صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: هل تصبح أبوظبي قناة سرية بين تل أبيب وطهران؟

غرانوت: يريد ابن زايد أن يعرض نفسه كجهة قوة في المنطقة قادرة على أن تتحدث مع الجميع- وام
غرانوت: يريد ابن زايد أن يعرض نفسه كجهة قوة في المنطقة قادرة على أن تتحدث مع الجميع- وام
تحدث مستشرق إسرائيلي، عن زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى الإمارات، والتي يمكن أن تستغلها أبو ظبي لصالحها عبر إطلاق قناة سرية للتواصل بين طهران وتل أبيب.

ورأى الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن زيارة بينيت إلى الإمارات ولقاء ولي العهد محمد بن زايد، "كان من الممكن أن تعد مجرد تعبير عن تحسن إضافي في العلاقات بين الطرفين لو لم تجر في توقيت حرج وطريق مسدود في محادثات النووي مع إيران في فيينا ودق طبول الحرب في الخلفية".

خوف الخليج

ولفت إلى أن "كل الدول الموقعة على اتفاقات التطبيع "أبراهام"، يدركون بأن لحظة الحسم تقترب، ولا توجد إلا امكانيتان؛ إما أن ينثني الإيرانيون ويتراجعوا عن المطالب المتعذرة التي عرضوها ويوقعوا على اتفاق جيد أكثر أو أقل، وإما أن يصبح الخيار العسكري بديلا محتما، مثلما بحث في محادثات وزير الأمن بيني غانتس في واشنطن الأسبوع الماضي".

وأوضح غرانوت أن "هذا هو السبب الذي سيجعل السباق الإيراني نحو القنبلة أحد المواضيع الأساس في محادثات بينيت مع ولي عهد الإمارات، إلى جانب تطوير العلاقات الثنائية".

وزعم أن "دول الخليج قلقة من الآثار المحتملة لهجوم على منشآت إيران النووية من جانب الولايات المتحدة، إسرائيل أو كلتيهما، وذلك أيضا بسبب قربها من إيران ولأن الإيرانيين أوضحوا لها المرة تلو الأخرى بأنهم غير راضين، على أقل تقدير، عن الحلف الذي عقدته مع تل أبيب".

ونبه إلى أن هناك "قلق أقل عبرت عنه محافل أمنية في إسرائيل، ناجم عن التقارب بين إيران والإمارات، الذي وجد تعبيره في الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى طهران مستشار الأمن القومي في الإمارات، طحنون بن زايد، إلى جانب الأمل الذي أعربت عنه تلك المحافل المغفلة في أن ينجح بينيت خلال زيارته بأن يكبح هذا التقارب".

ورغم أن زيارة المستشار ابن زايد إلى طهران هي الزيارة الأولى لشخصية رفيعة المستوى منذ خمس سنوات؛ وهي جرت على خلفية التخوف في أوساط دول الخليج وخاصة السعودية، من أنه لا يمكن الاعتماد فقط على أمريكا برئاسة جو بايدن، بأن توفر لهم الحماية من الإيرانيين، وعليه يجب الحديث مع إيران، ولكن الإمارات بحسب تأكيد الكاتب الإسرائيلي "لم تنتقل الى الطرف الآخر".

"قناة سرية"

وذكر أنه "في الشهر الماضي، شاركت قوات عسكرية من الإمارات في المناورة البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة وإسرائيل في البحر الأحمر، والتي استهدفت إطلاق رسالة قاطعة للإيرانيين، وبالتوازي كإعداد لإمكانية اشتعال عسكري، وقعت الإمارات على اتفاق لشراء منظومة دفاع جوي من كوريا الجنوبية بقيمة 3.5 مليار دولار".

وقدر غرانوت أن "العلاقات مع الولايات المتحدة ذات أهمية عليا لدول الخليج، ولهذا السبب استجابت أبوظبي لضغوط الولايات المتحدة وألغت مشروعا بدأ الصينيون ببنائه في ميناء الإمارات، والذي اشتبه به الأمريكيون كمشروع عسكري".

وقال: "لا يدور الحديث هنا عن انتقال إلى الطرف الآخر، ولا عن تحسن مفاجئ للعلاقات بين الإمارات وبين إيران على حساب العلاقات مع إسرائيل، فالإمارات تتاجر مع إيران منذ سنين، لكنها ترى في نظام آيات الله تهديدا على أمنها وعلى أمن الخليج، وتؤمن بأنه يمكن الاعتماد على إسرائيل بأن تساعدها في كل طريق ممكن".

وأشار الكاتب إلى أن "كل الموضوع؛ أن ولي العهد الذي التقى مع بينيت، يريد أن يعرض نفسه كجهة قوة في المنطقة قادرة على أن تتحدث مع الجميع؛ مع الإيرانيين والإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء".

ونوه إلى أنه "في الوقت الذي ستعْلق فيها محادثات فيينا في أزمة بلا مخرج، فإن علاقات الإمارات كفيلة بأن تصبح قناة سرية لنقل الرسائل بين الطرفين قبل لحظة من إقلاع الطائرات إلى دربها"، في إشارة إلى هجوم عسكري محتمل ضد المشروع النووي الإيراني.
0
التعليقات (0)