مايو، حكمت محكمة في كييف على الجندي الروسي فاديم شيشيمارين البالغ 21 عاماً، بالسجن مدى الحياة لقتله مدنيًا أعزل.
وأعلنت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا الإثنين فتح أول قضية اغتصاب ارتكبه جنود روس.
وتستهدف القضية جنديًا روسيًا متهمًا بقتل مدني واغتصاب زوجته أثناء احتلال بلدة بروفاري قرب كييف، حيث أوضحت فينيديكتوفا أنه لم يُقبض على المتهم و"يتم البحث عنه حالياً".
كما تحقق النيابة مع جنديين روسيين آخرين متهمين بتعذيب مدنيين في تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا.
أزمة الغذاء.. الحل الروسي
وفي سياق آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء بأن حل أزمة الغذاء العالمية التي أثارتها حرب أوكرانيا، في أيدي الغرب وكييف.
وأدى الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية إلى تعطّل عمليات إيصال القمح وغيره من المواد الأساسية من البلدين، ما أثار القلق حيال خطر الجوع في العالم.
وقال لافروف خلال زيارة إلى البحرين إن الدول الغربية "تسببت بالكثير من المشاكل المصطنعة عبر إغلاق موانئها أمام السفن الروسية وتعطيل السلاسل اللوجستية والمالية".
وأضاف: "عليهم التفكير جدّيا بما هو أهم بالنسبة إليهم: القيام بحملة علاقات عامة مرتبطة بمشكلة أمن الغذاء أو اتّخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلة".
كذلك، دعا لافروف أوكرانيا لنزع الألغام من مياهها الإقليمية للسماح بعبور السفن بشكل آمن عبر البحر الأسود وبحر آزوف.
وأفاد: "إذا تم حل مشكلة نزع الألغام.. ستضمن القوات البحرية الروسية مرور هذه السفن من دون عراقيل إلى المتوسط ومن ثم إلى وجهاتها".