صحافة إسرائيلية

اعتراف إسرائيلي: جيشنا غير قادر على الانتصار لهذا السبب

يخشى جيش الاحتلال الإسرائيلي تسجيل خسائر في صفوفه - جيتي
يخشى جيش الاحتلال الإسرائيلي تسجيل خسائر في صفوفه - جيتي

في الوقت الذي تتجهز فيه دولة الاحتلال لخوض مواجهات عسكرية حول أكثر من جبهة، فإن جيش الاحتلال لا يخفي رغبته بتجنب وقوع الخسائر في صفوفه داخل ساحة المعركة.


ويأتي ذلك رغم أن النتيجة المتمثلة لهذه الرغبة المتزايدة تتمثل في فقدانه تماما لصورته الردعية، والقدرة على الانتصار في الحرب، فضلا عن كون هذه الطريقة العسكرية في التفكير، وإدارة المستويات الأمنية، ستؤدي في النهاية إلى خسائر إسرائيلية أكبر بكثير في أي حرب قادمة.


مع العلم أن الرواية السائدة لدى عدد من أوساط ضباط وجنرالات الاحتلال أن ما تم من انتصارات في حروب شهدتها عقود سابقة حصلت في ضوء علمهم أنه "لا توجد وجبات مجانية"، وأن هناك ثمنا يجب دفعه مقابل التصدي لهذه المخاطر، وفهموا أن بعضهم لن يعود سالماً إلى ذويه، مما حمل ضمنيا مستوى متقدما من المخاطرة بحياتهم، لكن اليوم فإن جيش الاحتلال يشهد تراجعاً لافتا، وقلقا شديدا من دفع الأثمان المتوقعة في أي حرب مقبلة.


الجنرال يتسحاق بريك المفوض السابق لشكاوى الجنود في جيش الاحتلال، ذكر في مقال نقدي في موقع "القناة 12" العبري، ترجمته "عربي21"، أن "قرارات المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي لا تتخذ وفق الحاجات الحقيقية لأمن الدولة، بل حسب الأثمان والخسائر المتوقعة، أي أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ قراراتها الأمنية والعسكرية بشن عملية ما في ضوء أخذها بعين الاعتبار للخسائر المتوقعة التي سيتم دفعها، وليست انطلاقا من قيمة هذه العملية، وضرورتها للأمن الإسرائيلي، والحفاظ على الردع الإسرائيلي". 


وأضاف أنه "بسبب سلوك المستويات الأمنية الإسرائيلية تتضرر روح الجنود القتالية، ومعها تراجع الدوافع للقتال، الأمر الذي سيسفر عنه بالضرورة انهيار الردع، وتبدد الاستعداد للمخاطرة، وتضاؤله، بل إن هناك اتجاها من التدهور الشديد في تراجع الجيش البري، لأن الجنود على الأرض يشعرون أن القيادة الأمنية والعسكرية لا تثق بهم، وبات الجيش الأهم بنظرها هو سلاح الجو والاستخبارات والسايبر، في حين يتم تجاهل سلاح البر، خاصة جيش الاحتياط، والنتيجة أنهم فقدوا القدرة القتالية، وبات لا يستطيع وحده أن يكسب الحرب، وهو ما تجلى بوضوح في حرب غزة الأخيرة 2021، عندما تخلى عن العملية البرية خوفًا من الخسارة، وبالتالي تسبب في فشلها التام". 


يشكل هذا الاعتراف الإسرائيلي أحد الأسباب التي تجعل العديد من القادة والجنرالات غير راغبين بالاستمرار في صفوف الجيش النظامي، والانسحاب منه، والتقاعد من صفوفه، ما يجعلهم يفقدون القيم العسكرية، ونتيجة لذلك سيرتفع عدد الخسائر بشكل لا يقاس في الحرب متعددة الجبهات القادمة، مع العلم أن التفوق العسكري الإسرائيلي لا قيمة له أمام جنود غير مستعدين للتضحية، ولا يستطيعون أن يحموا دولة الاحتلال من الأخطار التي تواجهها من أعدائها. 


إضافة لذلك، فإن فقدان الثقة من قبل الجنود بقيادتهم العسكرية تعبير آخر عن تدهور الروح القتالية لديهم، وهي الروح التي تلاشت منذ بدايتها، وانتقلت من تراجع إلى تدهور، وبالتالي فإن الجيش ذا التقنية العالية والمدرب بشكل صحيح والمهني العالي لن ينتصر في ساحة المعركة دون روح قتالية، صحيح أن الوسائل التكنولوجية مهمة للحرب، لكن بدون الروح القتالية للجندي الذي يمسكها، فإنها تشبه حجرًا لا قيمة له، لأن البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الجنود الإسرائيليون في الوقت الحاضر بمثابة حجر عثرة أمامهم. 


الخلاصة الإسرائيلية أن مفاهيم الخدمة العسكرية وقيمتها، والاستعداد للمخاطرة بالحياة، تراجعت من قاموس الجنود، والنتيجة أن الجيش لم يعد جاهزًا للحرب، بسبب تسارع معدلات التدهور، ونقص الاستعداد العسكري، وتراجع الخدمات اللوجستية، والأقسام التشغيلية، والأسلحة الجديدة التي لا يتم صيانتها بشكل صحيح، ولا يتم استيعابها في العديد من الوحدات، والمستوى الضعيف من التدريب.

 

اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي: اتساع رقعة حرب أوكرانيا يضيق خياراتنا

تصل الاعترافات الإسرائيلية إلى حد القول بنشوء أزمة خطيرة للغاية في الثقافة التنظيمية والإدارية والقيادية في الجيش حتى أصبحت فاسدة، وهذه أسس متداعية يستحيل عليها بناء جيش منتصر، وتشمل الفشل في استخلاص الدروس، والإخفاق في التحكم والمتابعة، والتعامل مع أي نتائج خطيرة للغاية قد تسفر عنها أي حرب قادمة.

التعليقات (1)
غزاوي
الخميس، 12-05-2022 05:38 ص
مجرد تساؤل. كيف يثبت الانتماء للوطن !!!؟؟؟ جاء في المقال ما نصه: "قرارات المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي لا تتخذ وفق الحاجات الحقيقية لأمن الدولة، بل حسب الأثمان والخسائر المتوقعة، أي أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ قراراتها الأمنية والعسكرية بشن عملية ما في ضوء أخذها بعين الاعتبار للخسائر المتوقعة التي سيتم دفعها، وليست انطلاقا من قيمة هذه العملية، وضرورتها للأمن الإسرائيلي، والحفاظ على الردع الإسرائيلي" انتهى الاقتباس هذا الحديث، يعتبر ضمنيا أن الصهاينة غزاة في فلسطين، ;يؤكده قول ضياء حمارشة منفذ عملية "بني براك"، في إحدى منشوراته على صفحته في موقع فيسبوك بما نصه: "في ناس بتقدم أولادها للوطن وفي ناس بتقدم الوطن لأولادها".