هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر كاتب إسرائيلي، من التداعيات المتوقعة
لقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي المضي قدما في البناء الاستيطاني في الضفة
الغربية ومدينة القدس المحتلتين.
وأكد الكاتب الإسرائيلي شلومو شمير في مقال
نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "لإسرائيل وممثليها الرسميين
توجد مشكلة، وهم غير واعين بوجودها، ففي واشنطن، موسكو، بروكسل وفي المقر الرئيس
للأمم المتحدة في نيويورك، استقبلت "حكومة التغيير" (الحالية برئاسة
نفتالي بينيت) في إسرائيل بالمفهوم
الطبيعي لاصطلاح "التغيير"".
رفض دولي
وأضاف: "هذا التفسير، هو الذي أنتج موجة
الاحتجاجات والتنديدات الشديدة في الساحة العالمية، على إسرائيل هذه الأيام في
أعقاب قرار بناء آلاف وحدات السكن الجديدة في المستوطنات الإسرائيلية".
ورأى أن "إسرائيل لا تمتلك ما يكفي من
الوعي للصورة الإيجابية لـ"حكومة التغيير" في العالم، ففي الأماكن التي
ذكرت أعلاه، لا أحد يكترث لأن يكون بينيت يمثل ستة مقاعد في الكنيست فقط، ولا أحد
يتابع تصريحات آييلت شاكيد تجاه باقي كبار زعماء الحكومة، ولم يقرأ أحد التحليلات
لسلوك بيني غانتس (وزير الأمن) أو الوزير نيتسان هوروفيتس".
ولفت شمير، إلى أن "ما يهم زعماء دول
مركزية، ممن يكترثون لوضع السلام والأمن في العالم، هو أنه توجد في إسرائيل حكومة
جديدة، بتقديرهم يمكن التعويل عليها كجهة تعمل على الاستقرار في العالم"، وفق
قوله.
وقال: "في أحاديث مع سفراء قدامى
ودبلوماسيين كبار في نيويورك، تسمع تقديرات متفائلة حول فرص "حكومة
التغيير" في البقاء، وتكشف الأحاديث كم هم في أوروبا الغربية يقدرون حقيقة أن
في إسرائيل توجد حكومة ليس لها أي صلة بالماضي الترامبي (نسبة إلى الرئيس الأمريكي
السابق دونالد ترامب) للحكومة السابقة".
وزعم أن "هذه التقديرات كانت أحد أسباب
الاستقبال الودي الذي تلقاه بينيت في زيارتيه إلى واشنطن وموسكو مؤخرا"،
مضيفا: "إلى جانب ذلك، الاعتراض على الاستيطان هو إجماع دولي، وهذا ليس من
اليوم، ففي الولايات المتحدة سمع مثل هذا الاعتراض منذ سنوات ولاية رونالد ريغان
كرئيس، ومنذئذ هو جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأمريكية".
تخريب إسرائيلي
وأفاد الكاتب الإسرائيلي، أن "روسيا هي
الأخرى تعارض الاستيطان بشدة، والشجب الذي نشر ضد قرار البناء في المستوطنات كان
أكثر تطرفا بسبب علاقات القرب الروسية مع الحكم في إيران".
ولفت إلى أن "قرار البناء في المستوطنات
جاء في توقيت سيء، فأمريكا وأوروبا غاضبون على إيران بعد المصاعب التي تضعها في
طريق استئناف المفاوضات على الاتفاق النووي، وفي قمة العشرين التي انتهت لتوها،
وجد تعبيره الإحباط من السلوك الإيراني".
ونوه إلى أن "إسرائيل، التي أصبحت الآن
هدفا للنقد الدولي، انتقلت لمكانة من شأنها أن تقضم من مركزيتها كجهة تعارض التحول
النووي لإيران، وإضعاف حججها ضد الاتفاق النووي المتجدد مع طهران".
وأشار شمير، إلى أن "جميع التقديرات في
إسرائيل منشغلة بفرص بقاء الحكومة بعد إقرار الميزانية، وفي واشنطن، موسكو، بروكسل
وفي مركز الأمم المتحدة، يحرصون أكثر على مكانة إسرائيل كجهة سياسية حيوية لتحقيق
الاستقرار في المنطقة، ولكن قرار البناء في المستوطنات، لن يساهم في ضمان هذه
المكانة"، محذرا الحكومة الإسرائيلية من "تخريب" مكانة تل أبيب في
الساحة الدولية.
ونهاية الشهر الماضي، صادق ما يسمى "مجلس
التخطيط الأعلى" التابع للإدارة المدنية بجيش الاحتلال على الدفع قدما ببناء
نحو 3100 وحدة استيطانية بالضفة الغربية المحتلة.