هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، إن اللوبي الأوكراني في الولايات المتحدة يشدد من حملته لفرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وأشارت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن منظمات التجارة التي تمثل شركات الطاقة الأوكرانية تقود حملة لمزيد من العقوبات.
وجاء في التقرير، أن أوكرانيا زادت من جهود اللوبي في أعقاب الغزو الروسي، حيث تقوم جماعات الضغط التي تمثل الطاقة بالضغط على المشرعين الأمريكيين لفرض منطقة حظر جوي وزيادة الدعم العسكري الأمريكي، وعقوبات إضافية على موسكو.
وبناء على سجلات ومقابلات الصحيفة، فقد وجدت أن جماعات اللوبي نيابة عن الفدرالية الأوكرانية لموظفي صناعة الغاز والنفط، وهي جماعة تجارية تمثل شركات الطاقة الأوكرانية، تتولى معظم جهود الضغط في الولايات المتحدة، وتطالب واشنطن بحزمة ثانية من العقوبات على روسيا، والتي تمنع المصارف الأمريكية من التعامل مع أي مصرف في العالم له علاقة مع روسيا.
وقال مدير شركة "يورك تاون سوليوشنز"، دانيال فاديتش: "لن ينتهي هذا حتى تكتشف روسيا أننا جادون في ملاحقة قطاع الطاقة".
وقبل الغزو، كان جهد أوكرانيا الصغير والمتواصل في العاصمة الأمريكية يتركز على وقف مشروع "نورد ستريم2" إلى ألمانيا، حيث قال الأوكرانيون إن إكمال المشروع كان سيسهل على روسيا تجاهل أوكرانيا تماما، بحسب الوثائق التي قدمت لوزارة العدل الأمريكية بناء على قانون تسجيل العملاء الأجانب.
وقالت جماعة اللوبي، إنها لم تكن قادرة على إقناع إدارة بايدن في حينه. والآن وبعد الحرب، ومحاولات الرئيس فولوديمير زيلينسكي التحاور مع قادة العالم، فإنه يساعد في الدفاع عن فكرة أن الحد من قطاع النفط الروسي هو مفتاح للتحكم بنزعات فلاديمير بوتين العدوانية ضد أوكرانيا.
اقرأ أٌيضا: أسلحة جديدة تقدمها أمريكا لأوكرانيا وتمنع أخرى.. تعرف عليها؟
وتحظى فكرة فرض العقوبات على البنوك التي تتعامل مع روسيا بدعم السيناتور الجمهوري بات تومي، وهو العضو البارز في لجنة البنوك في مجلس الشيوخ.
وفي 24 شباط/ فبراير، دعا في بيان له الولايات المتحدة إلى "إجبار العالم على الاختيار بين التعامل التجاري مع روسيا وبين التعامل مع الولايات المتحدة".
وقدم عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري كريس ريستش في 15 شباط/ فبراير مشروع قانون لفرض عقوبات ثانوية على البنوك. ودعم رئيس لجنة البنوك في مجلس الشيوخ، الديمقراطي شيروود براون جهود الرئيس في العمل مع العالم بشكل أوسع واستخدامه القوي لسلطة العقوبات لشل القطاعات المصرفية والمالية الروسية، وذلك يحسب بيان من مكتبه، ولم يرد المتحدث باسمه على ما إن كان السيناتور يدعم مشروع القانون الذي تقدم به ريستش.
وقال فاديتش، إن اللغة الوحيدة التي يفهمها الكرملين هي الطاقة، حيث تركز جماعات اللوبي الأوكرانية على فرض عقوبات في المجالات المتعلقة بالوضع الاقتصادي والأمني الروسي.
الطاقة الأوكرانية
وتمثل جماعات الطاقة الأوكرانية نسبة الثلثين من جهود اللوبي في الولايات المتحدة التي وصلت إلى مليوني دولار العام الماضي، بحسب وثائق قانون تسجيل العملاء الأجانب. وقد أنفقت دول أخرى مبالغ أكبر، فروسيا أنفقت في العام الماضي 35 مليون دولار في جهود اللوبي بالولايات المتحدة.
وواجهت أوكرانيا في السابق معوقات بسبب الدور الذي لعبته في السياسة الأمريكية أثناء إدارة دونالد ترامب.
وأدى دخول جو بايدن السباق الرئاسي، إلى عودة الأسئلة حول دور ابنه هانتر في أوكرانيا، عندما عمل لفترة قصيرة في شركة الغاز "بوريسما غروب".
وفي تلك الفترة، كان والده نائبا للرئيس باراك أوباما. وقام بايدن بزيارات عدة إلى أوكرانيا بصفته نائبا للرئيس، وذلك للضغط على حكومة كييف بمكافحة الفساد ودعوته للإطاحة بالنائب العام السابق فيكتور شوكين، الذي حقق في مجموعة بوريسما.
وزعم روديو جولياني، المستشار السابق لترامب، أن رحلات بايدن لمكافحة الفساد قصد منها حماية ابنه هانتر.
وقال بايدن إنه لم يرتكب خطأ، ولم يعثر المحققون الأوكرانيون على أدلة تشير إلى أن هانتر أو والده ارتكبا أخطاء.
وتركزت محاكمة ترامب في الكونغرس عام 2019 على مكالمة هاتفية طلب فيها من الرئيس زيلينسكي التحقيق في أمر هانتر بايدن.
اقرأ أيضا: صحيفة: الثلاثي المؤثر على كييف هم بريطانيا وأمريكا وتركيا
وتزامن الطلب لتعليقه ولفترة قصيرة الدعم العسكري لأوكرانيا. وحوكم ترامب في مجلس النواب عام 2019، وبرأه مجلس الشيوخ عام 2020.
وقال عضو في اللوبي: "لم نكن ناشطين جدا ولكن كانت هناك وصمة". وعلى مدى السنوات السابقة جمعت جماعات الضغط آلاف الأسماء للتواصل معها، ومعظمها عناوين بريدية إلكترونية لمسؤولين حكوميين وصحافيين ومراكز أبحاث، وذلك بحسب وثائق قانون تسجيل العملاء الأجانب التي حللها معهد كوينسي.
وفي حالة "نورد ستريم2"، ناقشت جماعات اللوبي أن خط الغاز هو تهديد للأمن القومي الأوكراني سمح لروسيا بتجاوز أوكرانيا، بحيث لم تعد لديها حاجة للحفاظ على علاقات صداقة مع كييف.
وبعد بداية حملة الضغط صوت الكونغرس على عقوبات تتعلق بخط الغاز عام 2019 و2020. ولكن الموقف الأمريكي تغير مع وصول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض.
وفي أيار/ مايو، تنازلت الإدارة عن العقوبات التي طلبها الكونغرس. وقال أنتوني بلينكن وزير الخارجية، إن العقوبات تظهر التزام الإدارة لأمن الطاقة في أوروبا، وهي متساوقة مع إعادة العلاقات مع الشركاء في أوروبا.
وقال فاديتش إن إدارة بايدن أرادت وضع روسيا وأوكرانيا جانبا لاعتقادها بأن الصين هي مصدر الإزعاج.
وقالت جماعة ضغط أخرى إن الإدارة مررت الرسالة ذاتها عن الحاجة لمواجهة الصين.
وأدى غزو أوكرانيا الشهر الماضي إلى قرار ألماني علق فيه مشروع "نورد ستريم 2"، وأتبعته إدارة بايدن بفرض عقوبات.
وقالت جماعات الضغط إن وضع أوكرانيا كبلد دمرته الحرب، ويدافع عن الديمقراطية، فتح لهم أبوابا لم تكن متيسرة في الماضي.
وقاد زيلينسكي (44 عاما) الكوميدي السابق، جهود تعبئة الدعم الدولي.
وقال بريت بروين، مدير شركة الإستشارة الدولية "غلوبال سيتيويشن روم" والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي: "انتفع سابقا بكونه شخصا قادرا على خلق قصة قوية".
وفي كل مرة ظهر فيها عبر الفيديو حاول تحويل الأمر إلى قصة شخصية، ففي خطاب له أمام البرلمان الألماني يوم الخميس، دعا زيلينسكي ألمانيا إلى تحطيم "الجدار" الذي بنته روسيا مع أوروبا.
وذكر الكونغرس الأمريكي في الأسبوع الماضي أن الهجوم على أوكرانيا يشبه الهجوم الياباني على بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية.