هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا للصحفية لورا باتل، قالت فيه؛ إن بحث تركيا عن طائرات مقاتلة، يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن في مأزق.
ومنعت أمريكا البلد الذي قضى عقودا عضوا في الناتو، من استلام طلبية تركيا المؤلفة من أكثر من 100 طائرة من الجيل الجديد من طراز F35، التي كان من المفترض أن تشكل العمود الفقري لقواتها الجوية، بحجة قرار رجب طيب أردوغان شراء نظام الدفاع الجوي الروسي من فلاديمير بوتين.
وتأمل أنقرة يوما ما في سد الفجوة في سلاحها الجوي من خلال بناء مقاتلة تركية الصنع. ولكن نظرا لأن هذه الطائرة ليست جاهزة، فهي تعتمد في الوقت الحالي على أسطول قديم من طائرات F16.
وهذا ما يفسر الطلب الأخير الذي قدمته أنقرة إلى واشنطن، للحصول على 40 طائرة أحدث من طراز F16، من صناعة شركة لوكهيد مارتن، بالإضافة إلى معدات التحديث لتحديث ما يقرب من 80 من طائراتها الحالية.
وتقول تركيا، التي تخضع لعقوبات أمريكية على صناعتها الدفاعية منذ كانون الأول/ ديسمبر 2020 بسبب عقد نظام الدفاع الروسي S-400؛ إن الصفقة ستكون مربحة للجانبين. وستساعد تركيا على تحديث قوتها الجوية في وقت تشتري فيه اليونان، جارتها ومنافستها منذ فترة طويلة، طائرات رافال الفرنسية وطائرات F35 الأمريكية.
في حين أن أمريكا تعتبر S-400 تهديدا لأمن الجيل الخامس F35، فقد لا تظهر المشكلة نفسها مع F16 الأقدم.
اقرأ أيضا: وكالة: تركيا تطلب من أمريكا بيعها 40 طائرة "أف16" الحربية
ولن تكون الصفقة مربحة لصناعة الدفاع الأمريكية فحسب، بل ستساعد أيضا في إصلاح العلاقات المتوترة بين أمريكا والحلفاء الغربيين، الذين ليس لديهم مصلحة في اقتراب أردوغان من بوتين.
ويقول ألبير كوسكون، الدبلوماسي التركي السابق المقيم الآن في واشنطن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "تشكل هذه فرصة.. فهذا من شأنه أن يضمن أن صناعة الدفاع التركية، أو عنصرا مهما منها، على الأقل، ستستمر في الاندماج في العلاقة عبر الأطلسي. إنها طريقة للخروج من المعضلة التي نواجهها، والتي سيكون لها تأثير مضاعف في الكثير من المجالات الأخرى".
لكن من غير الواضح ما إذا كانت أمريكا ستستجيب، فالكونغرس، الذي يمكنه منع البيع، معاد لأردوغان لقائمة طويلة من الأسباب، بحجة ما يقول إنها "انتهاكات حقوق الإنسان" والعمليات العسكرية ضد القوات الكردية المدعومة من أمريكا في سوريا "قسد".
وقالت الصحيفة: "حتى لو كانت إدارة جو بايدن أكثر ميلا للتدخل لصالح أردوغان - كما تعتقد أنقرة - فإن تصميم الزعيم التركي على شراء المعدات الروسية من خلال شراء نظام دفاع جوي ثانٍ من طراز S-400، لن يساعد".
وقال لإذاعة "سي بي إس نيوز" قبل أيام من تقديم طلب شراء طائرات F16 : "في المستقبل، لن يتمكن أحد من التدخل فيما يتعلق بنوع أنظمة الدفاع التي نشتريها، ومن أي دولة، وعلى أي مستوى".
وقال آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية ومقره فيلادلفيا؛ إن قضية S-400 هي "العائق الرئيس" أمام الحصول على صفقة الطائرات المقاتلة من خلال الكونغرس.
اقرأ أيضا: كالن: تركيا قد تتجه لشراء مقاتلات "أف16" كبديل عن "أف35"
وأضاف: "ليس على أساس التهديد، ولكن من أساس الانزعاج"، ربما يريد الكونغرس الغاضب تنازلات من أردوغان بشأن المعدات الروسية الموجودة بالفعل في تركيا، والتزاما بعدم شراء النظام الثاني. لكن الرئيس التركي، الذي يتهم أمريكا بالفشل في تقديم بديل أمريكي له، من غير المرجح أن يتنازل عن مواقفه.
ويخلق الوضع ورطة لإدارة بايدن. إن الضغط من أجل الحصول على ضوء أخضر لبيع F16 دون أي شروط، سينظر إليه من منتقدي تركيا على أنه تهدئة لا مبرر لها. ولكن إذا تم رفض الصفقة، فستجد أنقرة عذرا جاهزا للجوء إلى روسيا.
وقالت؛ إن تعميق التعاون الدفاعي التركي مع موسكو لن يخدم مصالح أنقرة. ليس من المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من العقوبات الأمريكية فحسب، بل سيكون ضارا أيضا بتوسيع صناعة الدفاع المحلية التي شجعها أردوغان نفسه.
وأضافت: "مع ذلك، فإن القلق أنه قد يشعر أنه ليس لديه خيار آخر. خلال رحلة عام 2019 إلى معرض جوي روسي، حيث تناول البوظة مع بوتين وشاهد معدات الدفاع الروسية، سأل أردوغان نظيره الروسي، نصف مازح، عن شراء إحدى مقاتلاته من طرازSu-57. بعض المسؤولين الغربيين قلقون الآن من أن السخرية يمكن أن تصبح حقيقة واقعة".
وختمت بالقول: "إذا لم يوافق الأمريكيون على هذه الصفقة، فماذا ستفعل تركيا؟ يقول دبلوماسي أوروبي حريص على الموافقة على بيع طائرات F16 مجيبا: عليهم أن يسدوا هذه الثغرة".