هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعززت حملة تجريد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير من لقب الفروسية، بعد مزاعم "مدمرة" من وزير دفاعه، عن دوره غير القانوني في الحرب على العراق عام 2003.
وكشف وزير الدفاع الأسبق، جيف هون، في كتاب أصدره، ونشرت "ديلي ميل" مقتطفات منه الثلاثاء، أن بلير أمره بحرق مذكرة سرية تقول إن غزو العراق عام 2003 قد يكون غير قانوني.
وظهر ادعاء هون في عام 2015، ووصفه بلير حينها بـ "الهراء"، لكن هون، الذي كان مسؤولاً عن الدفاع عندما بدأت الحرب، يصر على أن المزاعم كانت صحيحة، وقد قدم الآن رواية مثيرة عن المذكرة التي جرى إخفاؤها.
وقال هون إنه بعد كشف محتوى الوثيقة المذكورة، أمر بلير بحرقها، لكن وزارة الدفاع تحدت قرار رئيس الوزراء حينها، من خلال إيداع المذكرة في خزنة بدلاً من حرقها.
وتقول الوثيقة، إن بلير وقع "صفقة دم" مع جورج بوش لدعم الحرب قبل عام من اندلاعها، كما تتهم المكتب الصحفي رقم 10 التابع لرئاسة الوزراء، بالوقوف وراء تقارير سيئة السمعة، والتي بالغت في التهديد من جيش صدام حسين.
وعبر هون عن صدمته عندما طُلب منه تدمير نصيحة سرية من المدعي العام اللورد جولدسميث بشأن شرعية الحرب في الفترة التي سبقت القتال، وتكشف الوثيقة أن جولدسميث قال، إن الحرب يمكن أن تكون غير قانونية.
اقرأ أيضا: التايمز: أكثر من نصف مليون توقيع لسحب لقب "سير" من بلير
وجاءت هذه المزاعم في الوقت الذي اقترب فيه عدد الأشخاص الذين وقعوا على عريضة تطالب بسحب وسام الفروسية من بلير، وهو أقدم وسام الفروسية في بريطانيا.
ويقول هون، إن بلير ضلل الوزراء والبرلمان والجمهور لدعم حرب اعتبرها الكثيرون غير قانونية وجريمة.
ويدعم هون الادعاءات أن توني بلير وقع "صفقة دم" مع جورج دبليو بوش عندما التقيا في نيسان/ أبريل 2002 في مزرعة الرئيس في كروفورد ، تكساس ، لمناقشة الحرب مع العراق.
ولطالما نفى السير توني هذا الادعاء. وفي ذلك الوقت، قال إنه يسعى لحل دبلوماسي، لكن مذكرات البيت الأبيض المسربة أظهرت أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أكد لبوش قبل أسبوع من القمة أن "بلير سيكون معنا" إذا استمرت الحرب.
عريضة لسحب الوسام
في سياق متصل، وقع أكثر من 600 ألف شخص على عريضة تطالب بسحب وسام فارس من رئيس الوزراء البريطاني السابق السير توني بلير.
وحصل زعيم حزب العمال السابق، الذي كان في السلطة من 1997 إلى 2007، على وسام الشرف من الملكة في قائمة الشرف الصادرة للعام الجديد.
لكن العريضة تشكو من أن دوره في حرب العراق يجعله "مسؤولاً شخصياً" عن العديد من القتلى، وتتهمه بارتكاب "جرائم حرب".
وتقول العريضة إن السير توني "تسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لكل من دستور المملكة المتحدة ونسيج مجتمع الأمة أثناء توليه منصبه.
وأضافت: "لقد كان مسؤولاً شخصياً عن التسبب في مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء والمدنيين والجنود في نزاعات مختلفة. ولهذا وحده يجب أن يحاسب على جرائم الحرب".
وتابعت العريضة: "توني بلير هو الشخص الأقل استحقاقا لأي تكريم عام، ولا سيما أي شيء تمنحه جلالة الملكة".
وكان تقرير جون شيلكوت، رئيس اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق في ظروف وملابسات التدخل البريطاني في حرب العراق، قال عام 2016 إن توني بلير اختار الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، قبل استنفاد جميع الخيارات السلمية لنزع السلاح.
وأضاف التقرير أن التخطيط والاستعدادات للتعامل مع الوضع في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين كانت "غير كافية على الإطلاق".