هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تستمر الحرب في أوكرانيا لليوم الـ91 وسط تصاعد في التوترات الميدانية والسياسية، ومخاوف من تزايد التأثيرات على دول العالم إثرها، لا سيما أنها لم تتعاف بعد من جائحة فيروس كورونا.
من جهته، طالب دبلوماسي روسي كبير الأربعاء، برفع العقوبات عن بلاده كشرط لتجنب أزمة غذائية عالمية بفعل توقف صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن "حل المشكلة الغذائية يمر عبر مقاربة جماعية تشمل خصوصا رفع العقوبات التي فرضت على الصادرات الروسية والتعاملات المالية".
وطالب كذلك "بإزالة كييف للألغام" المزروعة في المرافئ المطلة على البحر الأسود حتى تتمكن السفن من تصدير الحبوب. وأكد الدبلوماسي في هذا الإطار أن روسيا "مستعدة لضمان ممر إنساني" للسفن.
اقرأ أيضا: تحذيرات من "مجاعة" بسبب الحرب في أوكرانيا
وأوكرانيا معروفة بتربتها السوداء الخصبة جدا وكانت قبل الغزو الروسي لأراضيها رابع مصدر عالمي للذرة وبصدد أن تصبح المصدر الثالث للقمح عالميا.
إلا أن النزاع أثر كثيرا على الإنتاج الأوكراني فيما تتهم كييف والدول الغربية موسكو بمنع صدارات الحبوب عبر البحر الأسود ما يثير احتمال وقوع أزمة غذائية عالمية كبرى.
ومساء الثلاثاء اتهم الجيش الروسي بدوره الدول الغربية بالسعي إلى "إخراج الحبوب بأقرب وقت ممكن من أوكرانيا، من دون أن تخشى ما قد يحصل في هذا البلد ما أن تنتهي مخزونات الحبوب فيه".
مبادلة أسرى
وتدرس روسيا قضية تبادل أسرى مع أوكرانيا بمجرد محاكمة المحتجزين الأوكرانيين، على ما نقلته وكالات أنباء روسية عن رودينكو، الأربعاء.
وقال: "سننظر في كل هذا بعد محاكمة الذين استسلموا وبعد النطق بالحكم"، مضيفا أنه "قبل ذلك، الحديث عن التبادل سابق لأوانه".
في الأسبوع الماضي، استسلم آخر المدافعين الأوكرانيين عن مدينة ماريوبول الاستراتيجية والمتحصنين منذ أسابيع في مصنع آزوفستال للصلب.
وتم أسر ما يقرب من أربعة آلاف جندي أوكراني في هذه المدينة الساحلية، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وتريد السلطات الأوكرانية تنظيم مبادلة أسرى، لكن لطالما أشارت موسكو إلى أنها تعتبر بعضهم ينتمون إلى كتيبة آزوف، ليس كجنود ولكن كمقاتلين من النازيين الجدد ارتكبوا جرائم حرب.
اقرأ أيضا: حظر أوروبي مرتقب لنفط روسيا.. ومعارك عنيفة جنوب دونيتسك
وأعلن النائب والمفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي السبت، أن بلاده "تنظر" في إمكان مبادلة أسرى من مقاتلي هذه الكتيبة الأوكرانية بفيكتور ميدفيتشوك، وهو سياسي ورجل أعمال أوكراني معروف بقربه من الرئيس فلاديمير بوتين، وأوقف منتصف نيسان/ أبريل في أوكرانيا.
وأوضح رودينكو الأربعاء، أن التبادل المحتمل لم تتم دراسته. وقال: "لا، نحن لا ننظر في ذلك. ليست لدينا هذه المعلومات في وزارة الخارجية".
وأعلن دينيس بوشلين رئيس "جمهورية دونيتسك" التابعة للانفصاليين الموالين لروسيا، من جانبه، الثلاثاء، أن مكتب المدعي العام لجمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد يعمل مع موسكو على تشكيل محكمة لمحاكمة الأسرى الأوكرانيين.
واعتبر أنه "يجب مشاركة أكبر عدد من ممثلي دول عدة" مؤكدا أن "عددا من الدول" أعطت "موافقتها المسبقة على المشاركة في هذه المحكمة الدولية" دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
والأربعاء، قال رودينكو إنه لا معلومات لديه حول هذا الموضوع.
"لا وحدة صف غربية"
في المقابل، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، بغياب "وحدة الصف" بين الدول الغربية بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الغزو الروسي لبلاده.
وأكد الرئيس الأوكراني خلال مداخلة عبر الفيديو في إطار منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا: "سؤالي هو التالي: هل هناك وحدة عمليا (في الغرب)؟ أنا لا ألمسها"، مشددا على أنه "بحاجة إلى دعم أوروبا موحدة".
وأضاف زيلينسكي خلال فطور نظمته أوكرانيا: "هل هناك وحدة حول انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي؟ كلا. بالتالي هل الغرب موحد؟ كلا".
وتابع: "نقطة قوتنا كانت الوحدة داخل البلاد، والآن هذا يعتمد على وحدة الغرب لكي يكون قويا ويدعم بشدة أوكرانيا" في مواجهة روسيا.
وقال: "سيكون لدينا تفوق على روسيا حين نكون متحدين فعليا".
وعبر الرئيس الأوكراني مرة جديدة عن "امتنانه" للرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب مساعدة مالية جديدة بقيمة 40 مليار دولار.
وقال: "نحن بحاجة لدعم من أوروبا متحدة" مستهجنا موقف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي لا يزال مترددا في هذه المرحلة في فرض حظر على النفط الروسي. وأضاف: "هناك شيء ما لا يسير على ما يرام مع المجر".
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".