هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر عسكري يمني، الجمعة، أن جماعة الحوثي تعمل على جر مفاوضات الأردن إلى مواضيع أخرى بعيدا عن آلية فتح طرقات محافظة تعز (جنوبا)، بهدف إطالة الوقت لتمديد جديد للهدنة مع اقتراب موعد انتهائها.
وقال المصدر العسكري المسؤول بقوات الجيش في تعز (جنوبا)، في تصريح خاص لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن جماعة الحوثي تعمل على إرباك مشهد التفاوض من خلال الدخول في مفاوضات جانبية بعيدة عن جوهر التفاوض وهو فتح الطرقات إلى تعز، تنفيذا للمبادرة الأممية المعلنة في إبريل الماضي.
وأكد المصدر على أن وفد الحوثي يخطط لكسب الوقت وإطالته من خلال تشتيت ملف المفاوضات التي تحتضنها العاصمة الأردنية بشأن طرقات تعز، سعيا منها في الحصول على تمديد جديد للهدنة دون تحقيق أي تقدم فيما يخص بند "فتح طرقات تعز".
وأشار إلى أن تفكير الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن، هانس غروندبرغ، منصب حاليا حول تجديد الهدنة بغض النظر عما تم تنفيذه في هدنة الشهرين التي بقي منها أقل من أسبوع.
وبحسب المصدر بقوات الجيش في تعز فإن الأحرى بالحكومة المعترف بها، اتخاذ موقف بسيط في هذا التوقيت، في ظل تلاعب الحوثيين، ويتمثل في "رفضها تجديد الهدنة ما لم يتم تنفيذ استحقاقات الهدنة الحالية".
وأوضح المصدر المسؤول: "إننا في قوات الجيش بمحور تعز، لا نثق بالسلام مع الميليشيات الحوثية، فتجاربنا السابقة معها كافية لإيضاح أنها لا تفي بالتزاماتها وتعهداتها".
ولفت إلى أن الحوثي تواصل تحركاتها العسكرية في الميدان، وتحشد مزيدا من ميليشياتها نحو جبهات القتال في تعز، في سياق تحضيراتها لخوض حرب مطولة مع اليمنيين.
اقرأ أيضا: الحكومة تهدد بوقف الحوار مع الحوثي بسبب فشل فتح منافذ تعز
وشدد المصدر العسكري على أن خيار الحسم العسكري هو المتاح والممكن، ومن سيفرض السلام الحقيقي والمستدام وفقا للمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن)، مؤكدا أن قوات الجيش على أهبة الاستعداد للحسم، إذا توفر القرار والإمكانيات وظروف الموقف المناسبة.
وكان رئيس فريق التفاوض الحكومي، عبد الكريم شيبان، قد لوح بانسحاب الفريق من مفاوضات الأردن بعد رفض الحوثيين وتعنت وفدها الواضح وعدم جديته لرفع المعاناة عن 5 ملايين من أبناء محافظة تعز.
وقال في بيان له، اطلعت "عربي21" على نسخة منه، اليوم: إن وفد الحوثيين رفض الاستجابة لتصور الفريق الحكومي بشأن فتح الطرق الرسمية المعروفة في تعز، التي كان الناس يتنقلون فيها بشكل روتيني وطبيعي والتي كانت مفتوحة قبل عام 2015.
وأضاف شيبان: "بعد يومين من النقاشات الشاقة في الصباح والمساء مع الحوثيين ومحاولة إقناعهم بكافة الوسائل المنطقية والموضوعية، لم يستجيبوا أبدا".
وأفاد بأن ما اقترحه الحوثيون في المفاوضات هو عبارة "عن ممر جبلي قديم كان معدّا لمرور الحمير والجمال (...) ولا يمكن أن تمر فيه سيارة نتيجة ضيقه ووعورته وطوله، وهو معبر يبعد عن المدينة 30 كلم، يبدأ من منطقة الزيلعي ثم يمر عبر قرية أبعر وقرية الصرمين ويصل إلى أسفل جبل صبر في منطقة صالة.
وقال إن ما قدمه الفريق الحكومي هو فتح طريق "تعز- الحوبان- صنعاء"، وطريق "تعز- الحوبان- عدن"، وطريق "بيرباشا- مصنع السمن والصابون- البرح- الحديدة، غربا"، و"طريق البرح – المخا"، كمرحلة أولى.
وأكد رئيس الفريق الحكومي: "إذا لم يستجيبوا لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات اليوم الجمعة مساء، سنضطر للتوقف عن النقاش والحوار" متابعا القول: "وسنعلن ذلك للرأي العام المحلي والدولي عن حقيقة تعنت الحوثيين وعدم استجابتهم للمطالبات المحلية والإقليمية والأممية برفع الحصار وفتح الطرقات وفك القيود عن المحاصرين داخل محافظة تعز".
ويشكل ملف فتح الطرقات بين تعز والمحافظات المجاورة أهم ملفات الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان/ أبريل الماضي، والتي بقي لها من عمرها أقل من أسبوع.
ومنذ الأربعاء، بدأت مفاوضات في الأردن، برعاية الأمم المتحدة، بين وفدي الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، حول فتح الطرق التي يغلقها مسلحو الجماعة في تعز، فضلا عن تأمين الماء والكهرباء ورفع المعاناة عن سكان المحافظة.