هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الأجانب المقيمين في أوكرانيا لاسيما الأفارقة، يواجهون معاملة سيئة وقاسية من قبل السلطات الأوكرانية، أثناء محاولتهم الفرار من البلاد تجاه دول الاتحاد الأوروبي المجاورة بعد بدء الغزو الروسي على البلاد.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بحسب ما ترجمت "عربي21"، أن عددا كبيرا من الأفارقة الذين كانوا يعيشون في أوكرانيا، علقوا لأيام عند المعابر المؤدية إلى دول الاتحاد الأوروبي وسط البرد ودون طعام أو مأوى، مشيرة إلى أن السلطات الأوكرانية احتجزتهم ودفعتهم إلى نهايات طوابير طويلة وضربتهم، في حين سمحت للأوكرانيين بالمرور.
من جانبها، أوضحت وكالة الأمم المتحدة للاجئين، أنه وفي الأيام الخمس الأولى للغزو الروسي على أوكرانيا فر ما لا يقل عن 660 ألف شخص من البلاد، من بينهم مهاجرين من أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى، وفق ما نشرته الصحيفة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة بعض الشهادات المباشرة من المعابر، وفي هذا الصدد، أكدت الطبيبة النيجيرية "شيناي مباجوو"، أنها أمضت أكثر من يومين عالقة عند المعبر الحدودي بين بولندا وأوكرانيا في بلدة ميديكا، منوهة إلى أن الحراس كانوا يسمحون للأوكرانيين بالعبور لكنهم يمنعون الأجانب من ذلك.
وأضافت شيناي: "حرس الحدود الأوكرانيين كانوا يضربون الناس بالعصي، ويمزقون ستراتهم، ويصفعونهم ويدفعونهم إلى نهاية الطابور، لقد كان الأمر مروعا، هم يقولون أن النساء والأطفال فقط هم الذين يمكنهم المرور لكنهم كانوا يسمحون لبعض الرجال الأوكرانيين بالمرور، وكلما حاولت سيدة سوداء المرور، قالوا "نساؤنا أولا".
واشتكت الطبيبة النيجيرية قلة النوم الذي تتعرض له خلال تواجدها في المعابر، مشيرة إلى أنهم كانوا بلا مأوى ولا طعام والثلوج كانت تتساقط بكثافة.
اقرأ أيضا: إحباط محاولة لاغتيال زيلينسكي..وإنزال جوي روسي في "خاركيف"
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن طالب الطب التونسي الفرنسي أحمد حبوبي، قوله إنه طُلب من جميع الرعايا الأجانب، بمن فيهم الأفارقة، الذهاب إلى بوابة واحدة عند معبر ميديكا من أوكرانيا إلى بولندا، موضحا أن البوابة لم تكن تسمح بخروج سوى أربعة أشخاص كل ساعتين، في حين يسمح للأوكرانيين بالمرور بحرية تامة عبر بوابة أخرى.
وأكد التونسي أحمد حبوبي، أنه تعرض للضرب من قبل الجيش الأوكراني لدرجة أنه أصبح لا يقدر على المشي بشكل صحيح، مشيرا إلى أنه نقل إلى المستشفى فور دخوله الأراضي البولندية.
وقال حبوبي: "لقد تم معاملتنا كالحيوانات ولا يزال هناك آلاف الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل هناك".
وفي سياق متصل، أوضح طالب طب من غينيا، أنه تعرض لمعاملة سيئة عند العبور من أوكرانيا إلى بلدة سيريت الرومانية مشيرا إلى أنه تم توجيه آلاف الأجانب إلى بوابة مغلقة بشكل جزئي، بينما تم فتح بوابة أخرى مخصصة للأوكرانيين وتدفق الناس عبرها.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية قصصا مشابهة لمغاربة قالوا إنهم تعرضوا لمعاملة سيئة وقاسية وأن أحد حراس الحدود أطلق النيران في الهواء لدفعهم إلى التراجع عن البوابة.
وكردة فعل متوقعة، أصدر الاتحاد الأفريقي، بيانا، أدان من خلاله معاملة الأفارقة الفارين من أوكرانيا، وجاء في البيان: "التقارير التي تفيد بأن الأفارقة ينفردون بمعاملة مختلفة وعنصرية غير مقبولة هذا انتهاك لحقوق الإنسان وللقانون الدولي".
بدوره، نفى نائب وزير الداخلية الأوكراني، "أنطون هيراستشينكو" أن تكون بلاده تعرقل خروج الأجانب، مدعيا أنهم يخرجون النساء والأطفال أولا وبعد ذلك يأتي دور الرجال، وزاعما أنهم يخططون لإخراج جميع الأجانب بما فيهم السود دون عوائق.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة، أعلنت قبل أيام عن تواجد أكثر من 470 ألف مواطن أجنبي في أوكرانيا، بمن فيهم عدد كبير من الطلاب الأجانب والعمال المهاجرين، لافتة إلى أنه وصل ما لا يقل عن 6000 شخص منهم إلى مولدوفا وسلوفاكيا وحدهما على مدى الأيام الخمسة الماضية، في حين وصل عدد لا بأس به إلى بولندا.
وكانت منظمات الإغاثة المحلية في بولندا، أكدت أن بعض الأجانب الذين وصلوا إلى البلاد قادمين من أوكرانيا كانوا منهكين ومتعبين جدًا، وقد نقل بعضهم مباشرة إلى المستشفيات بسبب إصاباتهم.