هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتجه تركيا واليونان إلى تحسين العلاقات بينهما بعد سنوات من التوتر في شرق المتوسط وبحر إيجة.
والأحد الماضي، وصل رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى تركيا، والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتأتي الزيارة بالتزامن مع توتر الساحة الدولية بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا.
وأشادت وسائل إعلام يونانية وتركية بأجواء الزيارة ووصفتها بـ"الإيجابية"، مشيرة إلى عقد لقاء مرتقب في نيسان/ أبريل المقبل لبحث سبل تعزيز الثقة بين البلدين.
وقالت صحيفة " Eleftheros Tipos" اليونانية إنه من الممكن عقد اجتماع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين أنقرة وأثينا، مرة أخرى في نيسان/ أبريل المقبل، في حال تمت المحافظة على الأجواء الإيجابية التي تسود علاقات البلدين.
من جانبها، أكدت صحيفة "Kathimerini" على ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين البلدين، لافتة إلى وجود مجالات لتحسين علاقات أنقرة وأثينا بالرغم من وجود خلافات بينهما.
وأوضحت أن التعاون التركي اليوناني لن تقتصر آثاره الإيجابية على البلدين فقط، بل ستشمل كافة منطقة شرقي البحر المتوسط.
اقرأ أيضا: أردوغان يلتقى رئيس الوزراء اليوناني لإصلاح العلاقات
صحيفة "ملييت" التركية، ذكرت أنه تم اتخاذ خطوات مهمة مع أرمينيا واليونان، الجارتين التاريخيتين، في إطار تحسين العلاقات بين تركيا وبعض الدول التي واجهت معها مشاكل في السابق.
وبين الأعوام 2002 و2016 عقدت 60 جولة من المحادثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، لكنها توقفت بسبب مواقف رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس.
واستؤنفت المحادثات بين البلدين بعد توتر كبير في شرق المتوسط وبحر إيجة، عام 2021، وعقدت الجولة الـ61 بعد انقطاع في إسطنبول، تلتها الـ62 في أثينا، ثم جولة استكشافية في أنقرة، وعقدت المحادثات الـ64 في أثينا في 22 شباط/ فبراير الماضي.
وكشفت "ملييت" عن مشاريع يعتزم البلدان تنفيذها في حال سادت الأجواء الإيجابية بينهما في الفترة المقبلة.
وأوضحت أن البلدين يعتزمان زيادة حجم التبادل التجاري إلى سبعة مليارات دولار ثم عشرة مليارات دولار أمريكي.
وتابعت بأن المشاريع المنوي تنفيذها، تشمل البدء بإطلاق رحلات بحرية لنقل البضائع والركاب بين إزمير (التركية) وسالونيك (اليونانية)، بالإضافة إلى إنشاء خط قطار سريع بين إسطنبول وسالونيك، وبناء جسر طريق سريع ثان عند معبر إيبسالا-كيبي الحدودي، وزيادة رحلات الطيران بين البلدين.
وأشارت إلى أن البلدين يعتزمان حل المشاكل المتعلقة بمواطني تركيا من أصل يوناني ممن يعيشون في إسطنبول، والأقلية التركية في تراقيا الغربية، وأتراك اليونان الذين يعيشون في دوديكانيز اليونانية، لا سيما المتعلقة بحرية التعليم والدين.
ويشمل ذلك الحفاظ على التراث الثقافي التركي العثماني في اليونان، والتراث الثقافي اليوناني في تركيا.
وبعد لقائه أردوغان توجه ميتسوتاكيس إلى إسطنبول والتقى بطريرك فنار للروم الأرثوذكس، بارثولوميو.
وقال ميتسوتاكيس، إنه خلال لقائه مع الرئيس أردوغان في إسطنبول، تم إرساء الأسس لتحسين العلاقات الثنائية.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء اليوناني، أكد ميتسوتاكيس خلال لقائه مع بطريرك فنار للروم الأرثوذكس بارثولوميو أن أجواء إيجابية سادت اجتماعه مع أردوغان.
وأضاف: "يواجه البلدان خلال هذه الفترة العديد من المشاكل المشتركة.. اتفقنا أن من الأهمية بمكان التركيز على المشاكل التي توحدنا عوضا عن تلك التي تفرقنا".
وأشار إلى أنه تم التأكيد على إنشاء أجندة إيجابية في العديد من القضايا، لا سيما الاقتصاد، وقال: "أعتقد أنه يمكننا إحراز تقدم كبير في الأشهر المقبلة، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإنه يمكننا في الخريف عقد مجلس التعاون رفيع المستوى في اليونان".
ولفت إلى أن ثمة خلافات في وجهات النظر بين تركيا واليونان لا يمكن التوافق عليها خلال وقت قصير.
وأردف: "أعتقد أننا وضعنا الأسس لتحسين العلاقات الثنائية والتعاون لا سيما في ما يتعلق بالمشكلات الكبرى التي نواجهها حاليا. شاهدتم مجددا اليوم الصور المأساوية للمدنيين وهم يلقون مصرعهم في أوكرانيا، هذا ما يجب أن يشغلنا".