هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصاعدت في الأيام الأخيرة الخلافات بين أركان
حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ما ينذر بتفكك الائتلاف المكون من عدة أحزاب
إسرائيلية؛ ليس بينها حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو.
وأكدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها
الجمعة، أن "العلاقات المشحونة بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت وبين وزير
الأمن بيني غانتس، وصلت هذا الأسبوع إلى درك أسفل جديد".
ونبهت إلى أن تردي العلاقات بين غانتس وبينيت،
جاء عقب خطاب الأخير أمام الكنيست، والذي كشف فيه عن العملية التي قام بها جهاز
"الموساد" الإسرائيلي، بحثا عن رفات الطيار الإسرائيلي رون أراد.
وذكرت الصحيفة، أن "رئيس الوزراء لم
يتشاور مع غانتس قبل الخطاب، والأخير في رده على ذلك، حرص على أن يطلق رسالة، بأن
العملية لم تكن ناجحة".
ولفتت أن "الاحتكاك الدائم بين بينيت
وغانتس، مصدر للقلق، لأن الأخير أثبت منذ الآن، أنه لا يمكن التعويل على صموده في
وجه قوة إغراء بنيامين نتنياهو، فقبل سنة وخمسة أشهر فقط ارتبط غانتس – الذي وقف
في حينه على رأس معسكر "كله إلا بيبي (نتنياهو)"، وهو يعتقد خاطئا، أن
نتنياهو سينقل إليه الحكم لاحقا".
اقرأ أيضا: بينيت: مهمة لـ"الموساد" للبحث عن طيار فُقد في لبنان
وقالت "هآرتس": "بالفعل، لا
يمكن أن نزيل الاشتباه بأن غانتس يواصل التعلق بأوهام رئاسة الوزراء، ويخيل أيضا
أنه يكن ضغينة لرفاقه في المعسكر، الذين منعوا عنه إمكانية قيادة إسرائيل، هذا على
ما يبدو هو سبب التوتر بين غانتس وشركائه، الذي يرافق الائتلاف منذ بدأت الاتصالات بتشكيله".
وتابعت: "صحيح أنه وصل لذروته هذا
الأسبوع، ولكن كانت له تعابير أخرى في الفترة الأخيرة، وخير مثال على ذلك، أن
غانتس استدعى رئيس الأركان أفيف كوخافي وقائد المنطقة الجنوبية اليعيزر طوليدانو،
من أجل استيضاح في أعقاب حديث مباشر يتواصل بين اللواء وبين المستشارة السياسية
لرئيس الوزراء شمريت مئير".
ورجحت الصحيفة، أن حكومة بينيت التي أطلق عليها
"حكومة التغيير، مرشحة لمشاكل بسبب طبيعتها الانتقائية؛ فالتوترات الإيديولوجية بين جناحها اليميني
وجناحها اليساري، مثلما هي أيضا الشراكة مع "راعم" (القائمة العربية
الموحدة برئاسة منصور عباس)، تضع أمامها تحديات غير بسيطة، ومن شأن هذه فقط أن
تتفاقم إذا ما كانت مواجهة أمنية".
ورأت أن "للتوتر مع غانتس يوجد مدماك آخر
يخرج عن التوتر الأيديولوجي، فوزير الأمن من شأنه أن يغرى لوعد عابث آخر يعرف
نتنياهو (زعيم المعارضة) كيف يصدره وكي يحقق مسعاه بكل ثمن، وعليه، من المهم أن
يتمكن أعضاء أحزاب الائتلاف، وخاصة رئيس الوزراء من العمل مع غانتس بتعاون حقيقي،
وبدون مفاجآت زائدة، ومهم بقدر لا يقل، أن ينبش غانتس في الأرشيف ويتذكر حملة
الإهانة العلنية التي تسبب له بها نتنياهو".