هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ندد مئات اليمنيين، السبت، باستمرار الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز ( جنوب غرب البلاد) منذ سنوات، وسط تقاعس من قبل الأمم المتحدة.
واحتشد المئات من المواطنين والناشطين في مدينة تعز، السبت، في وقفة احتجاجية أمام المدخل الشرقي للمدينة والمغلق جراء الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة منذ بداية الحرب في العام 2015.
وندد المحتجون باستمرار الحصار والتقاعس الأممي في تنفيذ كافة بنود الهدنة المعلنة وفتح الطرق الرئيسة من وإلى محافظة تعز، الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
وقال بيان صادر عن الوقفة التي دعت لها "مشاورات شباب تعز" ( مكون حقوقي)، إن مدينة تعز تواجه أقسى ظروف الحرب مع تفاقم وضعها الإنساني، بسبب الحصار الخانق المفروض عليها في ظل تعاطي دولي يجعل رفع الحصار وفتح الطرق الرئيسية قضية ثانوية.
وأضاف البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أن المجتمع الدولي يكتفي بإعطاء تعز وعودا سرابية لا يتحقق منها شيء، كما كان الحال في اتفاق ستوكهولم في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وقبله اتفاق طهران الجنوب في 2016، في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرمه الحوثيون مع السعودية ذلك العام.
اقرأ أيضا: حكومة اليمن تعلن فتح طريق يربط بين الحديدة وتعز
ورغم مرور أكثر من نصف مدة الهدنة الإنسانية المعلنة في أبريل/ نيسان الماضي ـ بحسب بيان المحتجين ـ إلا أن الحصار الخانق المفروض على مدينة تعز ما زال مستمرا بالتزامن مع تصاعد أعمال القصف والقنص واستهداف الأحياء السكنية، مسفرا عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح خلال أيام الهدنة.
وتابع بأنه يأتي ذلك، دون القيام بأي إجراء يذكر بهذا الشأن من قبل المبعوث الأممي لليمن تنفيذا لبنود الهدنة التي أعلنها في الثاني من شهر أبريل الماضي.
وطالب البيان بتنفيذ جميع عناصر الهدنة الإنسانية والتنفيذ العاجل لفتح الطرق الرئيسية في تعز والمحافظات الأخرى دون مماطلة وتسويف.
ودعا المحتجون الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن إلى التعامل بجدية مع حصار تعز مثل القضايا الأخرى ضمن الهدنة الإنسانية، وجعله أولوية في مهامه الهادفة لإنهاء الحرب في اليمن، محذرا من الالتفاف على فتح الطرق الرئيسة بفتح طرق فرعية لا تؤدي لرفع الحصار عن محافظة تعز، وهذه الطرق الرئيسية هي: ( تعز-صنعاء، تعز-عدن، تعز-الحديدة).
وفتح طرقات تعز مع المحافظات الأخرى، يعد واحدا من بنود الهدنة الإنسانية التي أعلنها المبعوث الأممي مطلع إبريل الماضي، إلا أن الحوثيين رفضوا ذلك، وفق اتهامات حكومية.
"تسويف وإرجاء لقضية تعز"
وفي هذا السياق، يقول مازن عقلان، الناشط اليمني في تعز، إن الوقفة التي شهدتها تعز، تأتي للمطالبة برفع الحصار عن المدينة والتنفيذ العاجل لفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى المحافظة، بموجب الهدنة الأممية المعلنة.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "العالم يعرف معاناة تعز، ولكنه لا يعلم أن الأمم المتحدة سبب رئيسي في هذه المعاناة واستمرارها نتيجة تسويف وإرجاء مبعوثيها لقضية تعز ورفع الحصار عنها، مؤكدا أنه يتم التعامل معها كقصية هامشية، ولهذا تأتي هذه الفعاليات لوضع الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وجها لوجه أمام التزاماتهم وتعهداتهم ووعودهم السرابية، على حد قوله.
اقرأ أيضا: اختطاف مسؤول يمني من قبل مليشيات تدعمها أبوظبي
وأشار عقلان إلى أن هذه الوقفات والفعاليات تهدف لخلق ضغط شعبي وسياسي وحقوقي على كافة المستويات المحلية والدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية في تعز، وإيقاف جرائم مليشيا الحوثي بحق أبنائها منذ سبع سنوات، ورفض الالتفاف على حقها الإنساني الذي نصت عليه الهدنة الأممية.
وكان "غروندبيرغ" قد أكد عقب اجتماع مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، التزامه بعقد اجتماع ثنائي حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، وقال إن "الحكومة قد حددت مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة بحسب بنود الهدنة".
والجمعة، تم الإعلان عن قيام جماعة الحوثي، وفق مواقع محلية، بتسمية فريقها التفاوضي بشأن فتح الطرق في مدينة تعز التي تربط المدينة ببعضها، وتربط المدينة بمحافظات أخرى، شمال وجنوب اليمن.