هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الإندبندنت" تقريرا لمراسلها بورزو دراغاهي، تساءلت فيه عن أهمية "اللقاء النادر بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بالنسبة للعلاقات التركية الإماراتية".
وقالت الصحيفة إنه "على الرغم من خلافاتهما، قد
تكون أبو ظبي وأنقرة قررتا أن التعاون سيكون أكثر فعالية من الصراع، بعد أن
كانتا على طرفي نقيض في حروب ساخنة، وألقيتا القنابل الإعلامية على بعضهما البعض في
حرب باردة استمرت لسنوات"، على حد وصفها.
وذكرت الصحيفة أنه "في أول اجتماع رسمي بين
رئيسي الدولتين منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وصل ابن زايد إلى أنقرة، لعقد
اجتماع مهم مع أردوغان"، مضيفة أن الجانبين اشتبكا حول الخلافات الأيديولوجية
والطموحات الاستراتيجية.
وأوضحت أن "تركيا تدعم جماعة الإخوان المسلمين
التي تعارضها الإمارات بشدة، وما زال البلدان متورطين وعلى طرفي نقيض في حرب شرسة
بالوكالة للسيطرة على ليبيا".
ونوهت إلى توصيف محللين ومطّلعين دبلوماسيين لعدد من
العوامل وراء التقارب، فقد "تراجعت الحرب في ليبيا بانتصار مبدئي من قبل حلفاء
تركيا، وانتكاسات عسكرية كبيرة لزعيم الحرب خليفة حفتر، الذي حظي بدعم كبير من الإمارات
العربية المتحدة".
اقرأ أيضا: الإمارات تنشر نص رسالة ابن زايد إلى أردوغان في ختام زيارته
وتابع: "ربما تكون الإمارات قد استنتجت أنه يمكنها
الاستفادة من قوتها الاقتصادية، لإقناع تركيا بقضايا السياسة الخارجية".
وينقل الكاتب عن ثيودور كاراسيك، المتخصص في شؤون الشرق
الأوسط في شركة غولف ستيت أناليتيكس، وهي شركة استشارية بواشنطن، قوله إن "الفكرة
بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة تتعلق بالتأثير والقدرة على التأثير على النتائج..
إنهم يفكرون بطريقة تتجاوز 2023 (موعد الانتخابات الرئاسية التركية) في حساباتهم عندما
يتعلق الأمر بتركيا".
ويلفت الكاتب إلى أن لقاء رؤساء للأمن والاستخبارات من
البلدين يشير إلى "التركيز على صياغة تفاهمات استراتيجية"، بينما "تشترك
تركيا والإمارات في المصالح في احتواء الطموحات الإيرانية ومنع المزيد من التداعيات
الناجمة عن الصراع في سوريا".
وفي الجانب الاقتصادي، يقول مطّلعون إن "الإمارات
تدرس استثمارات تصل إلى 15 مليار دولار في عشرات الشركات التركية، لا سيما في قطاعي
الدفاع والفضاء"، وفق الكاتب، وذلك بعد أن سيطرت الإمارات منذ فترة طويلة على
أحد أهم بوابات تركيا البحرية، ميناء ياريمكا، في مدينة كوجالي خارج إسطنبول، وقفزت
التجارة بين البلدين بنسبة 21% العام الماضي مقارنة بعام 2019.
ويختم الكاتب بالقول إن تركيا "التي عانت عملتها
من انهيار قياسي في الأيام الأخيرة وانخفضت قيمتها بأكثر من 60% هذا العام، حريصة على
جذب الاستثمار الأجنبي".