سياسة دولية

هجمات الأبقار قضية ساخنة تتبناها المعارضة بانتخابات الهند

يقوم العديد من المزارعين بحراسة حقولهم ليل نهار من هجمات الأبقار- جيتي
يقوم العديد من المزارعين بحراسة حقولهم ليل نهار من هجمات الأبقار- جيتي

تشكل الأبقار في الهند مصدر خطر جسيم على حياة المزارعين وعائلاتهم، في أعقاب تكاثرها بشكل كبير، على إثر حملة قادتها الحكومة التي يسيطر عليها حزب بهارتيا جاناتا اليميني، لحظر عمليات ذبح الأبقار.


وأصبحت مشكلة الأبقار قضية ساخنة في الانتخابات التي ستبدأ في العاشر من شباط/ فبراير المقبل، بعد أن تبنت أحزاب معارضة القضية، وجعلت إيجاد حل لها على سلم أولوياتها.


ويعتبر الهندوس البقرة حيوانا مقدسا، ولكن حتى أمد قريب، كان العديد من المزارعين يأخذون أبقارهم المتقدمة في السن إلى المسالخ.


ويقول شيف بوجان، لـ"بي بي سي"، وهو أحد مزارعي الأرز في ولاية أتر برديش الشهيرة بالزراعة: "كنا نبيع أبقارنا بمجرد أن يجف حليبها، أو أن تصبح غير قادرة على حرث الحقول، كان ذلك بمنزلة مدخراتنا تحسبا لأوقات الشدة".


لكن الحكومة الهندية التي يتزعمها حزب بهارتيا جاناتا الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي تزعمت حملة صارمة ضد ذبح البقر، تماشيا مع أجندة الحزب الهندوسية اليمينية، وأضحت تلك الممارسة مخالفة للقانون في 18 ولاية، بما فيها أتر برديش.


وعلى إثر الحملة، أمر رئيس وزراء الولاية، يوغي أديتيانات، وهو زعيم متشدد بحزب بهارتيا جاناتا، بإغلاق مسالخ مخالفة للقانون مزعومة منذ أن تولى السلطة في عام 2017، رغم أن ذلك كان يمثل مصدر دخل كبير للولاية، التي تعد مصدّرا رئيسيا للحوم البقر.

 

اقرأ أيضا: مديرة بـ"هيومن رايتس" تتعرض للتجسس من "بيغاسوس" الإسرائيلي

وأغلب تجار الماشية من المسلمين أو من طبقة "الداليت" المنبوذة، وقد تعرضوا للهجوم والقتل من قبل متطرفين هندوس، عادة ما يكونون على صلة بحزب بهارتيا جاناتا الحاكم أو جماعات يمينية محلية.


وعلى إثر الهجمات، ترك العديد منهم تجارتهم خوفا على حياتهم. ويضطر المزارعون الآن إلى إطلاق أبقارهم الكبيرة في السن أو غير المنتجة، لتسرح في الأحراش القريبة من حقولهم.


وعادة ما تهيم تلك الأبقار الشاردة على وجهها في البلدات والقرى بولاية أتر برديش، ويقول المزارعون والسكان المحليون؛ إنها تتحول إلى حيوانات جائعة وشرسة، تهاجم المنازل والمزارع، وقد تقتل أو تتسبب بحوادث طرق، أو تهلك المحاصيل.

 

ويقوم العديد من المزارعين بحراسة حقولهم ليل نهار من هجمات الأبقار، حيث يشكلون مجموعات تتناوب على حراسة الحقول خلال الليل، رغم برودة الجو وخطر التعرض للدغات الثعابين.


وقد تبنت القضية أحزاب المعارضة في أتر برديش، وهي ولاية زراعية بالأساس يشكل فيها الفلاحون كتلة انتخابية مهمة للغاية.


لكن سمير سينغ المتحدث باسم الولاية التي تسيطر عليها حكومة تابعة لحزب بهارتيا جاناتا؛ إن الحكومة تعكف على "صياغة استراتيجيات جديدة" للتعامل مع المشكلة.


ويضيف: "لا ينبغي أن توصف بالأبقار الشاردة، فالحيوان نفسه جزء من الثقافة الهندوسية. نحن لا نترك شيوخنا يموتون لأنهم بلغوا من الكبر عتيا، فكيف لنا أن نترك أبقارنا تموت في الطرقات؟".

التعليقات (0)