نشرت صحيفة
"نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن المنافسة التركية لكل من
روسيا والصين في سوق الأسلحة في منطقة آسيا الوسطى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس القرغيزي صدير جاباروف أكد، السبت الماضي، أن بلاده تستعد لشراء طائرات دون طيار تركية من طراز "
بيرقدار تي.بي2" لأغراض دفاعية. ويأتي تزويد
قرغيزستان بالأسلحة التركية في إطار سعي أنقرة لتعزيز أساس المجلس التركي -الذي يضم الدول الناطقة بالتركية- وهو نهج يتعارض مع المصالح الجيوسياسية لكل من الصين وروسيا في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن حصة الصين من سوق الأسلحة في آسيا الوسطى تقدر بحوالي 15 بالمئة، بينما تعتمد دول المنطقة على الأسلحة الروسية بشكل أساسي. وقد زادت حصة الصين قبل عشر سنوات، حيث تزود بكين دول آسيا الوسطى بالأسلحة التي بدأت روسيا للتو في إنتاجها وتزويد جيشها بها وتصديرها.
ووفقًا لتقارير تداولتها وسائل الإعلام، باعت الصين بالفعل طائراتها من طراز "إس أتش3" و"إس أتش4" و"إس أتش5" و"تشنغدو وينغ لونغ" لحلفائها، بما في ذلك كازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان. وبما أن قيرغيزستان مستثناة من القائمة، قررت أنقرة اغتنام الفرصة وتزويدها بطائرات دون طيار.
تداولت وسائل الإعلام الروسية والقيرغيزية خبرا مفاده أن قرغيزستان تنوي الحصول على طائرات "بيرقدار تي.بي2" فقط من
تركيا. ويبدو أنه تم النظر في هذه المسألة، حيث نقلت وكالة الأناضول التركية عن رئيس اللجنة الحكومية للأمن القومي في قيرغيزستان، الجنرال كامشيبك تاشييف، أنه "وقع بالفعل إرسال طلب الحصول على دفعة من الطائرات دون طيار إلى أنقرة. وبناء عليه، تم تلقي تدريب على تشغيل الطائرات من دون طيار في تركيا".
من جهته، أكد الرئيس القرغيزي أن بلاده ترغب في الحصول على طائرات دون طيار تركية "لغاية دفاعية وليس هجومية". وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن بيشكيك اقتنت طائرات دون طيار من روسيا من طراز أورلان10. و يبدو أنها تخطط لشراء مجموعة من طراز "أورلان" من روسيا تشمل نقطة تحكم واحدة وأربع طائرات دون طيار بحوالي 70 ألف دولار.
حسب تاشييف، فإن تكلفة المعدات العسكرية غير المأهولة من أنقرة بلغت 3.5 مليون دولار. وقد أعلن الجنرال القرغيزي أن "خمس دول فقط تمتلك مثل هذه المعدات، إحداها قيرغيزستان، وأن المعدات ستصل قريبًا إلى بلاده.
ووفقًا للبيانات المتاحة، زودت أنقرة كلا من أذربيجان وليبيا وقطر وتونس والسعودية بطائرات دون طيار مقابل حوالي 70 مليون دولار. وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، يمثل هذا الرقم أكثر من نصف الإنفاق العسكري لقيرغيزستان. ومن حيث حجم الديون، تعتبر قرغيزستان في تبعية إلى روسيا والصين، ولا تزال مصادر هذه المبالغ لشراء هذا النوع من الأسلحة مجهولة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري سيرجي سلطانوف قوله: "تريد أنقرة أن تجعل بيشكيك مدينة لها. وقد كانت أول من استجاب للنزاع العسكري الحدودي بين قيرغيزستان وطاجيكستان في أبريل/ نيسان من هذا العام عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية وتمويل بناء حوالي مئة منزل لمواطنين بقوا دون مأوى. يوجد على أراضي قيرغيزستان قاعدة عسكرية تابعة لروسيا، ما يعني أن الطائرات دون طيار التركية ستتمكن من الهيمنة عليها في الوقت الراهن".
ويضيف سلطانوف أن التعاون في مجال الطائرات دون طيار هو مجرد خطوة لتعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما أن قيرغيزستان تدخل ضمن نطاق المصالح التركية في المنطقة، وتمثل عنصرا في أيديولوجيا الوحدة التركية التي تروج لها أنقرة. وفي الفترة الماضية، تم افتتاح مسجد يحمل اسم الإمام السرخسي في مدينة أوزجين في قيرغيزستان، بُني بتمويل من رعاة أتراك.
وقد صرح وزير الاقتصاد والمالية في قيرغيزستان أكيلبك زاباروف، قبل شهر وخلال الاجتماع العاشر لوزراء الاقتصاد في مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في باكو، بأن بيشكيك "تعتبر المجلس التركي جمعية تكاملية يتعين عليها النظر في القضايا الراهنة".
وأوردت الصحيفة أنه نظرًا لعامل الصراع المجمد على الحدود القرغيزية الطاجيكية، فإن القيادة القيرغيزية تعتبر شراء الطائرات دون طيار أمرًا ضروريًا. وخلال زيارته إلى أنقرة الصيف المنقضي، عرض رئيس قرغيزستان على أنقرة استخدام مطار ماناس كمركز للنقل والخدمات اللوجستية في آسيا، مقدما ضمانات بمعاملة تفضيلية في تنفيذ هذا المشروع. وفي الوقت ذاته، طالب جاباروف بمساعدة فنية عسكرية منتظمة لتحديث القاعدة المادية والفنية للقوات المسلحة في البلاد، الأمر الذي لا يصب في صالح روسيا.