صحافة دولية

"NI": ما مستقبل السفن الحربية بعد غرق الطراد الروسي؟

يطرح النقاش حول فاعلية السفن الحربية في ظل تهديدها من قبل الصواريخ المضادة للسفن - تويتر
يطرح النقاش حول فاعلية السفن الحربية في ظل تهديدها من قبل الصواريخ المضادة للسفن - تويتر

أعاد موقع "ناشيونال إنترست" طرح النقاش حول فاعلية السفن الحربية في ظل تهديدها من قبل الصواريخ المضادة للسفن، في أعقاب غرق "موسكوفا"، الطراد الأضخم في أسطول البحرية الروسية، وسط تضارب الروايات حول سبب غرقه.


وتقول الرواية الأوكرانية، إن قوات كييف استهدفت الطراد الروسي بصواريخ نبتون، المضادة للسفن، فيما تزعم موسكو أن الغرق سببه حريق في مخزن للذخيرة على متن الطراد. 

 

وبين الروايتين، المؤكد أن أسطول البحرية الروسية قبالة الساحل الأوكراني تراجع في اتجاه أبعد جنوباً، في علامة محتملة على مخاوف بشأن التهديد الذي تشكله الصواريخ الأوكرانية على القطع البحرية الروسية.


وإذا كان سبب غرق الطراد الروسي ضربة صاروخية أوكرانية ناجحة، فإن العملية هي الأكبر منذ واقعة إغراق الطراد الأرجنتيني، الجنرال بلغرانو، بواسطة غواصة بريطانية أثناء حرب الفوكلاند في عام 1982.


ويعد الطراد الروسي من فئة Project-1164 Atlant، وتبلغ تكلفته ما يصل إلى 700 مليون دولار أمريكي، مع تسليح هجومي أولي مكون من ستة عشر صاروخ كروز طويل المدى من طراز P-1000 Bazalt.


لكن على الجانب الآخر، فإن أنظمة الصواريخ المضادة للسفن التقليدية، مثل نبتون أرخص بكثير، ما يعني أن عرض التكلفة يميل لصالح الصواريخ ضد السفن، بحسب كاتب المقال والباحث في الدراسات الدولية، كولين كوه.

 

اقرأ أيضا: كيف غرق الطراد الروسي "موسكفا"؟.. خبراء يفسرون

 

واستشهد الكاتب بالتجربة البريطانية خلال حرب الفوكلاند، عندما غرقت المدمرة، شيفيلد، أثناء سحبها في أعقاب ضربة أرجنتينية ناجحة باستخدام صاروخ Exocet يُطلق من الجو.


ويستطرد قائلا: "أصيبت المدمرة غلامورغان بصاروخ إكسوسيت تم تكييفه للإطلاق على الشاطئ من قبل الأرجنتينيين على الرغم من أنها نجت، انسحبت السفينة في النهاية لإجراء إصلاحات ولم تشهد أي أعمال قتالية أخرى بعد ذلك".


ويشير الباحث إلى حقبة الحرب العراقية الإيرانية، عندما تعرضت الفرقاطة البحرية الأمريكية ستارك لقصف بطائرتين عراقيتين من طراز Exocets.


وفي ذلك الوقت تم سحب السفينة من الخليج العربي لإصلاحها.


وبعد 19 عاماً، أصيبت السفينة الحربية الإسرائيلية، هانيت، بصاروخ مضاد للسفن تابع لـ"مليشيا حزب الله"، من طراز C-802.


لكن السفينة الحربية ظلت صامدة وأبحرت عائدة إلى القاعدة للإصلاح تحت حماية قوتها الخاصة.


وفي الآونة الأخيرة، قبالة الساحل اليمني في عام 2016، نجحت المدمرة الأمريكية، ميسون، في الدفاع عن الهجمات الصاروخية المضادة للسفن التي تشنها جماعة الحوثي، بدفاعاتها الجوية.


بعد محاولة المتمردين الحوثيين الثانية الفاشلة لاستهداف ميسون، تمكنت السفينة الأمريكية، نيتزي، من تدمير مواقع الرادار الساحلية التابعة للحوثيين المتورطة في الهجمات بضربة صاروخية في اليوم التالي.


وأشار الكاتب إلى أن الجدل حول "السفينة مقابل الصاروخ" مستمر حتى يومنا هذا، فالصواريخ المضادة للسفن تمنح المتحاربين الأضعف ميزة غير متكافئة ضد القوات البحرية الأقوى، ما أدى إلى انتشار الصواريخ المضادة للسفن الحديثة والأرخص والأكثر قدرة بشكل متزايد عبر سوق الأسلحة العالمية.

 

اقرأ أيضا: "أسئلة عالقة" في روسيا حول مصير طاقم سفينة "موسكفا"

ويمكن إرسال الصواريخ المضادة للسفن بكميات كبيرة دون الاقتراب من تكلفة مدمرة أو فرقاطة واحدة، كما أن السفن الحربية المعاصرة أكبر وأكثر قدرة وأكثر تكلفة في البناء والتشغيل والصيانة.


ويرى الباحث في الدراسات الدولية في تحليله، أنه نظراً لتطور قدرات الصواريخ المضادة للسفن حتى أصبحت فتاكة بشكل متزايد، ستتطور أيضا تصميمات المقاتلات السطحية الحديثة جنبا إلى جنب مع أنماط التهديد هذه.


وأضاف: "مع وجود موارد محدودة في متناول اليد، ستكون القوات البحرية في حالة تأهب دائم لتطوير سفن حربية أفضل".


التعليقات (0)