هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي ديفيد سانغر، قال فيه؛ إنه في اللحظات الحاسمة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في عناوين الأخبار قبل شهرين، عمل الرئيس بايدن ومساعدوه على فضح خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية حول خطواته التالية، وتم وصفه بأنه "معتدٍ".
وكشفت
الإدارة الأمريكية عن معلومات لم يكن من الممكن الحصول عليها إلا من خلال اختراق
الأنظمة العسكرية والاستخباراتية الروسية، إلى حد ما على الأقل، كما أعلن
البنتاغون علنا أن القوة التي كان بوتين يجمعها على ثلاثة جوانب من أوكرانيا ستصل
إلى 175000 أو أكثر قبل بدء الغزو، وهذه معلومات لا يمكن للمرء أن يميزها من النظر
إلى صورة من الأقمار الصناعية.
وقالت
إدارة بايدن إن موسكو ستحاول القيام بعمل مستفز "هجوم علم زائف" على
قواتها أو حلفائها لخلق ذريعة للتحرك. ثم شجعت واشنطن البريطانيين على الكشف عن
خطة روسية لتنصيب حكومة تتلاعب فيها في كييف.
ورأت
"نيويورك تايمز" أن جميع خطوات الإدارة الأمريكية، كانت جزءا من
استراتيجية للتقدم على الروس في مجال تميزت فيها موسكو منذ فترة طويلة: حرب
المعلومات، لكن الإفصاحات أثارت أيضا مسألة ما إذا كانت الإدارة، في محاولة لتعطيل
تصرفات موسكو من خلال الكشف عنها مسبقا، تردع الإجراء الروسي أو تحفزه.
اقرأ أيضا: NYT: الصين شريان حياة لبوتين بصراعه مع أمريكا حول أوكرانيا
واعتبرت
أن هدف الإدارة هو عزل الروس عند كل منعطف من خلال كشف خططهم وإجبارهم على التفكير
في استراتيجيات بديلة، لكن هذا النهج قد يستفز بوتين في الوقت الذي يعتقد فيه
مسؤولو المخابرات الأمريكية أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيغزو أم لا.
وأضافت:
"عادة ما تكون الديمقراطيات سيئة في حرب المعلومات، ويصر المسؤولون الأمريكيون
على أن هناك فرقا بين ما يفعلونه والفنون المظلمة التي اشتهر بها بوتين".
وأشارت
إلى أن روسيا غالبا ما تخلق رواياتها، وليس لدى مسؤوليها مشكلة في الكذب الصريح،
كما فعلوا عندما اخترع بوتين ذريعة لضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وعندما أرسل
عملاء المخابرات لاستخدام غاز الأعصاب ضد الزعيم المعارض الروسي أليكسي نافالني
وأحد الجواسيس السابقين في بريطانيا، وشن سلسلة من الهجمات الإلكترونية على
أمريكا.
ويصر
المسؤولون على أن التحذيرات الأمريكية والبريطانية مستمدة مما يرون أنه سيل موثوق
من التقييمات الاستخباراتية، وقد تم دعمها بتصوير الأقمار الصناعية التجارية
ومنشورات تويتر التي تظهر قوة هائلة تتجمع على حدود أوكرانيا.
ويرفض
المسؤولون الحديث عن كيفية حصولهم على المعلومات الأساسية حول خطط روسيا، لكن
العديد من الإفصاحات أثارت نقاشات حول ما إذا كانت أمريكا أو حلفاؤها يخاطرون بكشف
مصادرهم وأساليبهم، وهي أثمن مورد في عالم الاستخبارات.
ونقلت
"نيويورك تايمز" عن بول كولبي، الرئيس السابق لقسم وسط أوراسيا في وكالة
المخابرات المركزية، الذي عمل في روسيا في الفترة التي صعد فيها بوتين وهو يدير
الآن مشروع الاستخبارات في جامعة هارفارد، قوله؛ إنه "بغض النظر عن كيف ستسير
الأمور، فإن هذه الحالة تعتبر جيدة لدراسة الاستخدام الاستباقي للمعلومات
الاستخباراتية".
وأضاف:
"مصدر قلق زيلينسكي مفهوم، فهو لا يريد أن يزعج شعبه، أو أن ينهار سوق الأسهم
الأوكرانية، أو يشاهد المستثمرين والمديرين التنفيذيين الأجانب يتسابقون إلى
المطار.
اقرأ أيضا: الاحتلال يلغي صفقة عسكرية مع أوكرانيا خشية غضب روسيا
واعترضت
القيادة الأوكرانية على التوصيف الأمريكي بأن الغزو "وشيك" أو حتى محتمل،
حيث اشتكى الرئيس فولوديمير زيلينسكي قبل أيام، كما أوضح لبايدن في مكالمة هاتفية
الأسبوع الماضي، وقد خفف مساعدو بايدن في مجال التواصل الأمر قليلا، وأسقطوا كلمة
"وشيك" من تحذيراتهم من غزو روسي.
واعترفت
السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، خلال إفادة صحفية: "توقفنا عن
استخدامه لأنني أعتقد أنه بعث برسالة لم نكن ننوي إرسالها، وهي أننا علمنا أن
الرئيس بوتين قد اتخذ قرارا".
لكن
مسؤولين آخرين في الإدارة قالوا إنهم اعتقدوا أنهم رأوا مؤشرات على أن بوتين نفسه
قد تفاجأ بعض الشيء بسبب مقاربة أمريكا العدوانية. وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء،
اتهم البيت الأبيض بإحياء استراتيجية الاحتواء للحرب الباردة، ثم قال إنه يعتقد
أن إدارة بايدن كانت تحاول دفعه إلى الهجوم، كذريعة لفرض عقوبات.
ورأى
بعض الخبراء الروس داخل وخارج الحكومة أنه بينما يسعى بوتين إلى احترام روسيا كقوة
عظمى واهتمام حقيقي باحتياجاته الأمنية، ومن غير المرجح أن ترضيه مفاوضات مطولة
حول معاهدات جديدة للحد من التسلح أو قيود متبادلة على تحركات القوات والتدريبات،
خاصة أنه يريد تنازلات ملموسة الآن، قبل أن يتمكن من الانسحاب من الحدود.
وأكد
العديد من مسؤولي الإدارة أنهم يعتقدون أن اهتمام بوتين بالدبلوماسية هو تكتيكي
بحت ومؤقت. إنهم يشتبهون في أنه لم يتم حشد كل قواته بعد، وقد لا يرغب في إغضاب
الرئيس الصيني شي جين بينغ من خلال الغزو، في وقت تبدأ فيه دورة الألعاب الأولمبية
الشتوية في بكين.