أكدت
صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، أن الاحتلال الإسرائيلي ساهم بشكل واضح في توتر
العلاقات بين
الجزائر والمغرب، وذلك بالتزامن مع تنامي التطبيع بين الرباط و"تل
أبيب".
وأوضحت
الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن "قطع العلاقات بين
المغرب والجزائر،
جاء بعد الزيارة الدبلوماسية الإسرائيلية التي قام بها وزير الخارجية، يئير لبيد مؤخرا،
إلى العاصمة المغربية الرباط".
ومع
قرب الانتخابات المغربية في 8 أيلول/ سبتمبر المقبل، فقد لفتت إلى أن موضوع تطبيع المغرب
مع الاحتلال، يرتبط بالصراع السياسي الدائر في المغرب، حيث يتنافس حزب "العدالة
والتنمية"، وهو الحزب الحاكم، مع حزب "الأصالة والحداثة".
ورأت
الصحيفة، أن "الأمر الذي ليس في صالح إسرائيل، أنها يمكن أن تشارك في حملة الانتخابات
هذه، كموضوع مثير للجدل وقضية تطرحها الجزائر على الساحة السياسية المغربية".
وذكرت
أنه عندما أعلنت الجزائر هذا الأسبوع قطع علاقاتها مع المغرب، وهي "خطوة دراماتيكية"،
أرجع وزير خارجيتها رمطان لعمامرة سبب ذلك، ضمن أمور أخرى، إلى أن "المغرب أدخل إلى
أراضيه قوة عسكرية أجنبية"؛ وكان يقصد إسرائيل".
ونوهت إلى
أن لعمامرة "اتهم المغرب أيضا باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"
(Pegasus)
الذي طورته شركة "NSO"
الإسرائيلية، من أجل متابعة ومراقبة شخصيات كبيرة في الجزائر".
وأكد وزير خارجية الجزائر أن "جهات في المغرب، على رأسها منظمة "ماك"
التي تروج لاستقلال منطقة "قبيليا" في الجزائر، هي المسؤولة عن إشعال الحرائق
الضخمة التي أدت إلى موت ما لا يقل عن 90 شخصا".
ونبهت
"هآرتس" إلى أن "الجزائر أوضحت، أن إسرائيل تؤيد هذه المنظمة وتساعدها"،
وفي هذا تلميح بمشاركة "تل أبيب" بشكل أو آخر بالحرائق التي اجتاحت الجزائر
مؤخرا.
اقرأ أيضا: تطبيع متصاعد بين الاحتلال والمغرب.. المجال الأمني أولا
وبينت
أن "المغرب نفى بشدة هذه الاتهامات، لكنه لم يتراجع عن تأييد "تقرير المصير"
لمنطقة "قبيليا" القبلية، ومنظمة "ماك" (المدعومة من قبل إسرائيل)
تروج لذلك".
ومن
بين الأمور التي ساهمت في توتير العلاقات بين الجزائر والرباط، "الضربة الشديدة"
التي تلقتها سياسة الجزائر تجاه المغرب حول الصحراء الغربية، عندما أعلن الرئيس الأمريكي
السابق، دونالد ترامب، في كانون الأول/ ديسمبر 2020 اعتراف واشنطن بسيادة المغرب في
هذا الإقليم، "مقابل تطبيع الرباط مع تل أبيب".
وزعمت
الصحيفة أن "الخطوة الأمريكية هذه (الاعتراف مقابل التطبيع)، لم تضع نهاية
لنضال تنظيم البوليساريو ولم توقف سياسة الجزائر، لكنها دمرت قدرة الجزائر على تجنيد
الدعم الدولي لتأييد استقلال هذا الإقليم".
وأضافت:
"موقف الجزائر يتلخص في أن إسرائيل والولايات المتحدة مذنبتان، في سحب البساط
من تحت أقدام نضالها التاريخي، حيث إن المغرب فقط دفع الخاوات التي طلبت منه"،
منوهة إلى أن "أمل الجزائر بأنه عند انتخاب جو بايدن ستتغير سياسة الولايات المتحدة
تجاه الصحراء الغربية، قد خاب".