هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوردت وسائل إعلام إيرانية، مساء الخميس، أنباء عن إنجاز صياغة الاتفاق النهائي بشأن النووي الإيراني، مع تقدم المفاوضات.
وذكر مصدر إيراني مواكب للمفاوضات بشأن الملف النووي، أنه "تمت صياغة الاتفاق النهائي بين إيران والدول الست، وتبقّى مسألة الضمانات النووية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكد الصحفي المقرب من الخارجية الإيرانية، رضا عباسي، المعلومات ذاتها، موضحا أنه تم التوصل إلى التفاهمات الضرورية في فيينا.
وقال إنه "إذا كانت نتائج زيارة غروسي إيجابية، فإنه ومجموعة الدول الست سيعلنون الاتفاق رسميا خلال مؤتمر صحفي".
اقرأ أيضا: الشورى الإيراني يحدد 6 شروط للعودة إلى اتفاق النووي
ويقوم المدير العام لوكالة الطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، بزيارة إلى إيران بالوقت الحالي.
وكان صحفي مقرب من الوفد الإيراني قال إن هناك مؤشرات على أن الأزمة الأوكرانية أجبرت الولايات المتحدة على التراجع عن نهجها المتشدد في المفاوضات، وأشار عبر "تويتر" إلى أن واشنطن تبدي مرونة أمام شروط إيران.
— رضا عباسی (@RezaAbbasi23) March 3, 2022
ولم تعلق الدول الست المفاوضة في فيينا على الأنباء الإيرانية هذه حتى الآن.
إيران: بحاجة لجهد إضافي
وقالت إيران الخميس، إن هناك حاجة إلى بذل "جهد إضافي" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 مع القوى العالمية وإنه ما زالت هناك قضايا عالقة لا بد من معالجتها، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده على "تويتر": "محادثات فيينا ستتواصل. الأخبار الجيدة السابقة لأوانها لا تعوض التوصل لاتفاق جيد".
وتابع: "لا يمكن لأحد القول إن الاتفاق تم حتى يتم حل كل القضايا العالقة. هناك حاجة لجهد إضافي".
— Saeed Khatibzadeh | سعید خطیبزاده (@SKhatibzadeh) March 3, 2022
الخارجية الأمريكية
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس، إن هناك تقدما كبيرا في المحادثات النووية مع إيران وإن القوى العالمية، ربما تكون على وشك التوصل إلى اتفاق مع طهران، لكن عددا من القضايا الصعبة لا تزال دون حل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر للصحفيين، إنه لن يكون هناك اتفاق ما لم تُحل هذه القضايا سريعا.
عرض إيراني مرتبط بالنفط
وأكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي، قدرة بلاده على تحقيق طاقاتها الإنتاجية القصوى خلال شهر أو شهرين في حال رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها بنتيجة المباحثات الجارية لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وأتى موقف الوزير الذي تعد بلاده من الأغنى عالميا في مجال الطاقة، في وقت تسجل فيه أسعار النفط والغاز ارتفاعا حادا على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا.
وتخطى سعر خام غرب تكساس الوسيط 115 دولاراً للبرميل، بينما اقترب برنت من 120 دولاراً، وهي مستويات لم تشهد الأسواق مثلها منذ أعوام عدة.
وقال أوجي إن "إيران قادرة على زيادة إنتاجها وصادراتها إلى مستوى ما قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2018"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" الخميس.
وتخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، مباحثات في فيينا بهدف إحياء اتفاق العام 2015. وتشارك الولايات المتحدة في المباحثات بشكل غير مباشر.
اقرأ أيضا: قفزة بأسعار النفط.. واتفاق سعودي- روسي حول زيادة الإنتاج
ويؤكد المعنيون أن المباحثات حققت تقدما كبيرا وبلغت مرحلة حاسمة، لكن مع تبقي بعض القضايا العالقة.
وقال أوجي في تصريحاته: "أعد ببلوغ القدرة التصديرية الأعلى للنفط من الآن وحتى شهر أو شهرين ما أن نحصل على الضوء الأخضر من فيينا".
وأكد أن إيران "قادرة تقنيا وعمليا على تثبيت حصتها من الصادرات في الأسواق العالمية بعد رفع العقوبات".
وكان أوجي أشار في تصريحات سابقة في شباط/ فبراير، إلى أن إيران قادرة على تصدير 2,5 مليون برميل يوميا، وإنتاج زهاء أربعة ملايين، وفق ما أوردت وكالة "شانا" التابعة للوزارة.
ولدى إيران ثالث احتياط مثبت من النفط عالميا، وكانت تحتل في 2020، المركز الخامس بين المنتجين ضمن منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك).
وتأتي تصريحات أوجي غداة اتفاق السعودية وروسيا وكبار منتجي النفط الآخرين على الإبقاء على نهج الزيادة التدريجية للإنتاج رغم ارتفاع الأسعار.
وقرر اجتماع الدول الـ23 المنضوية في تحالف أوبك بلاس "إعادة تأكيد خطة تعديل الإنتاج (...) برفع الكمية الإجمالية للإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا لشهر نيسان/ أبريل".
وقاوم التحالف حتى الآن ضغوطا من كبار مستهلكي النفط مثل الولايات المتحدة، من أجل زيادة أكبر في الإنتاج في وقت يواجه فيه بعض أعضائه على غرار نيجيريا وأنغولا صعوبات للوفاء بإنتاج حصصهم.
وتعليقا على قرار "أوبك+"، أكد أوجي أن التحالف "يراقب الأسواق عن قرب"، مشيرا إلى أن جزءا من الاضطراب الراهن سببه "خطوات سياسية وقرارات من بعض الدول التي تفرض عقوبات على منتجي نفط أساسيين من جهة، ومن جهة أخرى تتسبّب بحروب في مختلف أنحاء العالم".
وكانت منظمة "أوبك" قد خفضت الإنتاج بشكل كبير العام 2020 مع تفشي جائحة كوفيد-19 في أنحاء العالم، ما أدى إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار.