هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية
إن السلطة الفلسطينية تفقد شرعيتها العامة في أوساط الجمهور الفلسطيني، في الضفة
الغربية وقطاع غزة، ورغم محاولات الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتركيز العلاقات على
تحسين البنية التحتية الاقتصادية، فإن السلطة تحتاج حقًا "نفخة هواء
نقي" من خلال أفق سياسي.
وأضافت نوعا شوسترمان
في مقالها على القناة 12، ترجمتها "عربي21"، أنه "بعد 4 سنوات صعبة،
تنفست السلطة الفلسطينية الصعداء بانتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، لأن صفقة
القرن تم إلقاؤها لسلة المهملات، ما شكل انتصارا لمحمود عباس، وفي الوقت ذاته
بادرت واشنطن لترجمة تحركاتها لسياسة فعلية، مثل زيادة عدد تصاريح العمل للعمال
الفلسطينيين، وإصدار تصاريح البناء في المنطقة ج، وتعزيز الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي بالأراضي الفلسطينية".
وأوضحت شوسترمان منسقة
برنامج البحوث الفلسطينية في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن
"ذلك يوفر أساسًا أقوى للانفصال عن الفلسطينيين، أو على الأقل زيادة
استقلالهم، وتقليل اعتمادهم على إسرائيل، لكن هناك تحديات كبيرة تواجه النظام
الفلسطيني، والأكثر أهمية هو حفاظ السلطة الفلسطينية على شرعيتها أمام الجمهور
الفلسطيني، وبالتالي الاستمرار في الإمساك بزمامها، والمحافظة على مراكز قوتها،
رغم أن تأجيل عباس للانتخابات قوبل بسخرية، رغم أنه شكل فقدانًا عميقًا للثقة في
عناصر السلطة، واستعدادهم لأن يكونوا ديمقراطيين".
وأكدت أن "معضلة
السلطة زادت مع مقتل الناشط المعارض نزار بنات، وتفريق الاحتجاجات الشعبية بالعنف،
وزيادة فقدان الخوف من السلطة وتحديها، رغم نجاح أجهزتها الأمنية حتى الآن في
التأكد من أن الأحداث لن تخرج عن السيطرة، لكن بشكل رئيسي بسبب قدرتها على بث
الخوف، مع وجود عامل آخر يؤثر على فقدان الشرعية العامة، وهو ما تعيشه الضفة
الغربية من أزمة اقتصادية".
وتساءلت هل "سيكون خروج عباس من الساحة مفاجئا، أو سيتم قبول اختيار الوريث بالطرق
المعتادة، أم سيشعل صراعات على السلطة بين المطالبين بالتاج؟ وهل سيشغل خليفته في
مناصبه الثلاثة: رئيس فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية؟ أم سيتم
تقسيمها بين ثلاثة ورثة؟ رغم أن هذه الأسئلة تتداخل ليس فقط في أذهان عناصر الأمن
الإسرائيلي، ولكن أيضًا بين قادة السلطة الفلسطينية الذين يعتبرون أنفسهم ورثة
مناسبين، ويمهدون الأرضية لذلك اليوم".
وأشارت إلى أنه "من
الواضح حتى الآن أن عباس لا يرى رحيله في الأفق، ويحيط نفسه بالموالين، ويحرص على
توضيح أنه الرئيس، وتؤثر الديناميات المذكورة على ميزان القوى بين العناصر التي
تستعد لساعة الوراثة، وبناء التحالفات، بما في ذلك حماس التي تريد زيادة نفوذها في
الضفة الغربية، وعمل الأمن الإسرائيلي لإحباط محاولات حماس لتأسيس وضعها، مقابل
وصول التأييد الشعبي لعباس لأدنى مستوياته غير المسبوقة".
وأوضحت أن
"إسرائيل تواجه تحديات من الساحة الفلسطينية، بعضها ينبع من العمليات
الموصوفة أعلاه، وبعضها يتعلق بمصالح إقليمية، فقبل أيام أعلن وزير الخارجية يائير
لابيد عن خطته لإعادة إعمار غزة، إعادة التأهيل من أجل الأمن، وهي في الواقع هدنة
طويلة الأمد مع حماس، نتيجة لفهم أن الحركة لن تذهب لأي مكان، وأن محاولات
استبدالها أو الإطاحة بها قد فشلت، إضافة لفهم أن التدهور الإنساني في قطاع غزة
لا يخدم المصلحة الإسرائيلية".
وأشارت إلى أن
"هذه الخطة قد تزيد من إضعاف مكانة السلطة الفلسطينية، وتقوية الرواية
القائلة بأن إسرائيل لا تفهم سوى القوة، كما تظهر أنه تم التوصل لتفاهم بأن حل
قضية الأسرى والمفقودين لا يمكن ربطه بإعادة إعمار غزة، ومن المتوقع أن تظل
القضية عالقة ما دامت إسرائيل لا توافق على إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين،
والخلاصة أن مسار عباس يتقوض، بينما تفتخر حماس بنفسها بالنجاح، حيث فشل عباس".