سياسة دولية

استمرار طرد الدبلوماسيين الروس من أوروبا.. وموسكو تتوعد

ارتفعت وتيرة طرد الدبلوماسيين من أوروبا بعد اتهام موسكو بارتكاب مجازر قرب كييف - الأناضول
ارتفعت وتيرة طرد الدبلوماسيين من أوروبا بعد اتهام موسكو بارتكاب مجازر قرب كييف - الأناضول

واصلت الدول الأوروبية طرد الدبلوماسيين الروس عقب اتهام موسكو بارتكاب مجازر قرب كييف، ما يمثل مزيدا من تدهور العلاقات مع روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.


وقررت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك والسويد وإسبانيا طرد نحو 150 دبلوماسيا روسيا في أقل من 48 ساعة.


وأعرب الغربيون عن غضبهم نهاية الأسبوع الماضي بعد العثور على عشرات الجثث في ثياب مدنية في بوتشا شمال غرب كييف، عقب انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة. 


من جهتها نفت روسيا "قطعا" تورطها، منددةً بصور "مفبركة"، تهدف إلى تشويه صورة الجنود الروس.


وعقب ورود أنباء عن العثور على القتلى في بوتشا، أعلنت ليتوانيا طرد السفير الروسي "ردا على العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا التي تتمتع بالسيادة والفظائع التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية". 


وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك في اليوم نفسه طرد بلادها لـ"عدد كبير" من الدبلوماسيين الروس في برلين. وأفادت معلومات تلقتها وكالة فرانس برس أن عددهم يصل إلى أربعين.


وشددت بيربوك على أن هؤلاء الموظفين في السفارة الروسية يشكلون "تهديدا للذين يبحثون عن حماية عندنا".


وبعد دقائق، أعلنت فرنسا طرد 35 دبلوماسياً روسياً "تتعارض أنشطتهم مع مصالحها"، بحسب مصدر مقرب من وزارة الخارجية الفرنسية، موضحةً أن "هذا الإجراء جزء من نهج أوروبي".


كذلك أعلن وزير الخارجية الدنماركي ييبي كوفود صباح الثلاثاء، أن بلاده قررت طرد 15 دبلوماسياً روسياً "قاموا بأنشطة تجسس على الأراضي الدنماركية". 


وأعلنت السويد الثلاثاء طرد ثلاثة دبلوماسيين روس. ثم قررت إسبانيا طرد نحو 25 دبلوماسيًا روسيًا "بمفعول فوري" لأنهم يشكلون "تهديدا لمصالح البلاد"، قبل أن تقرر إيطاليا في وقت لاحق طرد 30 آخرين. 


وكانت عدة دول أوروبية اتخذت تدابير مماثلة، حيث أعلنت بلجيكا، في 29 آذار/مارس طرد 21 شخصا يعملون في السفارة والقنصلية الروسيتين خلال مهلة 15 يوماً، للاشتباه بضلوعهم "في عمليات تجسس تهدد الأمن القومي".


وفي اليوم نفسه، قررت هولندا طرد 17 شخصا "معتمدين كدبلوماسيين في البعثات الروسية في هولندا" لكنهم "ينشطون بشكل سري كضباط استخبارات".


 في 23 آذار/مارس، أعلنت بولندا على لسان وزير الداخلية ماريوس كامينسكي، طرد "45 جاسوساً روسياً ينتحلون صفة دبلوماسيين".


ووفقا لإحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية، تم طرد نحو 260 دبلوماسيا روسيا من مختلف دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الغزو الروسي. في المقابل ندّد الكرملين الثلاثاء بـ "ضيق البصيرة" الأوروبية. 

 

الرد الروسي


في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات إعلامية: "هو أمر مؤسف. فالحد من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة، ينم عن "ضيق بصيرة من شأنه أن يعقد أكثر العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي""، محذرا من أن "ذلك سيؤدي حتماً إلى إجراءات انتقامية".


من جانبها، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قرار برلين طرد دبلوماسيين روس.


وقالت لوكالة "تاس" في ردها على سؤال ذي صلة: "سنرد أيضا على هذا العمل الشرير للآلة السياسية الألمانية".


وحول عمليات الطرد الأخيرة، قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف إن روسيا سترد بشكل متناسب على طرد دبلوماسييها من عدد من الدول الغربية.


وقال ميدفيديف في تدوينة على قناته على "تليغرام": "الكل يعرف الإجابة: ستكون متناظرة ومدمرة للعلاقات الثنائية".

 

اقرأ أيضا: وساطة تركية لـ"تحرير ماريوبول" وأوروبا تطرد دبلوماسيين روسا

وتساءل ميدفيدف قائلا: "من عاقبوا؟ أولا وقبل كل شيء، عاقبوا أنفسهم".


وتابع ميدفيديف: "إذا استمر هذا، فسيكون من المناسب، كما كتبت في 26 شباط/ فبراير، إغلاق الباب في وجه السفارات الغربية. سيكون أرخص للجميع، وبعد ذلك سننتهي بالنظر إلى بعضنا البعض بأي طريقة أخرى حتى من خلال المناظير".


التعليقات (0)