سلط كاتب
إسرائيلي مخضرم، الضوء على الدعم الذي يقدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي لجماعات المستوطنين في انتهاكاتهم المستمرة بحق الشعب
الفلسطيني، معتبرا أن "النجاح الكبير" لاتفاق
أوسلو، كان إحكام السيطرة
الإسرائيلية الأمنية على الفلسطينيين.
وتساءل الكاتب
عكيفا ألدار، وهو الرئيس السابق لمكتب صحيفة "هآرتس" بواشنطن: "كيف
يعقل أن "الشاباك" يعثر بسرعة على فلسطيني دخل مستوطنة تحت جنح الظلام،
في حين أن ذات الجهاز الأمني اللامع يجد صعوبة في إلقاء القبض على إرهابي يهودي قام
في وضح النهار باقتحام قرية فلسطينية وأصاب طفلا فلسطينيا؟".
وأضاف: "ما
السبب، في أن الجيش الإسرائيلي لا يحرك ساكنا ضد مستوطن استولى على سلاح جندي ليطلق
الرصاص على الفلسطينيين؟ لماذا الفلسطيني الذي يلقي حجرا صوب جندي إسرائيلي يعرف
أنه يضع روحه على كفه، في حين أن المستوطن من شبيبة التلال اليهودي (عصابة يهودية)
الذي يعتدي على الجندي لدينا، يضحك طوال عودته إلى حي الجريمة الذي يعيش فيه والمسمى
بؤرة استيطانية؟".
ولفت إلى تصاعد
الجرائم التي ترتكبها عصابات "تدفيع الثمن" اليهودية بحق الفلسطينيين،
مضيفا أنه "طالما أن الاحتلال مستمر ومعه مشروعه الاستيطاني والبؤر الاستيطانية،
فسينتظرنا المزيد من أعياد نزول التوراة".
وتابع:
"الفلسطينيون الذين صمموا على البقاء في بيوتهم في 1967، مثل إخوتهم الذين لم
يتم طردهم في الـ1948، كانوا ولا يزالون في نظر معظم الإسرائيليين مكرهة ديمغرافية
وأمنية ودعائية"، معتبرا أن "النجاح الكبير" لاتفاق أوسلو، هو نجاح
إسرائيل في التخفيف من معظم عبئهم الديمغرافي-الاجتماعي، وفي نفس الوقت إبقاء
سيطرتنا الأمنية عليهم".
ونبه إلى أنه في
"مشروع عملية إخلاء العرب والبناء لليهود في المناطق ج، يشارك سياسيون
ومستوطنون وضباط كبار في الطريق إلى عالم السياسة"، مضيفا أنه "بشكل رسمي،
حسب اتفاق أوسلو والقانون الدولي، فإن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن أمن ورفاه جميع
سكان المناطق ج؛ عربا ويهودا (مناطق "ج" تبلغ مساحتها 60 في المئة من
أراضي الضفة وهي تقع تحت سيطرة الاحتلال بشكل كامل).
وأوضح ألدار، أن
"الرسالة التي يتم إرسالها للضباط والجنود على الأرض، أن مهمتهم حماية
اليهود"، مشيرا إلى ما حدث خلال حفل استبدال الوظائف في قيادة المنطقة الوسطى
في 2002، حيث تأخر الاحتفال لأن المدير العام لمجلس "يشع" الاستيطاني
بنتسي ليبرمان، تأخر في القدوم، وقالت الضابطة المشرفة على الاحتفال وقتها: لننتظر
قليلا، نحن هنا من أجلهم".
ورأى أن
"من أجلهم" تحمل الكثير، فهي "لا تعني فقط حماية سلامة وممتلكات
المستوطنين، فالجيش هو لبنة أساسية في آلية تطهير المنطقة من الفلسطينيين، لتوسيع
المناطق التي يعيش فيها اليهود".
ونقل على الكاتب
الإسرائيلي حاييم لفنسون ما كتبه في 2015، حيث أكد أن "معظم أراضي
الفلسطينيين الخاصة، التي تمت مصادرتها لإقامة منطقة أمنية فاصلة، تم ضمها
للمستوطنات المجاورة، وإن اقتحام آلاف الدونمات من الأراضي المفلوحة تم تحت حمايته بأوامر
وضع اليد لغرض الأمن، الصادرة عن قادة المنطقة الوسطى.. إضافة إلى ذلك، فإن خُمس أراضي
الضفة الغربية تم الإعلان عنها "مناطق تدريب"، يحظر على الفلسطينيين
السكن فيها أو زراعتها".
وذكر أنه
"في ذات السنة التي هدمت فيها الإدارة المدنية (تابعة لجيش الاحتلال) مباني بناها
الفلسطينيون في مناطق التدريب بغور الأردن، قام قائد المنطقة الوسطى بإلغاء أمر
منطقة تدريب لنفس المنطقة، من أجل السماح بتوسيع مستوطنة معاليه
أدوميم".