هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط كتاب وقادة إسرائيليون الضوء على نجاح الأسرى الفلسطينيين الستة في تحرير أنفسهم، معتبرين أن ما جرى يمثل انتكاسة لمنظومة الأمن، مقابل انتصار حققه الأسرى.
وقال الكاتب يوآف زيتون في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" إن "مصلحة السجون مطالبة بالاستمرار في الحفاظ على النظام في السجون بعد فشلها الخطير، وتعرضها لضربة معنوية شديدة، وما يشعرون به من إحباط، وخيبة أمل كبيرة".
وشدد على أن المؤسسة الأمنية والعسكرية لم تشهد مثل هذه العملية في السنوات الأخيرة، حيث تم تفعيل قدرات غير مسبوقة في المراقبة والاستخبارات".
وكشف أن "البحث عن الأسرى يشمل استخدام التقنيات المتقدمة، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة المراقبة التي تتمركز في الفيلق المشترك الذي تم إنشاؤه للشرطة والشاباك والجيش، والتصوير من الطائرات بدون طيار التابعة للقوات الجوية، التي تقوم بمسح خلايا الفضاء الكبيرة على مدار فترة زمنية، رغم التقدير السائد بأن الأسرى لديهم هامش نصف يوم في المطاردة نظرا لمدة الخروج من نفق الهروب".
اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يعزز قواته ويواصل البحث عن الأسرى الستة
وذكر أن "التحقيق في هروب الأسرى سينتقل لوحدة لاهاف 433 في الشرطة، وسيدلي الحراس المتهمون بالإهمال بشهاداتهم، وسيقوم المحققون بجمع إفادات السجانين العاملين في السجن بتاريخ العملية، بشبهة تلقي الأسرى الهاربين مساعدة داخلية، فيما أعلن وزير الأمن الداخلي عومر بارليف أن القوات الأمنية تخوض مطاردة لن تتوقف خلفهم، وسنصحح الإخفاقات التي أدت لعملية الهروب، والعثور على أي إهمال مهني".
إيلي غاباي قائد سجن جلبوع الأسبق، قال إن "مرور ساعتين للتأكد من هروب الأسرى ليس وقتا مناسبا أو كافيا، لأن ما حصل إغفال لا لبس فيه، وهناك تقصير بلا شك، أسفر عن هذه الإخفاقات".
وسرد غاباي تجربته قائلا: "عندما توليت قيادة السجن في 2014، أحبطنا عملية هروب بحجم ما كان عليه في الوقت الحالي، حيث حفر الأسرى نفقًا من نفس مكان حفر النفق الحالي، وتم اكتشافه بعد معلومات استخباراتية".
وأضاف خلال حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمتها "عربي21": "بعد كشف المحاولة، طلبنا صب الخرسانة في المساحات المشتبه بها، ونعلم أن السجن مبني على ركائز متينة، فهو ليس جديدًا، شعوري اليوم صعب للغاية، ويعتصرني الألم مما حصل، رغم تقديرنا أنه لا يمر يوم على أسير فلسطيني محكوم بالمؤبد لا يخطط فيه للهروب، ولذلك فإننا نشهد حرب عقول معهم، في هذه المرة، كانت أدمغتهم أكثر إبداعًا مما لدى السجانين، وانتصروا عليهم أخلاقياً وعملياتياً".
وأشار إلى أنه "كما هو الحال في عملية عسكرية فإنه يتم تقسيم المسؤولية إلى مستويات مختلفة، والمستوى السياسي يشترك مع مصلحة السجون في ما حصل، المسؤولية عن الفشل لا تقع على عاتق قادة مصلحة السجون فحسب، بل على المستوى السياسي أيضًا".
وادعى مسؤول سابق بمصلحة السجون أن "طبيعة الهروب تشير إلى أن الأسرى لم يتلقوا مساعدة من الداخل، بل من خارج السجن، لسنا أمام هروب تلقائي، لكنه تطلب التخطيط لأسابيع وحتى شهور، ونجح في النهاية، ما يستدعي وجود عامل خارجي ساعدهم".
اقرأ أيضا: إطلاق نار برام الله.. والاحتلال يغلق الضفة بحثا عن الأسرى
وتابع: "وفي منطقة جلبوع، هناك العديد من الثغرات يمكن من خلالها دخول الأراضي الفلسطينية، وفي السيارة يستغرق الأمر 7 دقائق، وأكثر تعقيدًا قليلاً سيرًا على الأقدام، يتطلب المشي لفترة طويلة بسبب ظروف التضاريس".
وأضاف أن "هناك جملة أسئلة تتطلب التحقيق، إحداها برج الحراسة الذي يقع فوق مخرج النفق مباشرةً، وسؤال آخر كيف تمكن الستة من حفر النفق خارج السجن دون أن يعلم أحد بذلك، بل وفتحوا فتحة خروج قرب جدرانه دون أن يعرف أحد، ما يعني وجود مشكلة كبيرة في الجانب الاستخباراتي، كيف يتم حفر نفق لأسابيع أو شهور، أو حتى سنوات، ولا يعلم بها أي مخبر أمني، رغم أن ثلاثة من الأسرى الهاربين تلقوا تنبيهات استخباراتية بأنهم قد يفعلونها".
الجنرال الإسرائيلي "غوندار" القائد السابق لمنطقة الشمال والوسط في مصلحة السجون وصف هروب الأسرى بأنه "أخطر قضية منذ عقود، متسائلا: "كيف نجح ستة أسرى في الفرار من تحت أنوفنا جميعًا؟ وأضاف: "لقد فشلنا فشلاً ذريعًا، ويصعب علي قبول هذه المهزلة، لأننا أمام يوم حزين، هذا حادث مخجل، لأن هناك أوامر منتظمة تتطلب فحصًا شاملاً تحت كل مرحاض حمام وفي أي نقطة أخرى في الزنزانة، مرة واحدة على الأقل يوميا".
وأضاف في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "في اختبار النتيجة من الواضح أن هناك إخفاقات وأخطاء، مع أن هذا ليس الهروب الأول أيضًا، فقد كانت محاولات دائمًا مثل هذه، رغم أن سجن جلبوع يعتبر "مرفقًا آمنًا"، يحتجز فيه أخطر الأسرى في إسرائيل، وكل الأوامر والإجراءات مكتوبة بالدم، لقد فشلنا فشلا ذريعا في هذا الهروب، وهذا يتطلب هزة كي نستيقظ، واستخلاص الدروس والعبر".