هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على الرغم من عدم مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكن الحديث عن شخصيات محتملة لتولي المناصب الرئاسية لا يزال يأخذ مساحة واسعة في وسائل الإعلام المحلية.
ويجري الحديث حاليا عن الشخصيات التي من المحتمل أن تشغل منصب رئيس الجمهورية الذي درج العرف السياسي في العراق بعد عام 2003 أن يذهب إلى المكون الكردي، ومنصب رئيس مجلس الوزراء إلى الشيعة، ورئاسة البرلمان إلى المكون السني.
مرشح محتمل
وتعليقا على ذلك، قال البرلماني الكردي السابق أحمد الحاج رشيد لـ"عربي21" إن "الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني حاول بكل قوته للحصول على منصب رئيس الجمهورية عام 2018، لكنه لم يستطع وفاز برهم صالح بأغلبية الأصوات داخل البرلمان العراقي".
وأشار الحاج رشيد إلى أن "الاستحقاقات السياسية تجعل منصب رئيس الجمهورية من حصة الأكراد، لكن داخل هذا المكون يذهب الموقع إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، لأن هناك اتفاق على تقاسم المناصب الرئيسة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين".
وأوضح القيادي في "الجماعة الإسلامية" الكردية أن "رئيس إقليم كردستان العراق هو من نصيب الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، وبذلك يذهب منصب رئيس الجمهورية إلى الاتحاد الوطني الكردستاني".
ورأى الحاج رشيد أن "من الشخصيات الأوفر حظا حاليا لشغل هذا المنصب هو الرئيس العراقي الحالي برهم صالح، وأن أغلبية القوى السياسية من المكونين الشيعي والسني، إضافة إلى نصف قوى المكون الكردي يؤيدون بقاء برهم صالح في هذا المنصب".
وفي الوقت ذاته، تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، عدنان المفتي، بات المرشح الأقرب لشغل منصب رئيس جمهورية العراق خلفا للرئيس الحالي برهم صالح.
لكن عدنان المفتي، نفى في تصريحات لموقع "رووداو" الكردي، تلقيه أي طلب للترشح لتولي منصب رئاسة الجمهورية، بالقول: "لم يطلب أحد مني بشكل رسمي الترشح لتولي منصب رئيس الجمهورية"، مردفا أنه "سبق وأن أعلنت عدم رغبتي بتولي هذا المنصب".
وحول الشخصية التي قد تتولى المنصب، أوضح المفتي، الأربعاء، أن "حسم منصب رئاسة الجمهورية متوقف على اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني"، معربا عن أمله في أن يجري الاتفاق بين الجانبين بهذا الصدد.
منصب للكرد
وفي المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي من إقليم كردستان العراق، كفاح محمود، في حديث لـ"عربي21" إنه "حتى الآن لم يجر التطرق إلى موضوع اختيار مرشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولم يعلن الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني عن مرشح، ولا عن بدء المباحثات بخصوص ذلك".
ولفت محمود إلى أن "الحزبان الكرديان ينتظران تصديق المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات البرلمانية حتى يبدأ الجانبان التباحث بينهما بخصوص الموضوع، وكذلك بين باقي الأحزاب الكردية حول منصب رئيس جمهورية العراق".
ونوه الكاتب الكردي إلى أن "هذا المنصب كما اتفق في عام 2005 هو من حصة المكون الكردي، ولم يحدد الجهة سواء إلى الحزب الديمقراطي أو الاتحاد الوطني، كما أن منصب رئيس الوزراء من حصة الشيعة، ورئيس البرلمان يذهب إلى المكون السني".
وشدد محمود على ضرورة أن "يقر الجميع سواء الاتحاد الوطني أو بقية الأحزاب الكردية بأن هذا المنصب من حصة المكون الكردي، وليس من حصة حزب معين، وبناء على ذلك تذهب الأحزاب الكردية جميعها إلى الاتفاق على مرشح متفق عليه سواء من الاتحاد الوطني أو الديمقراطي الكردستاني فهذه ليست مشكلة".
وأردف الباحث، قائلا: "لكن المشكلة هو ظن البعض أن المنصب من حصة حزب معين، وأعتقد أنه في هذه الدورة لن يكون ذلك، وسيجري التوافق بين الحزبين الكرديين وبقية الأحزاب الأخرى على مرشح معين لشغل منصب رئيس الجمهورية".
مزاج البارزاني
وفي السياق ذاته، أكد وزير الاسكان والاعمار السابق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بنكين ريكاني، أن "أغلب القادة التاريخيين للاتحاد الوطني الكردستاني ومنهم عدنان المفتي هم قريبون من مزاج الزعيم مسعود البارزاني".
ورأى ريكاني خلال تصريحات، الثلاثاء، أن "هؤلاء القادة التاريخيين لديهم وعي كبير لطبيعة المرحلة، إضافة إلى فهمهم بالثقل الذي يمثله مسعود البارزاني، سواء على الصعيد الوطني العراقي أو على صعيد القضية الكردية".
وأشار إلى أن "التفاهمات بين الحزبين الكرديين قطعا ستؤدي إلى انتخاب شخصية جديدة لرئاسة الجمهورية غير برهم صالح، وهذه الشخصية يجب أن تحظى بقول الحزب الديمقراطي الكردستاني والزعيم البارزاني، لأنها شخصية ستمثل كل الكرد".
وفي تصريح سابق لـ"عربي21" قال الخبير القانوني، طارق حرب، إن "الانتخابات البرلمانية الأخير أفرزت لأول مرة كتلة شيعية واحدة كبيرة وهي التيار الصدري، وكذلك المكون السني لم يعد متفرقا مثل السابق، ولديهم الآن تحالف (تقدم) برئاسة محمد الحلبوسي".
اقرأ أيضا: سنة العراق يخوضون مباحثات تشكيل الحكومة بوفد مشترك
وتابع حرب قائلا: "كذلك الحال بالنسبة للأكراد فهم لم يعودوا متفرقين، لأن لديهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وحصل على عدد مقاعد أكبر من غيره".
وخلص الخبير العراقي إلى أن "الأمور حاليا تسير نحو تشكيل حكومة فائزين، من التيار الصدري، وتقدم، والديمقراطي الكردستاني، وأن مصطفى الكاظمي سيكون رئيسا للوزراء لولاية ثانية، والحلبوسي رئيسا للبرلمان مجددا، وهوشيار زيباري رئيسا للجمهورية".