هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح قرار الجزائر قطع علاقتها رسميا مع المغرب الكثير من التساؤلات حول المنطقة والملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأس هذه الملفات والتساؤلات كانت الأزمة الليبية لعلاقتها الوثيقة بالطرفين وما إذا كان الخلاف سيؤثر على الانتخابات المقبلة في ليبيا في ظل غياب الراعي والداعم الإقليمي.
وساهم المغرب في جمع أطراف الصراع عدة مرات ومنها توقيع اتفاق
سياسي تسير البلاد على ضوئه حتى الآن، في حين اهتمت الجزائر بملف ليبيا واحتضنت اجتماع
وزراء دول الجوار عدة مرات، كما دعت إلى اجتماع وزاري كبير بخصوص ليبيا نهاية الشهر
الجاري.
لكن قرار قطع العلاقات المفاجئ طرح بعض الأسئلة بخصوص ليبيا،
ومنها: كيف ينعكس الخلاف الجزائري المغربي على الملف الليبي خاصة العملية الانتخابية؟
تأثيرات سلبية
من جهته، رأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أن "أي
اضطراب بين دول الجوار سينعكس سلبا على الشأن الليبي، والخلاف المغربي الجزائري سيكون
له أثر كبير خصوصا أن لكل من الدولتين خصوصية فالجزائر تشترك في حدود برية كبيرة مع
ليبيا والمغرب كان له أثر كبير في تحقيق توافق الليبيين في الصخيرات".
وأوضح لـ"عربي21" أن "كلا الدولتين لهما اهتمام
بالملف الليبي وعدم توافقهما سيؤثر سلبا في الشأن الليبي، وبالنسبة لما يحصل في تونس
فالأزمة تتمثل في تكرار الرئيس قيس سعيد لتصدير مشاكله إلى ليبيا مثلما فعلت مصر وهذا
سيؤثر قطعا على القضية الليبية"، وفق تصريحاته.
وأكد عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة "ورقلة"
بالجزائر، بوحنية قوي أن "الخلاف الجزائري المغربي قديم وليس جديدا خاصة في الملفات
المشتركة ومنها الملف الليبي، ولكل دولة مقاربتها وتصورها لحل الأزمة الليبية، والمغرب
دوره ينحصر فقط في جمع أطراف النزاع وما يمكن أن نسميه دور علاقات عامة بين الأطراف
بخلاف الجزائر التي تمثل عمقا استراتيجيا لليبيا كما أنها أصبحت الآن حليفا إقليميا يوثق
به".
اقرأ أيضا: اجتماع وزاري بالجزائر حول ليبيا.. ما علاقة الانتخابات وحفتر؟
وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "الجزائر الآن
تمتلك آليات استراتيجية لحلحة الأزمة الليبية ومنها رفض سقوط العاصمة طرابلس أو تعرضها
للخطر، وكذلك استغلال علاقاتها القوية بدول الجوار خاصة مؤخرا مع مصر وكذلك النيجر
وتشاد ومالي لذا ستصبح محل ثقة للدول المحيطة والمجتمع الدولي، أما خلافها مع المغرب
فلن يؤثر على كل ما سبق لكون وجهات النظر مختلفة أصلا منذ فترة"، حسب تقديراته.
أجندات خاصة
المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف قال من جانبه،
إن "الدول الموجودة عسكريا في ليبيا هي التي يمكنها دعم العملية السياسية بالحفاظ
على وقف إطلاق النار ومنع انزلاق البلاد لحرب جديدة، بالإضافة للدور السياسي لدول الجوار
وبالذات مصر والجزائر والمغرب وتونس، لكن وبكل أسف لا يوجد حتى الحد الأدنى من التنسيق
بين هذه الدول الإقليمية العربية ولكل منها أجندته الخاصة تجاه معالجة الأزمة الليبية".
وحول تأثير الخلاف الجزائري_المغربي، قال: "لا أتوقع تأثر
موعد الانتخابات المرتقبة بتلك الخلافات التي تحصل بين دول الجوار ولكن أتوقع ضعف مساهمتها
في الحل السياسي في ليبيا بما يفسح المجال لدول أخرى أعضاء في مؤتمر برلين للتمدد
في المساحة التي أتاحتها دول الجوار العربي بسبب غياب التنسيق بينها وربما تضارب محاولاتها
المنفردة في تناول الملف الليبي البالغ التعقيد"، كما صرح لـ"عربي21".
في حين، رأت الناشطة التونسية والمختصة في التواصل السياسي،
كوثر الدعاسي أن "الخلاف الجزائري المغربي ستكون له تأثيرات سلبية جدا على الملف
الليبي وسيزيد من حالة التوتر في شمال أفريقيا عامة وليبيا خاصة، كما أنه سيجعل الراعي
الإقليمي في حالة انقسام وهو ما قد يسبب تأجيل الانتخابات في ليبيا".
وتابعت لـ"عربي21": "أما عن تونس والجزائر فمن
المؤكد أنهما لن يتركا الجارة ليبيا ولكن الخلاف مع المغرب سيجعل من المنطقة أرض صراع
وسيسمح بتوسيع التدخل الغربي في المنطقة والأكيد أن هناك أطرافا ستستغل هذا الوضع لتزيد
من تعميق الأزمة الليبية"، وفق رأيها.